يوم الأرض: إصابات بالضفة وإضراب بالداخل ودعوات للوحدة
أحيا الفلسطينيون الذكرى الأربعين ليوم الأرض بفعاليات واسعة في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ48
أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق اليوم الأربعاء، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرات وفعاليات إحياء الذكرى الـ 40 ليوم الأرض في الضفة الغربية، فيما شهد الداخل الفلسطيني إضرابًا شاملاً في الذكرى، بينما نظمت فعاليات متعددة بقطاع غزة، زرعت خلالها أشجار باسم الشهداء الصحفيين، ووجهت دعوات للوحدة ودعم الانتفاضة.
ففي نابلس شمال الضفة الغربية، تجمع مئات الفلسطينيين في موقع مستوطنة "حومش" المخلاة شمال المدينة، استجابة لدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي والمؤسسات المختلفة والهيئات المحلية في محافظة نابلس، قبل أن يتعرض المشاركون لقمع الاحتلال.
وتعود ذكرى يوم الأرض إلى عام 1976، حين صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في قرى دير حنا وعرابة وسخنين؛ داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948؛ الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيين بإعلانهم الإضراب الشامل في الأراضي المحتلة، وهو ما تطور إلى المواجهة والصدام مع شرطة الاحتلال، مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
وأفاد رئيس مجلس قروي برقة سامي دغلس أن قوات كبيرة من الجيش تمركزت على مدخل المستوطنة وعلى مداخل قرى برقة وبزاريا، ومنعت المشاركين بمسيرة يوم الأرض من دخول موقع المستوطنة، وأطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع والفلفل الحار باتجاه المشاركين؛ ما أدى إلى إصابة العشرات.
يذكر أن مستوطنة "حومش" المقامة على أراضي بلدتي برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين، قد أخليت عام 2005، وصدر قرار من المحكمة العليا الصهيونية عام 2011 بإعادتها لأصحابها، ولكن قوات الاحتلال تمنع المواطنين من الوصول إليها، فيما يتردد عليها المستوطنون بشكل متكرر.
وفي السياق، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم مسيرة إحياء يوم الأرض أمام معسكر عوفر غربي رام الله وسط الضفة الغربية، واستهدفت الصحفيين بقنابل الغاز، فيما سجلت العديد من الإصابات بالاختناق.
وأحيت القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والشعبية في محافظة سلفيت، اليوم الأربعاء، فعاليات يوم الأرض بمسيرة واعتصام سلميين على أراضي المواطنين المهددة بالاستلاء والتجريف من قبل الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب المرج في بلدة دير بلوط.
وقال منسق القوى الوطنية في محافظة سلفيت عبد الستار عواد: "تمر علينا ذكرى يوم الأرض الخالد، ونحن ما زلنا نواجه نفس المخطط الإسرائيلي في الاستيلاء على الأرض، وإقامة المستوطنات وجدران الضم والعزل العنصري عليها.
42 شجرة باسم الشهداء الصحفيين
وفي قطاع غزة، أحيا المكتب الإعلامي الحكومي الذكرى بزراعة 42 شجرة بأسماء 42 شهيدًا من الإعلاميين سقطوا منذ عام 2000، وذلك على أرض السرايا وسط مدينة غزة، بالتعاون مع وزارة الزراعة وبلدية غزة.
وقال سلامة معروف مدير عام المكتب الإعلامي بغزة، إن هذه اللفتة "رسالة وفاء وتأكيد على أن دماء الشهداء لم تذهب هدرًا، وستظل شاهدة على الحق الفلسطيني، من خلال زرعها في المكان الذي اندحر منها الاحتلال، وأن جذور الشهيد الفلسطيني باقية في الأرض تؤكد الرواية الفلسطينية، كما تؤكد أن الصحفيين والإعلام الفلسطيني يثبت دومًا أنه الأقدر على دحض الرواية الإسرائيلية".
وحدة الفصائل
وفي مشهد نادر خلال السنوات الماضية، تشابكت أيدي قادة من الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس وفتح شمال قطاع، خلال مسيرة حدودية قرب معبر بيت حانون إحياء لذكرى يوم الأرض.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، زكريا الأغا، في كلمة له بالمسيرة، أن يوم الأرض هو يوم انتفاضة الغضب الفلسطيني، التي تفجرت بين أوساط الأقلية القومية الفلسطينية الصامدة والمتجذرة في وطنها الأبدي.
وقال الأغا: "يوم الأرض هو يوم انتفاضة الغضب الفلسطيني، التي تفجرت بين أوساط الأقلية القومية الفلسطينية الصامدة والمتجذرة في وطنها الأبدي، التي هبت كرجل واحد قبل 40 عامًا في وجه غول المصادرة والتهويد، وضد سياسة الظلم والقهر والاضطهاد وهدم البيوت الفلسطينية، ولإسقاط وثيقة كينغ التي تضمنت تهويد الجليل ومصادرة أراضيها واستيطانها وتفريغ سكانها الفلسطينيين، وإقامة المزيد من المستوطنات اليهودية عليها محطمة بذلك حاجز الخوف والعجز، وهاتفة بصوت عالٍ ومسموع قائلة لصناع وراسمي مشاريع الاقتلاع والتهجير والتهويد العنصرية".
بدوره، دعا نائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتبنى برنامج المقاومة والثوابت الفلسطينية غزة، وأكد دعم استمرار الانتفاضة وهبة القدس حتى كنس الاحتلال عن أرضنا، مؤكدًا أن شعبنا توحد على تحرير أرضه.
بدوره، قال خالد البطش القيادي بحركة الجهاد الإسلامي: "الأرض لنا وستبقى، وهي غير قابلة للتقسيم".
وقال البطش، إن انتفاضة القدس مستمرة حتى نسترد كافة حقوقنا المسلوبة.
إضراب في الداخل
وشهدت البلدات العربية داخل أراضي عام 48، اليوم الأربعاء، إضرابًا شاملًا لمناسبة الذكرى الـ40 ليوم الأرض.
ودعت لجنة المتابعة العليا إلى الالتزام بالإضراب في ذكرى يوم الأرض والمشاركة في الفعاليات والمسيرات التي تقام بهذه المناسبة.
وبدأت الفعاليات بالتوجه الى أضرحة شهداء يوم الأرض الذين قضوا في الثلاثين من آذار عام 1976، وهم: خير ياسين من عرابة، ومحسن طه من كفر كنا، وخديجة شواهنة من سخنين، ورجا أبو ريا وخضر خلايلة، وكلاهما من سخنين، ورأفت زهيري من مخيم نور شمس قرب طولكرم وقد قضى في الطيبة.
وانطلقت عصر اليوم مسيرتان مركزيتان بعد ظهر اليوم في عرابة البطوف، وقرية أم الحيران في النقب.
aXA6IDE4LjExOC4yMjcuMTk5IA== جزيرة ام اند امز