بعد تصريحات خامنئي.. الإعلام الرسمي يخفف الصدمة
في محاولة للتقليل من وطأة تصريحات علي خامنئي، اتهمت وكالة "إيرنا" للأنباء نظيرتها البريطانية "رويترز"، بتحريف تصريحاته.
في محاولة للتقليل من وطأة تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، اتهمت وكالة "إيرنا" للأنباء نظيرتها البريطانية رويترز، بتحريف تصريحات المرشد في معرض تأكيده على أن الحاضر هو عصر الحوار وكذلك الصواريخ.
وأبرزت "إيرنا" المقربة من تيار الحرس الثوري والتيار المتشدد، الجانب المعتدل من تصريحات خامنئي، عندما دعا إلى ضرورة أن تستخدم إيران جميع الأدوات، وعدم اعتراضه على المحادثات السياسية، وتأييده المفاوضات على مستوى القضايا العالمية.
ترى وكالة الأنباء الإيرانية أن "رويترز" سارعت إلى بث تصريحات المرشد، بشكل آخر وبصورة محرفة.
على أن تصريحات مرشد الثورة الإيرانية في الآونة الأخيرة، اتسمت بطابع هجومي ضد رموز التيار الإصلاحي المعتدل. فقد جاء رده قويا وصادما، على تغريدة على "تويتر" أطلقها الرئيس السابق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الأسبوع الماضي، قال فيها، "إن عالم الغد هو عالم الحوار وعالم المفاوضات وليس عالم الصواريخ".
رد خامنئي غير المسبوق، على رفسنجاني جاء في سياق خطابه في جمع من المنشدين، قال فيه، إن "من يقولون بأن هذا العصر هو عصر المفاوضات فقط وليس الصواريخ بدون علم، تظل مسألة يمكن تجاوزها، أما من يقولها عن علم فهو خائن وهذه تعتبر خيانة عظمى بحق الثورة والشعب الإيراني".
لم يكن رفسنجاني الإصلاحي الوحيد هذه المرة الذي لحقته نيران خامنئي، فقد انتقل مرشد الثورة الإيرانية، للهجوم على حكومة الرئيس حسن روحاني، فاتهمها بالفشل في إنعاش الاقتصاد وإنهاء المشاكل الاقتصادية التي يعانيها الشعب الإيراني رغم رفع العقوبات الاقتصادية.
وتعود الخلافات بين الرجلين إلى مفاوضات إيران مع القوى الغربية الست، لكنها استمرت حتى بعد التوقيع على الاتفاق النووي التاريخي. ولازال خامنئي يبدي امتعاضه من مضمون الاتفاق، بدعوى أنه لم يسهم في رفع جميع العقوبات الدولية التي يعرض استمرارها الاقتصاد الإيراني للانهيار.
ويخشى الإصلاحيون ومعهم رفسنجاني من محاولات المحافظين والمتشددين، مدعومين بالحرس الثوري، لإجهاض الاتفاق النووي بموافقة المرشد، عبر المضي في التجارب الباليستية المطورة، وهو ما لن تسكت عنه الدول الغربية لوقت طويل.
في حال استمر الوضع على وتيرته، يتوقع مختصون في الشأن الإيراني، تصاعد الخلافات بين أجنحة الحكم والنظام في إيران خلال الأشهر المقبلة.
ومرد ذلك، شعور التيار المحافظ بأن الإصلاحيين نجحوا في استقطاب الشارع وتكريس وتثبيت قواعدهم ونفوذهم بين أوساط الشعب الإيراني، من خلال مرونتهم التي أثمرت نجاح المفاوضات النووية، وفوزهم أمام المحافظين في الانتخابات البرلمانية.
علاوة على ذلك، يشعر المحافظون وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي بالمرارة، لأن الإصلاحيين يصورونهم على أنهم يقفون في طريق المشاريع الإصلاحية لإخراج البلاد من عزلتها الدولية والإقليمية.
وقد جاهر مرشد الثورة الإيرانية نفسه بهذه المشاعر، قائلا إن الإصلاحيين يحاولون تصويره بأنه يقف شخصيا ضد سياسات حكومة روحاني، للانفتاح على العالم الخارجي وتحسين صورة إيران الخارجية.
ويحرص خامنئي على توريث منصبه إلى شخص من حاشيته، وقد طلب قبل نحو شهر من مجلس الخبراء الجديد اختيار زعيم "ثوري" يخلفه عندما يحين الوقت. وهو يشير بذلك إلى أن الزعيم المقبل يجب ألا يبدي تهاونا ضد الغرب، لكن البعض فسر "وصية" المرشد بأنها محاولة استباقية لقطع الطريق على هاشمي رفسنجاني لخلافته في هذا المنصب.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز