لعنة السخرية من "الأضحية" تطارد كاتبة مصرية
محكمة مصرية ترفض استئناف كاتبة مصرية على الحكم بحبسها 3 سنوات مع الشغل بتهمة "ازدراء الأديان"، بسبب سخريتها من "الأضحية"
لم تكن تدرك الكاتبة المصرية، فاطمة ناعوت، أن كلماتها الساخرة من شعيرة "الأضحية" الإسلامية، ستقودها للسجن 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، وهو الحكم الذي أيدته محكمة مصرية، أمس الخميس.
"ناعوت" وصفت، منذ شهور وقبيل عيد الأضحى الماضي، عملية ذبح الأضاحي بأنها "مذبحة ثانوية"، كما أساءت لمقام نبي الله إبراهيم؛ حين أطلقت على رؤياه عليه السلام بذبح ابنه "الكابوس".
وكان لمحكمة جنح مستأنف السيدة زينب، رأي آخر بإسقاط حق "ناعوت" في الاستئناف على الحكم الصادر بحبسها 3 سنوات مع الشغل بتهمة "ازدراء الأديان"، لتغيبها ومحاميها شريف أديب.
محامي "ناعوت" قال، في تصريحات صحفية، إن الحضور كان وجوبيًا، مشيرًا إلى أن قرار المحكمة الذي صدر بحق استئناف موكلته ليس تأييدًا، ولكن يعتبر استمرارًا للقرار الصادر بحبسها 3 سنوات، وأنه سيتقدم مرة ثانية باستئناف إضافي على حكم أول درجة خلال 10 أيام، وسيحضر هو وموكلته.
وأوضح دفاع "ناعوت"، أنه سيتقدم بمستندات جديدة ستغير من سير القضية، وستوضح المعنى والمغزى الحقيقي وراء تصريحات موكلته حول ذبح الأضحية.
بدورها، تراجعت "ناعوت" عن تصريحاتها، نافية أن يكون هدفها ازدراء الأديان، معتبرة أن حديثها عن مشاعرها نحو ذبح الأضاحي مجرد "استعارة مكنية".
وقالت "ناعوت"، خلال وجودها وقت صدور الحكم بكندا للمشاركة في المؤتمر المصري الكندي الأول حول مستقبل مصر، إنها لا تخاف من السجن، خاصة أن من أقام الدعوى القضائية ضدها ليس من علماء الدين وإنما من محامٍ.
وكتبت "ناعوت"، على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "في الطريق إلى كندا للتكريم بلقاء قرائي وأصدقائي في كندا بعد ساعات. اللهم نعوذ بك من وعثاء الطريق ومشقة السفر وخطف الطائرات"، في إشارة منها إلى خطف الطائرة المصرية المتجهة من برج العرب بمحافظة الإسكندرية إلى قبرص، أول أمس، على يد خاطف مصري.
وطالبت "ناعوت"، في تصريحات صحفية، بتعديل مادة ازدراء الأديان في الدستور المصري؛ حتى لا تكون سيفًا على رقاب المبدعين، حسب قولها، وشددت على ضرورة النهوض بالتعليم من أجل مستقبل مشرق.
من جانبه، أعلن محمد عطية، منسق حملة "لا للأحزاب الدينية"، دعمه للكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، بمطالبته بحذف ما يتعلق بازدراء الأديان من الدستور، حتى لا يتم استغلالها من قبل الراغبين في "الشو الإعلامي"، حسب وصفه.
الدكتورة أمنة نصير، الأستاذة بجامعة الأزهر الشريف وعضو مجلس النواب، قالت -في تصريحات لـ"بوابة العين"-: إن ملاحقة المفكرين ليست وليدة اللحظة، وإنما اندرجت في الماضي تحت مسميات ومصطلحات عديدة منها "من تمنطق تزندق"؛ حيث اشتهرت القرون الوسطى بالاتهامات وتعرض على إثرها الفيلسوف ابن رشد للسجن.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg
جزيرة ام اند امز