الذكرى الـ15 لأحداث سبتمبر.. "غضب وخوف وترقب"
العديد من الصحف الأمريكية استهلت افتتاحياتها بمناسبة الذكرى الــ15 لأحداث 11 سبتمبر، حول ما أدى إليه ذلك الهجوم.
15 عامًا مرت على أحداث 11 سبتمبر 2001، والتي أدت إلى مقتل حوالي 3000 شخص في انهيار برجي مبنى التجارة العالمي في نيويورك، وبداية أعنف حرب شهدها العالم على عدة جبهات، وقد استهلت الصحف الأمريكية، اليوم الأحد، في افتتاحياتها في ذكرى ذلك الهجوم، بين غضب مستمر، وخوف قائم وترقب حول ما سيحدث للولايات المتحدة.
وقد ركزت بعض الصحف على مخاوف الولايات المتحدة من استمرار الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية وطرق الحماية من تلك الهجمات، خصوصًا بعد ما صرح به زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أيمن الظواهري، بأنه قد يكرر هذا الهجوم "إن لم تقم الولايات المتحدة بالابتعاد عن الشرق الأوسط"، فيما ركزت أخرى على البعد الإنساني لعائلات الضحايا الذين قضوا نحبهم نتيجة الهجوم.
صحيفة "نيويورك تايمز" قامت في افتتاحيتها بالتركيز على عائلات الضحايا الذين قضوا نحبهم في انهيار البرجين، حيث أعدت تقريرًا مصورًا حول النصب التذكاري لضحايا 11 سبتمبر، وكيف استطاعت عائلات هؤلاء الضحايا المضي قدمًا في حياتهم.
ونوَّهت الصحيفة إلى حالة من الغضب والأسى تملكت هؤلاء الأسر لفقدان أقربائهم دون ذنب، وإن اختلفت توجهاتهم حول من الذي يقع عليه اللوم في موتهم، بحسب الصحيفة، إلا أن الغضب الأسى يبقى جزئًا من حياتهم اليومية بالرغم من محاولات المضي قدمًا.
وقامت صحيفة "واشنطن بوست" باستعراض تقرير يشير إلى أن التهديد الإرهابي لايزال قائمًا بالرغم من التطورات الكبيرة في مجال تأمين وحماية الداخل الأمريكي من أخطار الإرهاب، حيث قامت بعمل مقارنات بين ما قاله خبراء الأمن القومي حول تنظيم القاعدة، أنه غير قادر على عمل عمليات منظمة في ذلك الحين، وبين ما يقوله الخبراء اليوم على خلفية هجمات تنظيم داعش الإرهابي في أوروبا، ورسالة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية الاستعداد لأي أخطار قد يشنها إرهابيون في الداخل الأمريكي أو مناطق التواجد الأمريكي حول العالم.
صحف ومواقع أخرى استعرضت زوايا أخرى لذكرى 11 سبتمبر، حيث أشارت بعض الصحف إلى أن الخطر الداهم للداخل الأمريكي هو تطرف وعنصرية الأمريكيين أنفسهم، بينما قامت صحف أخرى باستعراض ما حدث للمسلمين داخل الولايات المتحدة بعد هجوم 11 سبتمبر.
واستعرض موقع قناة "سي ان ان" الإخبارية كيفية انقسام السياسة الأمريكية بين مؤيد ومعارض لمواقف الحرب على الإرهاب والموقف من المسلمين داخل الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن فترة 11 سبتمبر وحدت الأمريكيين حول محاربة التهديد الأمني المتمثل في تنظيم القاعدة، لكن الآن، ينقسم السياسيون الأمريكيون بين مؤيد لمراقبة وطرد المسلمين وشن هجمات على معاقل التنظيمات الإرهابية، ومعارض لوصم المسلمين بالإرهاب ودفع مليارات الدولارات في حروب لن تفعل شيئًا سوى تأجيج الكراهية تجاه الولايات المتحدة.
موقع "Vox" الإخباري الأمريكي أعد تقريرًا بالأرقام حول التهديد الفعلي للولايات المتحدة، والذي يقع من داخلها وليس خارجها، مشيرًا إلى أن معظم الهجمات الإرهابية التي وقعت داخل الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر كان من فعلها أمريكيون.
ونشر الموقع إحصائيات تشير إلى أن أكثر من 182 حالة لمتطرفين يمينيين داخل الولايات المتحدة قاموا بأعمال توصف بالإرهابية من هجمات إطلاق نار وترهيب لمدنيين من قبل 346 شخص.
وبالنسبة لأحوال المسلمين، فقد قامت صحيفة "إندبندنت" بنسختها الأمريكية بعمل موضوع تفاعلي حول أحوال المسلمين الأمريكيين بسؤال "كيف تأثرت حياتك بعد 11 سبتمبر؟" وقد وصل عدد المشاركين إلى أكثر من 6 آلاف تعليق خلال 24 ساعة من نشر الموضوع، لكن ما اجتمعت عليه جميع التعليقات هو أن المسلمين في الولايات المتحدة أصبحوا يعاملون بعنصرية وتفرقة لمجرد أن بعض المنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة تنسب للدين الإسلامي، الذي يدين به أكثر من 1.6 مليار شخص حول العالم، وقد ساهم بعض مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية في زيادة العنصرية ضد المسلمين على غرار ما حدث في 11 سبتمبر، بحسب الصحيفة.