تفجيرات بروكسل التي وقعت يوم 22 مارس الماضي، كشفت صعوبات في تأمين مراكز النقل الحيوية الكبرى على مستوى العالم
قبل أن يفجّر الإرهابيون العبوات الناسفة في صالة المغادرة المزدحمة بمطار بروكسل الدولي مؤخرا، لم يحتاجوا إلى المرور عبر أي إجراءات فحص أمني، الأمر الذي يسلط الضوء على صعوبات تأمين مراكز النقل الحيوية الكبرى.
وشهدت الإجراءات الأمنية في المطارات تعزيزا في جميع أنحاء العالم منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، عندما سيطرت عناصر تابعة لتنظيم القاعدة على أربع طائرات ركاب.
ورغم ذلك، ركزت تدابير السلامة المتزايدة بشكل رئيسي على أمن عمليات الطيران.
ولضمان عدم وصول أي متفجرات إلى الطائرة، يجري تفتيش وفحص أمتعة الركاب بعناية، ويحظر عليهم حمل أي مواد سائلة عبر بوابات الأمن، وفي بعض الأحيان يضطرون إلى خلع أحذيتهم.
ويستخدم مسؤولو الأمن الإسرائيليون نهجا أوسع نطاقا وأكثر صرامة في تأمين المطارات.
ويجب أن يمر أي شخص يصل إلى مطار بن جوريون في تل أبيب عن طريق القطار أو السيارة عبر عدة حلقات أمنية تتضمن الاستجواب. ويجب أن يمر الركاب أيضا عبر أجهزة الكشف عن المعادن عند دخولهم إلى صالات المطار.
ويشكو المسافرون العرب غالبا من تعرضهم على وجه الخصوص لفحوص أمنية مشددة، وتوجه انتقادات لأفراد الأمن الإسرائيلي بسبب طلبهم من بعض الركاب إظهار رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم.
وينطوي هذا "التكتيك" على تحديد الأشخاص الذين يتصرفون بشكل غير عادي أو يدلون بإجابات مريبة أثناء الاستجواب.
وقال الخبير الأمني الإسرائيلي رافي سيلا لموقع "واتسون" الإخباري السويسري "لنفترض أن إرهابيا ما يخفي قنبلته في أمتعة شخص آخر. لن نجد أي شيء معه، لكنه لن يستطيع إخفاء سلوكه".
ويعتقد جيرالد فيسيل، وهو استشاري لدى إحدى شركات الطيران الألمانية، أن عمليات التفتيش الأمنية سيتسع نطاقها لتشمل المحيط الخارجي للمطارات كما هو الحال في إسرائيل، إلا أنه حذر من أن مثل هذه الاستراتيجية ستثير عددا من القضايا غير المحسومة مثل الحاجة إلى مساحات وأموال إضافية.
ويقول فيسيل إنه سيتعين على أفراد الأمن في مطار فرانكفورت، أحد أكثر مطارات أوروبا ازدحاما، فحص 170 ألف راكب و80 ألف موظف وعدد غير معلوم من الزوار بصورة يومية.
وفي الوقت نفسه، فإن فيسيل مقتنع بأن أمن الطيران تحسن في أعقاب هجمات 2001 على نيويورك وواشنطن.
ويضيف فيسيل "لا نعرف بالضبط ما تم منعه (من أعمال إرهابية)، ولكني أفترض أن هذه الإجراءات ساعدت في ردع جناة محتملين".
ورغم ذلك أشار إلى أنه لا تزال هناك فجوات يتعين غلقها، كما هو الحال في الرقابة على الشحن الجوي وخدمات التموين.
وحذرت رابطة المطارات الألمانية أيضا من إصدار قرارات متسرعة. ويقول رئيس الرابطة رالف بيسيل إن الرقابة الأمنية على جميع أنحاء المطار غالبا ما ستكون مستحيلة من الناحية الفنية؛ لأن معظم المطارات تفتقر إلى المساحة اللازمة لذلك.
ويتابع بيسيل "لا يمكننا أن نخلق ظروف تل أبيب في المطارات الأوروبية من خلال التحكم في جميع الزوار قبل دخولهم إلى المبنى".
ويقول هاينريش جروسبونجاردت، وهو خبير طيران ألماني، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن إحكام عزل المطارات بوضع ضوابط إضافية لن يحل المشكلة.
ويرى جروسبونجاردت إن الإرهابيين ببساطة سيوجهون اهتمامهم إلى أهداف بديلة إذا تم منعهم من الوصول إلى مواقع مهمة.
وجرى اتباع هذه الاستراتيجية خلال هجمات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما فجر انتحاريون أنفسهم خارج استاد فرنسا بعد أن فشلوا في دخول الملعب حيث يتواجد 80 ألفا من مشجعي كرة القدم كانوا يشاهدون مباراة فرنسا وألمانيا.
وأضاف جروسبونجاردت أنه وبشكل عام، فإن صالات المطار من الصعب تأمينها، تماما مثل غيرها من الأماكن العامة كمحطات القطارات ومراكز التسوق.
وقال لـ(د.ب.أ) "لا توجد وسيلة للحماية ضد المصممين تماما على ارتكاب الجرائم".
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA= جزيرة ام اند امز