أوروبا تعطي الضوء الأخضر لأول علاج جيني لـ"أطفال الفقاعة"
أبحاث العلاج الجيني عانت من انتكاسات سابقة، مثل وفاة مريض أمريكي عام 1999، ونتائج تجارب إكلينيكية كارثية مطلع القرن الحالي.
أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بإجراء أول تقنيات في العالم للعلاج الجيني للأطفال ابتكرها علماء إيطاليون وشركة جلاكسوسميثكلاين للمستحضرات الدوائية ما يدعم هذه التقنيات الرائدة في مجال إصلاح الجينات التالفة.
وقالت الوكالة إنها أقرت هذا العلاج المسمى (ستريمفيليس) لعلاج عدد محدود من الأطفال ممن يعانون من مرض نقص المناعة الحاد فيما لا يوجد نخاع عظام من متبرعين يتلاءم وحالاتهم.
يولد نحو 15 طفلًا سنويًّا في أوروبا يعانون من تلك الحالة الوراثية الشديدة الندرة ما يجعلهم غير قادرين على إنتاج نوع من خلايا الدم البيضاء وقلما يعيشون بعد السنة الثانية من العمر ما لم يستعيدوا الوظائف المناعية من خلال عملية لزرع النخاع.
وغالبًا ما يسمى الأطفال الذين يعانون من هذا المرض (أطفال الفقاعة) لأنهم يولدون بجهاز مناعي هش للغاية ما يستلزم أن يعيشوا في بيئة خالية من الجراثيم.
ومن المتوقع أن يحصل علاج (ستريمفيليس) على موافقة رسمية من المفوضية الأوروبية لتسويقه في غضون شهرين ليصبح ثاني علاج جيني تتم الموافقة عليه بعد علاج آخر لشفاء اضطرابات نادرة في الدم تصيب البالغين.
وفيما تترقب شركات للمستحضرات الدوائية التطور في هذا المجال لم توافق الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء بعد على أي علاج جيني، لكن عددًا متزايدًا من شركات التكنولوجيا الحيوية يعكف على ابتكار منتجات من هذا النوع.
ترجع أبحاث العلاج الجيني إلى ربع قرن من الزمن لكن هذا المجال عانى من انتكاسات منها وفاة مريض أمريكي عام 1999 علاوة على نتائج تجارب إكلينيكية كارثية في أواخر تسعينات القرن الماضي ومطلع القرن الواحد والعشرين.
لكن التفاؤل يتزايد الآن مع اكتشاف سبل أفضل لنقل الجينات البديلة إلى داخل الخلية فيما يقول الباحثون، إن هذه التقنية ترسخ أقدامها على الرغم من أنها لا تزال في أول الطريق.
ولا يزال يتعين تذليل الكثير من الصعاب منها التعقيدات الخاصة بالتعامل مع المنتج الجديد لشركة جلاكسوسميثكلاين، حيث يتعين أخذ نخاع العظام من المريض ثم معالجته وإعادته ثانية للمريض علاوة على سعر العقار الباهظ التكلفة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC42NSA=
جزيرة ام اند امز