سيف اليزل.. جنرال "في حب مصر"
رحيل سامح سيف اليزل كان صادمًا، لكنه ترك خلفه ائتلافًا نيابيًّا يدعم مصر التي خدم الجنرال جيشها عشرات السنين.
" لم تكن هناك ثورة بدون القوات المسلحة".. كانت من أبرز ما قاله اللواء سامح سيف اليزل الذي أمن بمصر وبدورها وقوتها، كمقاتل في جيشها، وكسياسي في برلمانها.
بهيئة وقورة ودبلوماسية، وبانتماء عسكري واضح يطل من ثنايا أحاديثه، سطع نجم اللواء سامح سيف اليزل، رئيس ائتلاف الأغلبية بالبرلمان المصري، ليصبح لقبه في أوساط أهل السياسية والإعلام "ابن المؤسسة العسكرية البار"، وصاحب القول الفصل والرؤية الاستراتيجية في الشؤون العسكرية.
اليزل المولود عام ١٩٤٦، الذي اهتمت الصحف المصرية والعربية اليوم بوفاته، لم يكن مجرد خبير استراتيجي أو أمني؛ فمع خلفيته العسكرية والمخابراتية، وصلاته الواسعة بصناع القرار، اتسمت غالبًا رؤيته وتحليله لمختلف الوقائع التي شهدتها مصر في الأعوام الخمسة الأخيرة بعمق ودراية، فكان في شؤون السياسة جنرالًا، وفي الشؤون العسكرية سياسيًّا.
عقب ثورة يناير 2011، عمل اليزل، رئيسًا لمركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية، وكان له حضور إعلامي بارز، خاصة فيما يتعلق بالتحليل المعمق لاستراتيجية تعامل المؤسسة العسكرية مع العمليات الإرهابية في المحافظات المصرية، خاصة سيناء، وهو ما ساعده في أن يكون الخبير الاستراتيجي الأشهر على الساحة المصرية.
النقطة الأبرز ربما في حياة اليزل، الذي طالما انتقد جماعة الإخوان، كانت عقب ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بحكمهم، وانتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية، حيث قرر سيف اليزل خوض غمار السياسية، مدفوعا بـ"حب مصر"، وهو الاسم نفسه الذي حملته القائمة الانتخابية التي خاض عبرها الجنرال الانتخابات البرلمانية والتي حظت بأكثر مقاعد مجلس النواب المصري.
النجاح الكبير لقائمة "في حب مصر" كان دافعًا لليزل وشركائه في القائمة إلى تكوين ائتلاف سياسي داخل البرلمان سمى "ائتلاف دعم مصر" رغم علامات استفهام بشأن القوة التي يستند عليها الائتلاف، حتى وصفه البعض بأنه ائتلاف يشبه "الحزب الوطني" الحاكم قبل ثورة يناير.
لم يجد الجنرال حرجًا في الرد على تلك الاتهامات بأنه رفض عروضًا كثيرة للانضمام إلى الحزب الوطني، قبل ثورة يناير، لأنه يرى أن الحزب الوطني "لم يكن الحزب الفعلي الذي يمثل الشعب، ولن يضيف جديدًا للمصريين"، غير أن استعانته بأعضاء من الحزب الوطني بقائمة في حب مصر يرجع إلى "تبني أهداف وسياسات مشتركة".
اليزل، الذي تخرج في الكلية الحربية ١٩٦٥ واشترك في حرب ١٩٦٧ وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر ١٩٧٣، خاض حربًا أخيرة مع المرض حيث خرج في أحد البرامج الحوارية نحيلًا، تظهر عليه علامات مرض سرطان الدم "اللوكيميا"؛ فكانت عبارات الدعاء هي أبرز ما يردده الجميع على حد سواء.
رفض محبو وأصدقاء الجنرال من النواب، صباح الإثنين، ما وصفوه بشائعات وفاته، ليتأكد مساء اليوم نفسه خبر وفاته تاركًا ائتلافًا موسعًا يخوض الحياة النيابية بقوة، بعد أن ترجل الفارس "جنرال حب مصر"، معلنًا رحيله