نيويورك تحسم هوية رئيس أمريكا المقبل
مع اشتعال المارثون إلى البيت الأبيض باتت الأنظار متجهة إلى ولاية نيويورك باعتبارها محطة الحسم المرتقبة
مع اشتعال المارثون إلى البيت الأبيض داخل المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، وتبادل المرشحين الفوز والهزيمة والتقدم والتراجع، بما يجعل التكهن بهوية المرشحين لاستكمال النصف الآخر للطريق نحو البيت الأبيض، باتت الأنظار متصلبة على ولاية نيويورك باعتبارها محطة الحسم المرتقبة.
وتشهد معركة نيويورك القادمة في 19 أبريل القادم صراعا أكثر حدة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب وتيد كروز والمرشحين الديمقراطيين هيلاري كلنتون وبيرني ساندرز وهما من نيويورك.
وتحتل نيويورك مكانة مهمة بالنسبة للديمقراطيين بوجود 247 من أصوات ممثلي الحزب، ستتوزع بحسب النتائج. أما بالنسبة للجمهوريين فلها أهمية قصوى، حيث إن 95 من أصوات ممثلي الحزب الجمهوري ستعطى جميعها للفائز الذي يحصل على أغلب الأصوات.
في معسكر الديمقراطي، وجهت خسارة هيلاري الأخيرة، في جولة وسكونسون، أنظارها إلى ولاية نيويورك. حيث إن تلك الولاية تحتوي على تنوع عرقي أكبر من وسكونسن، ذات الغالبية البيضاء، والتي أثبتت النتائج السابقة أنها تميل أكثر إلى كلينتون من ساندرز.
وهناك احتمال كبير في أن تفوز كلنتون بأصوات ولاية نيويورك، طبقا لما نشرته جريدة نيويورك دايلي نيوز، حيث إنها وجهت نقدا لساندرز حول عدم قدرته على تحديد موقفه بشكل واضح تجاه قضايا السياسات الأساسية له، تفكيك البنوك الكبيرة.
وتقول كرستينا رينولدز، مساعدة هيلاري في حملتها الانتخابية، إن فرص ساندرز قد تضاءلت نظرا لعدم قدرته على الإجابة عن الأسئلة الأساسية حول كيفية تقسيم البنوك الأمريكية الكبرى، وأنه بدا غير متأكد حول ما إذا كان الرئيس لديه بالفعل هذه السلطة بموجب القانون الحالي لعمل ذلك أم لا.
وقد فاز ساندرز بستة من أصل سبعة جولات خلال الفترة الماضية، حيث كانت وسكونسون من ضمن تلك الجولات. ويولد هذا التقدم زخما قويا يدفعه نحو فرصة قوية لمنافسة هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية المحتملة. حيث لابد لساندرز من أن يفوز في الجولة القادمة بنيويورك في 19 أبريل المقبل لكي يضمن الاستمرار في المنافسة ضد هيلاري.
ولكي يعزز ساندرز فرصه بتولي الصدارة، لابد من أن يفوز في ولايات بنسلفانيا وميريلاند وكونتيكيت ورود أيلاند وديلاوير، حيث سينافس في تلك الولايات بدون أصوات المستقلين، مما يعني أن الناخبين الديمقراطيين المسجلين هم فقط من سيصوتون في تلك الولايات. مما يقطع الطريق أمام أصوات الشباب بالأخص لدعم ساندرز.
وقد تقدمت كلينتون بـ%53 في استطلاع للرأي قامت به صحيفة النيويورك تايمز حول أكثر المرشحين المتوقعين للفوز بالولاية، تلاها ساندرز بـ 43% من بين الذين شملهم الاستطلاع.
والجدير بالذكر أن نيويورك أيضا سيكون بمثابة ساحة قتال رئيسية للديمقراطيين الطامعين في شغل منصب كلينتون في عضوية مجلس الشيوخ بنيويورك. وأن ساندرز من مواليد منطقة بروكلين بنيويورك.
وأشار الاقتراع الأخير الذي أجرته شبكة سي بي اس نيوز وموقع "يوجوف" لمراقبة الانتخابات الأمريكية أنه يتوقع نتائج متباينة في الانتخابات التمهيدية القادمة لنيويورك، في كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وبالنسبة لترامب، فالمرحلة المقبلة ستكون في نيويورك، حيث إنها مسقط رأسه. لكن بعد الهزيمة الكبيرة في وسكونسون، فإنه سيحاول بشتى السبل إعادة ترتيب أوراقه ليضمن الاستمرار في السباق الرئاسي. ورغم مزاعمه بتقدم كبير في نيويورك، يرجح المراقبون أن %52 من تأييد الناخبين سيذهب لمنافسه، بالإضافة إلى تخلفه حتى الآن بأكثر من 30 نقطة عن منافسه في استطلاعات الرأي.
وقد أجري استطلاع الرأي على 1501 ناخب مسجل في ولاية وسكونسن و1654 ناخبا مسجلا في نيويورك في الفترة من يوم الثلاثاء الماضي حتى يوم الجمعة.
ويشير الكثير من الخبراء إلى أن التنوع العرقي الموجود في ولاية نيويورك سيحرم ترامب من أصوات جديدة، نظرا لتصريحاته الأخيرة حول النساء وتصريحاته السابقة حول الأمريكيين من ذوي الأصول اللاتينية، والذين يشكلون أكثر من 40 من سكان نيويورك.