مرشحو الرئاسة الأمريكية.. تصريحات ود لإسرائيل تُغضب الفلسطينيين
مرشحو الرئاسة الأمريكية يعزفون على وتر دعم إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية في بازار المنافسة بين المرشحين للحصول على الصوت اليهودي
أبدى فلسطينيون غضبًا متزايدًا إزاء تسابق مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية لكسب دعم اللوبي اليهودي عبر التعبير عن دعمهم لإسرائيل، والتنكر للحقوق الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، إن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وفقا للقانون والقرارات الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة، وهي أقدس المقدسات عند الفلسطينيين، وليست سلعة يتم طرحها في مزاد علني انتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية.
موقف حركة فتح التي تقود السلطة الفلسطينية الغاضب جاء بعد تصريحات داعمة لإسرائيل من المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب الاثنين، خلال تواجههما أمام مجموعة ضغط يهودية نافذة حيث جعلا من التحالف مع إسرائيل رهاناً أساسياً في السباق الى البيت الأبيض.
الحقوق الفلسطينية في بازار المنافسة الأمريكية
وطالب القواسمي في بيانٍ اليوم الأربعاء، تلقت بوابة "العين" نسخةً منه المرشحين في سباق الانتخابات الرئاسية في أمريكا أن يحترموا القانون الدولي الواضح، الذي يعتبر القدس أرضا محتلة ضمن الأراضي التي احتلت عام 1967.
كان ترامب، أعلن بأنه سيعمل على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة؛ حال فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
واعتبر ترامب، الذي يعد الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبلة، أن "القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل الدولة اليهودية للأبد".
وطالب الناطق باسم فتح مرشحي الرئاسة الأمريكية "ألا يربطوا برامجهم الانتخابية بمخالفات فاضحة للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والراسخة، والتي لن تستطيع قوة في العالم أن تغيرها أو تشطبها"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني متمسك بالقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، وبحقوقه الثابتة المستندة للقانون الدولي وللشرعية الدولية.
واستهجن القواسمي تصريحات بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، حينما يصطفّون مع الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المناضل من أجل الحرية والاستقلال وإنفاذ القانون الدولي، ومن اصطفافهم إلى جانب إرهاب المستوطنين وممارساتهم وعدوانهم اليومي ضد الشعب الفلسطيني أرضا وشعبا ومقدسات.
وقالت هيلاري كلينتون في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية (إيباك) "نعم، نحتاج إلى ثبات، وليس إلى رئيس يقول إنه حيادي الاثنين، ومؤيد لإسرائيل الثلاثاء، ولا نعرف ماذا أيضاً الأربعاء، لأن كل شيء قابل للتفاوض (…) أمن إسرائيل ليس موضوع نقاش"، في إشارة لتصريحات أولى لترامب تراجع عنها مبديا دعما لا محدود لإسرائيل.
وشدد القواسمي على رفض حركة فتح والشعب الفلسطيني بكل قواه الحية، هذه التصريحات واعتبارها انحيازا فاضحا للاحتلال الإسرائيلي الذي يمعن في خرق القانون الدولي، كما أنها إجحاف وظلم للشعب الفلسطيني المتمسك بالقانون الدولي ويناضل من أجل إنفاذه.
عار للمنظومة السياسية الأمريكية
بدوره، اعتبر سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس، أن حالة "التنافس المحمومة" بين المرشحين الأمريكيين لتأييد الاحتلال والعداء للشعب الفلسطيني "تمثل عاراً حقيقياً للمنظومة السياسية الأمريكية واستفزازاً لمشاعر شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية".
وأدان أبو زهري في بيان تلقت بوابة "العين" نسخةً منه، ما وصفها بـ"التصريحات العنصرية" الصادرة عن مرشحي الانتخابات الأمريكية حول "تقديس الكيان الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية".
مجاملة اللوبي اليهودي
بدوره، رأى داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي أن تصريحات مرشحي الانتخابات الأمريكية تأتي "مجاملة للوبي اليهودي المتنفذ في الولايات المتحدة الأمريكي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة".
ويتراوح عدد اليهود في الولايات المتحدة بين خمسة وستة ملايين نسمة وهم أكبر مجموعة يهودية في العالم بعد إسرائيل، وأصواتهم تبقى حاسمة لأي مرشح رئاسي.
وشدد شهاب على أن هذه التصريحات دائماً "تعطي الاحتلال تشجيعاً لإسرائيل التي تمارس الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني".
واعتبر أن المعالجة لهذه المشاهد تبدأ بألا يكيل العالم بمكيالين، وأن ينظر لما يمارس بحق الفلسطينيين على مدى سنوات طويلة.
وشدد، على أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تغذّي الإرهاب وتشجع على القتل والارهاب ضد الفلسطينيين، حيث تتحمل هذه الإدارات مسؤولية ما لحق بالشعب الفلسطيني من ويلات ومعاناة بسبب هذه العنصرية والمواقف المعادية للفلسطينيين.
لا مفاجأة
من جهته، شدد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن خطابات المرشحين أمام مؤتمر اللوبي اليهودي، خاصة ترامب عن الحزب الجمهوري وكلينتون عن الحزب الديمقراطي، بشأن اعتبار كل منهما أنه الداعم الأكبر لإسرائيل عن غيره، أو غيرها من المرشحين، ليس بالأمر المفاجئ.
وقال لبوابة "العين": "رغم أن ترامب حاول في تصريحات سابقة أن يشير إلى توازن في موقفه، سرعان ما تراجع عنه ليؤكد أنه لا أحد من المرشحين أكثر منه كرماً وولاءً ووفاءً للدولة العبرية".
وأضاف: "إنه سباق نحو إسرائيل بالتوازي مع السباق باتجاه البيت الأبيض، والمكتب البيضاوي لا يمكن الوصول إليه إلاّ عبر إسرائيل وأدواتها في الولايات المتحدة، ولا يختلف أحد من المرشحين عن الآخر، سواء كان سيناتوراً أو حاكماً، أسود أو أبيض، امرأةً أو رجلاً، إذ مجرد كونه أو كونها مرشحاً أو مرشحة للرئاسة، فإن ذلك محكوم بالضرورة بمقدار ما يعلنه من ولاء للدولة العبرية".
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg
جزيرة ام اند امز