"أيام الشارقة التراثية" تنطلق الخميس بنسختها الرابعة عشرة
تنطلق الخميس فعاليات النسخة الرابعة عشرة من أيام الشارقة التراثية تحت شعار "بالتراث نصون الطبيعة".
تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تنطلق مساء يوم غد الخميس فعاليات النسخة الرابعة عشرة من أيام الشارقة التراثية تحت شعار "بالتراث نصون الطبيعة" وذلك في قلب الشارقة بمنطقة التراث، إضافة إلى مختلف مناطق ومدن الشارقة وتستمر حتى 23 أبريل الجاري.
وتشمل الأيام التراثية برامج وأنشطة وفعاليات متنوعة وندوات ومحاضرات في ظل مشاركة عدد من الجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية العربية والإسلامية والعالمية، وتحل مقدونيا ضيف شرف نسخة الأيام لهذا العام.
ومن عبق التاريخ ومهارة الحرف واستحضار الفنون الشعبية التي يعشقها الجميع وقرية الطفل التي تم تخصيصها لأنشطة وفعاليات الأطفال والقرية بكل ما فيها التي تؤكد على مكانة ونهج الشارقة إمارة صديقة للطفل، جاء شعار الأيام توافقا مع الشارقة مدينة صديقة للطفل وعاصمة صحية، فالاهتمام بالتراث هو اهتمام بالطبيعة، ويأتي انطلاق الأيام التي ينظمها معهد الشارقة للتراث كمحفل ثقافي مهم للتراث الشعبي والموروث الحضاري.
وقال عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية: "تعتبر دورة الأيام هذا العام مميزة في مسيرة المعهد مع أيام الشارقة التراثية كونها سنة إنجازات كبيرة بفضل توجيهات ودعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد حصلنا على سبيل المثال لا للحصر على عضوية المجلس التنفيذي في إيكروم. وأضفنا إلى خارطة فعالياتنا أسابيع التراث العالمي وجائزة الشارقة للتراث ومجلة الموروث ومكتبة الموروث، وغير ذلك الكثير، فالاهتمام بالتراث أصبح هدفا وطنيا وإنسانيا في الإمارات".
وأضاف أن أيام الشارقة التراثية التي تحظى بدعم من قبل حاكم الشارقة منذ انطلاقة نسختها الأولى تعتبر تظاهرة ثقافية ذات طابع استثنائي مهم ومميز، وهي قيمة حضارية وتراثية تقدمها إمارة الشارقة إلى دولة الإمارات والعالم العربي والعالم برمته، وهي محطة جذب مهمة وقوية على مدار أيام الفعاليات، حيث تتحول الفعاليات والأنشطة والبرامج إلى قبلة للجمهور والمختصين والمتابعين وعشاق التراث والباحثين والراغبين في معرفة تراث الإمارات من زوار ومقيمين".
ولفت إلى أن الفعاليات ستقام في 4 ساحات بمنطقة التراث، هي: ساحة المجلس التراثي للاحتفالات والافتتاح وساحة التراث وساحة العرصة وساحة القصبة... مشيرا إلى أن أيام الشارقة التراثية ستكون حاضرة في المنطقة الوسطى في عدة مواقع هي الذيد والمدام والبطائح ومليحة، أما في المنطقة الشرقية فستكون الأيام حاضرة في خورفكان وكلباء ودبا الحصن.
وأكد المسلم أن نسخة هذا العام من الأيام ستركز على الإمارات ودول الخليج في ظل مشاركات عربية وعالمية من دول عدة كمصر والمغرب والعراق وفلسطين وسوريا والهند وباكستان وإسبانيا، وغيرها.
وأشار إلى أن مقدونيا ستحل ضيف شرف على أيام الشارقة التراثية الرابعة عشرة، وسيتخذ "الحي المقدوني" من ساحة القصبة في قلب الشارقة مكانا له، ويتوافر فيه نماذج من الحرف المقدونية التراثية والمأكولات الشعبية، والكثير من الفعاليات والأنشطة المقدونية، كما ستكون فرقة مقدونية للتراث حاضرة في الأيام وهي فرقة ذات مستوى احترافي عالٍ، لدرجة أن مقدونيا قررت منح كافة أعضاء تلك الفرقة جوازات سفر دبلوماسية تقديرا لجهودهم في التعريف بالتراث المقدوني ودورهم في الحفاظ عليه.
وقال المسلم إن الأيام تستضيف معرض ذاكرة الشارقة وأماكن أخرى، وهو عبارة عن لوحات رسمها فنان ألماني عاش في الشارقة في ثمانينيات القرن الماضي، وتنقّل في مختلف مناطق ومدن الشارقة والإمارات عموما، حيث رسم الكثير من معالم الشارقة والإمارات، وسوف يتم إصدار ألبوم صور لأعماله ورسوماته من قبل معهد الشارقة للتراث.
ونوَّه إلى أنه ستقام خلال الأيام التراثية 3 معارض كبرى، هي: الخيمة الكبرى للألماني الذي عاش في الشارقة في ثمانينيات القرن الماضي والخيمة الصغرى لمعرض إيكروم الشارقة حيث مقتنيات من التراث العربي ومعرض بانوراما حصاد التراث.
ولفت إلى أن المقهى الثقافي هذا العام سيركز على موضوعات جديدة ومهمة، كما أن الضيوف والمشاركين والمتحدثين في مختلف ندوات وفعاليات المقهى هم جدد في غالبيتهم، ولم يسبق لهم المشاركة في المقهى، بمعنى أنه لن يكون هناك موضوعات أو أسماء مكررة إلا إذا استحق الأمر ذلك، وذلك وفق توجهات المعهد من أجل تجويد العمل، وسوف تكون فعاليات المقهى في "البليت الغربي" خارج مقر الأيام كما كان الحال سابقا.
وأشار إلى أن مبادرة سفير لوطني ستكون حاضرة في الأيام، موضحا أنه خلال الفترة الماضية أقام مجموعة من الشباب الإماراتيين الذين كانوا يسافرون إلى دول غربية عدة معارض تعرف بالتراث الإماراتي وتروّج له، وسيكون هؤلاء الشباب حاضرين في الأيام من خلال جناح خاص بهم لعرض هذه المبادرة.
وأوضح أن مقهى الدامة سيكون له مكانه ومكانته في الأيام وعلى مدى أيام السنة أيضا، ففي سوق العرصة يستقبل مقهى الدامة زوار الأيام، كما أنه سيكون مفتوحا على مدار أيام العام وليس فقط خلال أيام الشارقة التراثية.. والمقهى عبارة عن مجلس أو نادٍ سيتم افتتاحه في أول يوم من أيام الشارقة التراثية وستتم استضافة أهم اللاعبين الخليجيين والإماراتيين في لعبة الدامة الشعبية التي تخص أهل الساحل حيث ستقام بطولة خليجية في لعبة الدامة بالإضافة إلى جلسات مفتوحة.
وأشار المسلم إلى أن المعهد يسعى من خلال أيام الشارقة التراثية إلى التعرف على الموروث المادي والمعنوي بما يسهم في خلق جيل مرتكز في تطلعاته على الأصالة وعلى خبرات عريقة آخذا بعين الاعتبار أهمية وضرورة تعزيز فرص التواصل بين الأجيال.
وأضاف أنه مع أيام الشارقة التراثية في كل عام نستحضر أصالة الماضي ونطلع الجيل الجديد على تاريخ الأجداد، ونقدم لهم تعريفا بتلك الحرف والمهن والعادات والتقاليد عن مختلف ملامح حياة الآباء والأجداد، وهي في الوقت نفسه تعبير صادق عن هوية هذا الشعب وتجسيد حي لتاريخ أبناء الإمارات تتعرف عليه الشعوب الأخرى سواء الذين يأتون إلى الأيام من كل أنحاء العالم أو الذين يتفاعلون معه من خلال المتابعة عبر مختلف وسائل الإعلام.