الملك سلمان يبدأ الخميس "زيارة تاريخية" لمصر تبعث برسالة للمتربصين
العاهل السعودي الملك سلمان، يبدأ غدًا زيارة تاريخية لمصر، تبعث برسالة فحواها أن العلاقة بين البلدين أقوى من أي خلاف في وجهات النظر
في 28 مارس/آذار من عام 2015، زار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مصر للمشاركة في القمة العربية بشرم الشيخ، غير أن الزيارة التي ستبدأ غدًا الخميس هي الأولى الرسمية له لمصر، والتي تسمى في الأعراف الدبلوماسية بـ "زيارة الدولة".
وقبل موعد الزيارة بأيام، خصصت الصحف المصرية صفحات للحديث عنها، وامتلأت برامج "التوك شو" على القنوات الحكومية والخاصة بالمحللين الذي تحدثوا عن أهميتها، وبالتزامن مع بدايتها غدًا أعلنت الصحف عن تخصيص ملاحق خاصة للزيارة، كما أعلنت القنوات التليفزيونية عن تغطيات خاصة.
هذا التركيز الواضح من وسائل الإعلام، جاء انعكاسًا لاهتمام القيادة السياسية بالزيارة، وهو ما تجلى بشكل واضح في وصفها بـ "التاريخية"، وهو الوصف الذي حرص وزير الخارجية المصري سامح شكري، على استخدامه في تصريحات سابقة لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
وقال وزير الخارجية المصري: " لا شك أن زيارة خادم الحرمين لمصر تعد زيارة تاريخية بكل المعايير؛ ﻷنها اﻷولى منذ توليه الحكم والكل ينتظرها على المستوى الشعبي؛ لكونها تمثل رمزًا للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين".
وتأتي هذه الزيارة، في لحظة غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي بما تشهده دوله من تحديات كثيرة واضطرابات، تفرض وجود تنسيق بين الرياض والقاهرة، لذلك يعتبرها خبراء بمثابة رسالة لمن أشاعوا وجود خلافات بين الدولتين، على خلفيه تباين وجهات النظر في بعض القضايا.
وذهب بعض من وصفهم، الدكتور زهير الحارثي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي بـ"المتربصين"، إلى القول إن تباين وجهات النظر بشأن بعض القضايا أدى إلى فتور في العلاقة بيت البلدين.
وإذا كانت الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية في مارس/آذار الماضي لحضور ختام مناورات "رعد الشمال"، قد وجهت رسالة لهؤلاء المتربصين، فإن الزيارة التي ستبدأ غدًا، ستؤكد على هذا المعنى.
وقال الدكتور زهير في تقرير نشرته صحيفة الرياض السعودية يوم الثلاثاء الماضي: "الزيارة تعزز التقارب وترد على المشككين والمتربصين، وترسل رسائل سياسية لجميع الأطراف فحواها أن العلاقات بين الرياض والقاهرة تتجاوز كل الأزمات وكل اختلافات وجهات النظر".
وحملت هذه المعاني تصريحات السفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان حول الزيارة، حيث حرص على التذكير ببأن العلاقات بين البلدين "تاريخية"، وبدأت منذ عام 1926م وحتى يومنا هذا، وهي تشهد تطورا ونمواً عاماً بعد عام في المجالات كلها.
وقال إن المملكة ومصر هما ركيزتا وجناحا هذه الأمة، وبهما سيعود الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن وحدة الرؤى والمواقف بين الرياض والقاهرة أحد العوامل الهامة التي تحفظ استقرار الأمة العربية بأكملها.
وتشمل أجندة زيارة الملك سلمان للسعودية، عقد قمـة ثنائيـة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بجانب بحث كل الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل القضايا السورية واليمنية والليبية.
ويشهد الزعيمان التوقيع على نحو 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم في قطاعات الطاقة والبترول والتعليم والزراعة والإعلام والثقافة والسياحة والقوى العاملة والتدريب والاستثمار.
وقالت مصادر مطلعة، إن الزعيمين سيضعان حجر الأساس لجامعة الملك سلمان بمحافظة جنوب سيناء، كما يقوم العاهل السعودي بزيارة مقر مجلس النواب المصري، وتقيم السفارة السعودية في القاهرة حفل استقبال للملك سلمان بحضور عدد كبير من الشخصيات المصرية والسعودية مساء يوم الجمعة.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg
جزيرة ام اند امز