خبراء المال يحذرون: "الفوركس" للمحترفين.. والهواة يمتنعون
6 تريليونات دولار يوميًّا حجم تعاملات "الفوركس"
مع وصول تعاملات "الفوركس" إلى 6 تريليونات دولار يوميًّا، تصاعدت تحذيرات الخبراء من التداول العشوائي عبر الإنترنت.
رغم أن أسواق العملات والسلع العالمية "الفوركس" هي الأكثر ربحية في العالم حاليًّا، وتُعَد أيضًا الأكبر من حيث التداول اليومي، حيث يتم تداول 6 تريليونات دولار يوميًا، إلا أنها تتسم بأنها أسواق عالية المخاطر، وليس بها ضمانات كافية للحفاظ على أموال العملاء، هذا بخلاف أن هناك آلاف الشركات على مستوى العالم التي اتخذت منها غطاءً مناسبًا لممارسة النصب والاحتيال على العملاء بسبب عدم وجود رقابة صارمة على تعاملاتها، أو جهة دولية معتمدة منظمة لعملها.
و"الفوركس" هو نظام لإدارة الأموال من خلال المضاربة في أسواق العملات والسلع العالمية، مقابل أرباح مرتفعة جدًّا.
وبحسب مشاركين في الدورة السادسة عشر لمؤتمر ومعرض الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتداول المال والأعمال والاستثمار والأسهم والبورصات بأساليب ذكية، والذي عقد في دبي، الخميس، فقد بلغ نمو قيمة التداولات من المقيمين في دولة الإمارات، في أسواق العملات والسلع العالمية خلال عام 2015 بنسبة 40% مقارنة بعام 2014، فيما زاد عدد المتداولين من الإمارات في أسواق الفوركس العالمية بنسبة 15% خلال عام 2015 مقارنة بعام 2014.
تعويض الخسائر:
وأرجع جورج بتروني، مدير التداول لمنطقة الشرق الأوسط في شركة أكتيف تريد، زيادة نسبة النمو في حجم التداولات من الإمارات في أسواق الفوركس العالمية خلال العام الماضي، إلى تراجع أداء أسواق الأسهم مما حفز بعض المستثمرين على التعامل في أسواق السلع والعملات باعتبارها فرصة لتحقيق الربح أو لتعويض الخسائر من التعامل في الأسهم.
وأشار إلى أن المستثمر من الإمارات كان يخصص نسبة 70 إلى 80% من محفظة استثماراته لأسواق الأسهم والعقارات، ولكنه في السنوات الأخيرة أصبح يوجه نحو 40% من حجم الاستثمار للتعامل في أسواق السلع والعملات.
ووفقًا لتقديرات "شركة أكتيف تريد" للتداول في أسواق الفوركس، فإن هناك زيادة سنوية في أعداد المستثمرين من الإمارات الذين يتعاملون في أسواق الفوركس تقدر بمعدل 15%، بالتوازي مع زيادة الوعي بأسس التعامل ومعرفة آليات التعامل في السوق.
وقدرت الشركة العائد السنوي الطبيعي الذي يمكن للمستثمر المحترف تحقيقه من التعامل في أسواق العملات العالمية بــ25%.
وتتعدد أساليب جذب العملاء لتداول أموالهم عبر الفوركس، وتعد الإعلانات عبر شبكة الإنترنت الأكثر رواجًا، وتجذب إعلانات من عينة: "ببضعة مئات من الدولارات يمكنك الآن أن تبدأ بشراء وبيع ما يعادل مئات الآلاف من الدولارات من العملات الدولية والذهب والسلع" أو "استثمر أموالك وأربح عائدات لا تقل عن 30%"، المتعاملين الجدد.
الاحتيال والنصب:
ودائمًا ما تعلن الشركات غير المرخصة والهادفة إلى الاحتيال والنصب على العملاء حول العالم عبر شبكة الإنترنت والتجارة الإلكترونية عن أرباح مبالغ فيها تتراوح ما بين 60% إلى 400%، وذلك لجذب الهواة حول العالم والراغبين في الكسب السريع للأموال.
وقالت كاتيا طيار، رئيسة مجموعة "عربكوم"، إن قيمة التداولات في أسواق الفوركس تبلغ حاليًّا نحو 6 تريليونات دولار يوميًّا، مقابل نحو 5 تريليونات دولار يوميًّا خلال العام الماضي، موضحة أن زيادة تداولات أسواق العملات والسلع العالمية ترجع إلى أن هذه الأسواق تعد المصدر الرئيسي لتأمين السيولة التي يحتاجها المستثمرون في أوقات الأزمات والاضطرابات، وهو ما حدث خلال الأزمة المالية العالمية حيث تضاعفت قيمة التداولات خلال عامين فقط.
وقدرت طيار، نمو التداولات من الإمارات في أسواق الفوركس بمعدل 20% سنويًّا، وذلك بسبب طرح الشركات العاملة في هذا المجال لمنتجات وعقود للتداول متوافقة مع الشريعة الإسلامية، مما شجع المؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد على التداول، موضحة أن أسواق الفوركس تستفيد من تأثر القطاعات الاستثمارية المختلفة، ولذا تشهد السوق حاليًّا نشاطًا لا سيما مع تراجع أداء أسواق الأسهم وتقلب أسعار السلع العالمية (صعودًا وهبوطًا) الذي يمثل فرصة للربح في أسواق السلع والعملات.
التداول العشوائي:
وحذرت، طيار، من التداول العشوائي عبر الإنترنت، داعية المستثمرين والمتداولين في هذا المجال إلى التوعية والتعامل بدقة باختيار شركات الوساطة المنظمة، ومتابعة الأخبار التحليلات والتوقعات من الخبراء الماليين والاقتصاديين لتفادي المخاطر، مؤكدة ضرورة قيام الهيئات التنظيمية والرقابية إلى التصديق على التشريعات التي تنظم عمل شركات التداول المحلية وكذا افتتاح فروع للشركات العالمية.
وأضافت أن الظروف الاقتصادية والسياسية الناشئة في أسواق منطقة الشرق الأوسط جعلت العديد من المستثمرين والتجار ورجال الأعمال وصناع القرار يبحثون عن فرص استثمارية بديلة وحديثة وأساليب أكثر تقدمًا لضمان السيولة، موضحة أن هذه التحديات لها تأثير كبير على أسواق التداول عبر الإنترنت بما في ذلك العملات السلع المعادن الذهب النفط وغيرها، مما يتطلب المزيد من الوعي والحذر والترقب في متابعة العوامل المختلفة لتحديد اتجاهات الأسعار في الأسواق.
وأشارت إلى أن القطاع الخاص يمثل الجزء الأهم؛ حيث توجد 20 ألف شركة عائلية تصل قيمة استثماراتها إلى 3 تريليونات دولار وتوظف فيها أكثر من 15 مليون شخص.
وأكد مشاركون في المؤتمر والمعرض الدولي، أن وجود العديد من شركات الوساطة في أسواق الفوركس غير المرخصة والتي تعمل من خارج الدولة، يمثل خطورة على المستثمرين ويجب عليهم عدم التعامل إلا مع الشركات الخاضعة لهيئات تنظيمية معترف بها دوليًّا.
وحذر المشاركون من خطورة إقدام المستثمرين على التداول العشوائي في أسواق الفوركس بدون خبرة ودراية ومواكبة للأسواق العالمية، مؤكدين أن" أسواق الفوركس للمحترفين وليست للهواة".
وأشاروا إلى أن التكنولوجيا الحديثة قد أحدثت ثورة في عالم الاستثمارات الإلكترونية والتجارة في الأسواق المالية.
المضاربة في العملات:
وتعد المضاربة في العملات أربح تجارة في البورصات، وأكثرها مخاطرة أيضًا، بسبب التقلبات السريعة التي تقوم العملات بها من الاتجاه الصاعد إلى الاتجاه الهابط أو بالعكس، وتتميز بالمؤشرات المختلفة والتحليل الفني والتحليل الإخباري وسرعة الحصول على الأرباح، وبالإضافة إلى سوق العملات توجد أنواع أخرى من البورصات هي: بورصات الذهب والفضة، وبورصة البترول، والأسهم والسندات، والمحصولات الزراعية والطاقة.
وشارك في المعرض والمؤتمر نحو 1500 شخص، ويستعرض المؤتمر أحدث التقنيات المالية والتداول عبر الإنترنت من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، والاستثمار في العملات والسلع والأسهم والسندات وخيارات والعقود الآجلة، الخيارات الثنائية، النفط، الذهب، المؤشرات، العقود مقابل الفروقات وإدارة المحافظ الاستثمارية، وإدارة الثروات، ادارة الصناديق الاستثمارية والحسابات الإسلامية، والتداول الآلي.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA= جزيرة ام اند امز