نقيب الصيادلة يكشف سبب أزمة نقص "اللبن المدعم" في مصر

الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، نفى ما يتردد عن المساس بالمخزون الإستراتيجي من الألبان المدعمة، البالغ 3 ملايين علبة.. متى نستخدمه؟
لا يزال الجدل محتدمًا في مصر بشأن نقص اللبن المدعم الخاص بالأطفال الرضع "شبيه لبن الأم"، ففي الوقت الذي تنفي فيه نقابة الصيادلة وجود أزمة في كميات الألبان التي تطرح بالصيدليات، ما زال كثير من الآباء والأمهات يواجهون مشكلة الحصول على اللبن من منافذه.
وزارة الصحة سارعت من جانبها لبحث ما أثير عن أزمة الألبان المدعمة؛ حيث أعلنت أنه تم زيادة منافذ توزيع الألبان من 608 إلى 1005 منافذ، فضلًا عن البدء في ميكنة صرف الألبان الصناعية المدعومة لضمان وصولها إلى مستحقيها.
ويحتاج نحو 2 مليون و700 ألف طفل سنويًا إلى اللبن المدعم من قبل الدولة المصرية تيسيرًا على الأسر الفقيرة، وتدعم مصر سنويًا لبن الأطفال بما يزيد على 680 مليون جنيه ما بين دعم جزئي وكلي حسب الفئة العمرية للطفل.
ونفى الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، ما يتردد بشأن وجود أزمة في لبن الأطفال المدعم، مؤكدًا -في حديثه لـ"بوابة العين الإخبارية"- أن ما حدث كان نابعًا من خلاف بين وزارة الصحة من جهة والشركة المصرية لتجارة الأدوية المملوكة للدولة، وهي المسؤولة عن توريد شحنات الألبان، لكنه أوضح أن الأزمة انتهت، وستبدأ الشركة في توريد كميات الألبان المتعارف عليها خلال شهرين أو 3 على الأكثر.
ونفى ما يتردد عن المساس بالمخزون الإستراتيجي من الألبان، والذي يقدر بـ3 ملايين علبة، مشيرًا إلى أن هذا المخزون يقتصر استخدامه على فترات الأوبئة أو الحروب، ولا يمكن استخدامه بأي حال من الأحوال في ظروف غير ذلك.
وطالب نقيب الصيادلة بوصول اللبن المدعم إلى مستحقيه عن طريق تشكيل لجنة جادة لفحص الأم التي لا تقوى على الرضاعة الطبيعية ولا تسمح لها ظروفها المادية بشراء عبوات اللبن الصناعي غير المدعمة.
وقدم الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، تقريرًا مفصلًا للمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، فيما يتعلق بكمية المخزون الإستراتيجي من لبن الأطفال، أكد فيه أن رصيد الألبان للأطفال تحت عمر 6 أشهر، والذي يخضع للدعم الكلي، يكفي حتى 5 أشهر مقبلة، فيما تكفي الألبان للأطفال فوق سن الستة أشهر والتي تخضع للدعم الجزئي لمدة 8 أشهر مقبلة.
وأشار التقرير إلى أنه سيتم توريد نسبة 15% إضافية من كل صنف، خلال الفترة من شهر أبريل حتى شهر يونيو من العام الجاري.
ويرجع الدكتور محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق في الدواء (مؤسسة مستقلة)، أزمة اللبن المدعم، والتي وصفها بالكارثية، إلى الرغبة في إشراك القطاع الخاص بنسبة 20% مقابل 80% للشركة المصرية المملوكة للدولة بالكامل، وهو ما أدى إلى توقف مناقصة توريد الألبان أكثر من مرة حتى حسم الأمر لصالح الشركة المملوكة للدولة، لكن أوراق اعتماد المناقصة ما زالت حبيسة الأدراج حتى الآن، ما ينذر بتفاقم المشكلة مع قرب نفاد المعروض من الألبان.
ويقول "فؤاد" إن ما يتوافر لدى وزارة الصحة لا يزيد على 600 ألف علبة لبن مدعم مقابل تعطل أوراق المناقصة، التي سيتم بموجبها توريد كميات جديدة من الألبان.
وأشار إلى زيادة عدد المواليد سنويًا مقابل ثبات الكمية المعروضة من الألبان في الأسواق.
ويطالب "فؤاد" بأن تلجأ مصر إلى تصنيع الألبان الصناعية على أراضيها بالكامل؛ حيث تستورد ألبان الأطفال الصناعية منذ 10 سنوات بالكامل، مشيرًا إلى أن مصر لجأت للتعاون مع الجانب الصيني في هذا الشأن، لكن المصنع المزمع إنشاؤه سيستغرق نحو 5 سنوات قبل أن يبدأ في الإنتاج.
ولا يعول "فؤاد" على مبادرة وزير الصحة المسماة بالكروت الذكية؛ حيث يرى أن الحل الأمثل هو تنظيم عملية التوزيع ومنع تسرب ألبان الأطفال إلى مصانع الحلويات والعصائر؛ حيث تدخل ضمن مكونات إنتاج الحلوى وغيرها من السلع الاستهلاكية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODkg جزيرة ام اند امز