اليوم الـ116 لحرب غزة.. العين على «جبهة حزب الله»
في اليوم الـ116 لحرب غزة، باتت الأنظار متجهة إلى الشمال، حيث هددت إسرائيل بتحرك قريب على ساحة المواجهة مع حزب الله في جنوب لبنان، بينما تراوح اقتراحات الهدنة مكانها دون جديد.
الجبهة الشمالية تبدو مرشحة بقوة لجذب "التوتر"، بعد أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الجيش الإسرائيلي "سيتحرّك قريبًا جدًا" عند الحدود مع لبنان، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية القصف يوميًا مع حزب الله.
وأبلغ الوزير الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال.
وقال غالانت "سيتحرّكون قريبًا جدًا (..) إذًا ستُعزز القوات في الشمال"، مشيرًا إلى أن جنود احتياط سيتركون مواقعهم استعدادًا لهذه العمليات المستقبلية.
ومنذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل بشكل شبه يومي تبادلاً للقصف بين القوات الإسرائيلية وحزب الله الذي يؤكد أنه يتحرّك "دعمًا ومساندة" لحركة حماس.
لا جديد بشأن الهدنة
وفيما يتصاعد التوتر في الشمال لا يبدو أي أفق للوصول إلى هدنة جديدة في قطاع غزة.
وأعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء القطري، اليوم الإثنين، عقب لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ومصريين أنه سيتم قريبا عرض مقترح على حركة حماس يتناول وقف القتال في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة حيث يتواصل القتال والقصف العنيفان.
جاء ذلك بعد اجتماع عقد في باريس، أمس الأول الأحد، ضم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولي الاستخبارات المصرية والإسرائيلية ورئيس الوزراء القطري.
ورغم أن رئيس الوزراء القطري قال إن الاجتماعات أسفرت عن إطار لهدنة مرحلية يطلق بموجبها سراح الرهائن النساء والأطفال أولا، مع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، إلا أن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو، قال في تصريح لوكالة "فرانس برس": "نتحدث أولًا عن وقف إطلاق نار شامل وكامل وليس عن هدنة مؤقتة"، مشددا على أنه حين يتوّقف القتال "يمكن بحث باقي التفاصيل".
تصعيد ميداني مستمر
وميدانيا، ما زالت مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مسرحا لمعارك عنيفة وفق مصادر في فصائل فلسطينية وشهود عيان.
وأفادت مصادر أخرى عن معارك أيضا في الشمال، في مدينة غزة التي أصبحت ركاما في أجزاء كبيرة منها وقد نزح منها مئات الآلاف من السكان.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أمس الإثنين، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أتبعت بهجوم بري، إلى 26637 قتيلا، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأدى الهجوم المباغت غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 شخص وأسر نحو 250 رهينة تم الإفراج عن أكثر من 100 منهم في صفقة تبادل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
توتر في الضفة الغربية
وامتد التوتر إلى الضفة الغربية، حيث قتلت قوة إسرائيلية خاصة، صباح اليوم الثلاثاء، 3 فلسطينيين من بينهم شقيقان، داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن نحو 10 أشخاص من القوة الإسرائيلية الخاصة تنكروا في زي أطباء والممرضين وتسللوا إلى داخل المستشفى وقتلوا الفلسطينيين الثلاثة باستخدام مسدسات كاتمة للصوت.
وبحسب الوكالة، فإن القتلى هم محمد وباسل أيمن الغزاوي، ومحمد وليد جلامنة، مشيرة إلى أن باسل الغزاوي كان مصابا ويتلقى العلاج في المستشفى منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعقب الإعلان عن الحادث، دعت القوى الوطنية إلى الإضراب والنفير العام في جنين.
وقال البيان الإسرائيلي إن أحد القتلى هو عضو في حركة حماس، وأن الاثنين الآخرين "أحدهما عضو في حركة الجهاد الإسلامي والثاني عضو في جماعة محلية مسلحة".
وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على جنوب إسرائيل.