إسرائيل تسحب قوات من غزة.. وتكثف قصف خان يونس
في الوقت الذي تقلل فيه إسرائيل قواتها بغزة فإنها تكثف نيرانها بخان يونس جنوبي القطاع مع قرب الانتقال الكامل للمرحلة الثالثة من الحرب.
وتعتقد إسرائيل أن قيادة حركة حماس وكذلك الرهائن الإسرائيليون يتواجدون في خان يونس، وتعتقد أيضا أنه من خلال الضغط الشديد في المدينة فإنها أولا، قد تصل إلى كبار قادة حماس والرهائن.
كما تأمل إسرائيل على ما يبدو من الضغط على خان يونس دفع قيادة حماس لقبول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
وبالتوازي فإن إسرائيل تواصل سحب المزيد من قواتها من داخل قطاع غزة، وبخاصة شمالي القطاع، في إطار الانتقال الكامل إلى المرحلة الثالثة من الحرب.
وكانت الولايات المتحدة قد ضغطت على إسرائيل للانتقال الكامل للمرحلة الثالثة من الحرب بنهاية الشهر الجاري.
وتقضي المرحلة الثالثة من الحرب بالانتقال من القصف المكثف على غزة إلى القصف المستهدف مع سحب القوات، إلى الحد الأدنى، من داخل القطاع إلى حدوده.
وفي الأسابيع الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي سحب أعداد كبيرة من قواته من قطاع غزة تحت عنوان "الاستراحة والنقاهة".
ولكن وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أنه يدور الحديث عن سحب القوات لفترات طويلة خاصة، مع قرب الدخول الكامل في المرحلة الثالثة من الحرب التي قدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنها قد تستمر 6 أشهر.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن الجيش خفض قوات الاحتياط في غزة حيث غادر لواءان القطاع.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "جنود الاحتياط من اللواء الرابع يعودون إلى منازلهم من خان يونس"، معتبرة أن العودة هي "لإعادة تشغيل الاقتصاد وطبعا العودة للعائلات والدراسة".
وقالت "الآن جاء دور الدولة لتعتني بهم من جديد، وأن يحصلوا على ما يستحقونه عن الأشهر التي ضحوا فيها بحياتهم من أجل أمن إسرائيل".
كما أشارت إلى أنه "غادر لواء احتياط خان يونس، وأنهى مهمته في مناورة جنوب قطاع غزة وسيعود جنود الاحتياط إلى منازلهم".
ويدور الحديث عن فرق احتياط وليس الجيش النظامي.
بانتظار قرار سياسي حول رفح
ولم تتخذ الحكومة الإسرائيلية قرارا بشأن تحرك القوات إلى الجنوب خاصة في ظل تواجد أعداد كبيرة جدا من النازحين الفلسطينيين هناك، بالإضافة إلى معارضة مصر قيام إسرائيل بأي خطوات على ممر فيلادلفيا بين غزة وسيناء.
وأكدت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي أعد خطة عملياتية لتنفيذها في رفح، موضحة أنه "بدون التعامل مع رفح، ستكون الإنجازات حتى الآن محدودة، وتبقى حركة حماس في الحكم".
ونقلت الهيئة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إنه "يجب على المستوى السياسي اتخاذ القرارات بالنسبة لرفح وأيضا بالنسبة لمحور فيلادلفيا، موضحة أن الحديث يدور الحديث عن نقل المدنيين الفلسطينيين من رفح إلى منطقة "المواصي" والعمل داخل الأنفاق وضد حماس هناك.
وأشارت إلى أن المصادر توقعت أن ينتهي القتال في خان يونس خلال الأيام المقبلة، على أن تظل هناك قوات مقلصة على غرار ما يحدث في شمال القطاع.
ضغط في خان يونس ومفاوضات
وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل في مقال تابعته "العين الإخبارية" إنه "إلى جانب المفاوضات المتجددة حول التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، فقد بدأت الآن جهود إسرائيلية مركزة تهدف إلى زيادة الضغوط على حماس في خان يونس".
وأضاف أنه "على الرغم من قيام الجيش الإسرائيلي بسحب قواته من شمال قطاع غزة، إلا أن هناك جهدًا كبيرًا وموسعًا تقوم به "الفرقة 98" في جنوب القطاع، وفي الأيام الأخيرة أكملت الفرقة تطويق مدينة خان يونس من جهتيها الجنوبية والغربية".
وأشار إلى أنه بينما اضطر عشرات الآلاف من سكان المدينة إلى الفرار تحت الضغط الإسرائيلي وعبر ممرات حددها الجيش الإسرائيلي، فقد اشتدت حدة القتال في الجزء الغربي من المدينة.
وأوضح أنه يتم التركيز بالقرب من مخيم اللاجئين الموجود هناك، في محاولة لهزيمة الكتيبة الرابعة لحماس في المنطقة، وقال "انهارت كتيبتان تابعتان لحماس وأصيبت كتيبة أخرى في القطاع الجنوبي من المدينة بأضرار جزئية".
مقاومة لم نشهدها في الشمال
وفي هذا الصدد قال المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، إن "الجنود في خان يونس يظهرون مقاومة لم تكن موجودة في شمال قطاع غزة".
وأضاف في تقرير تابعته "العين الإخبارية" أن القتال بين أزقة مخيم خان يونس يقوده عناصر ماجلان وإيغوز من لواء الكوماندوز، بسبب الازدحام وطبيعة المكان.
وتابع قائلا إن "الهدف النهائي للفرقة 98 في خان يونس هو الأصعب والأكثر تعقيدا على الإطلاق: الوصول إلى كبار مسؤولي حماس في محاولة لتحديد مكان الرهائن في جنوب قطاع غزة وفي الوقت نفسه مهاجمة كتائب حماس المحلية".
وأشار زيتون على أن مهام المناورة في شمال قطاع غزة كانت مهمة أيضا، ولكنها مختلفة؛ موضحا أنها تتضمن الوصول إلى البنية التحتية الحيوية لحماس، مثل نقاط القيادة والسيطرة الرئيسية في ساحة فلسطين، والقواعد الضخمة تحت الأرض، والتجمعات الكبيرة في جباليا والشجاعية، والأنفاق الضخمة بالقرب من الحدود.
لا اختراق رغم الضغط
ولكن المراسل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش، قال في تحليل تابعته "العين الإخبارية" إن المؤسسة الأمنية تعتقد أن الهجوم على غرب خان يونس الأسبوع الماضي أدى إلى تغيير في موقف حماس من صفقة الرهائن، وخلق فرص أفضل للصفقة.
وأضاف أن الهجوم على مخيم اللاجئين، حيث توجد بنية تحتية كبيرة لحماس، أدى إلى زيادة كبيرة في الضغط العسكري - ولكن لا يزال من المهم التأكيد على أنه لم يتم تحقيق أي اختراق".
وتابع كادوش قائلا "يقدر الجيش الإسرائيلي أنه حتى لو تمكن بعض قادة حماس من الفرار جنوبا باتجاه رفح، ما زال هناك مسؤولون كبار باقين في خان يونس، حيث توجد بنى تحتية كبيرة لقيادة حماس تحت الأرض هناك ليست مماثلة لتلك الموجودة في رفح".
وتوقع أن تستمر المناورة البرية في خان يونس لعدة أسابيع أخرى.
وأشار إلى أن أحد أهداف عملية الجيش الإسرائيلي في خان يونس هو تقليص الأماكن التي يمكن أن يقيم فيها كبار مسؤولي حماس قدر الإمكان، والوصول إلى تلك المقرات الموجودة تحت الأرض.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز