اليوم 114 لحرب غزة.. معارك عنيفة وشتاء قاس والأونروا تئن
معارك عنيفة لا تتوقف لليوم الـ114 في قطاع غزة المحاصر عسكريا على الأرض، ويرزح تحت شتاء قاس فاقم مأساة النازحين، مع سكان يعانون بالأساس من نقص في كل الموارد.
وتواصلت المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في جنوب قطاع غزة، حيث يحتشد آلاف المدنيين، في حين أعربت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن "صدمتها" إثر تعليق 8 دول تمويلها في ضوء اتهامات إسرائيلية عددا من موظفيها.
- 4 قضايا على طاولة بايدن-شولتز.. اجتماع لن تغيب عنه غزة
- «الأونروا» في عين العاصفة.. وإسرائيل ترفع «الفيتو» بغزة
الأونروا تحت الهجوم
وأصبحت الأونروا في مرمى السلطات الإسرائيلية التي تقول إنها تشتبه في ضلوع بعض موظفيها في الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على الأراضي الإسرائيلية.
وفي السياق، تعهّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّ تسعى بلاده لمنع الوكالة من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، فيما علقت 8 دول تمويلها الأونروا، في أعقاب الاتهامات الإسرائيلية التي طالت موظّفيها.
وعلّقت أستراليا وكندا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا وألمانيا مساعداتها للأونروا السبت، بعد خطوة مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة الجمعة.
وبينما ندّدت حماس بـ"التهديدات" الإسرائيلية ضد الأونروا ومنظّمات أممية أخرى، أعلنت السلطة الفلسطينية أنّ الأونروا في حاجة إلى "الدعم"، مطالبة الدول التي أعلنت وقف دعمها للوكالة بالعودة عن قرارها.
واعتبر فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة، أن قرارات تعليق التمويل "صادمة"، مؤكدا أنه "أمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين"، لا سيما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالة الأممية التي يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة".
وكانت الوكالة قد أنهت عقود عدد لم تحدده من موظفيها، وفتحت تحقيقا في الاتهامات الإسرائيلية.
وتعهد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، بمحاسبة "أي موظف في المنظمة الدولية ضالع في أعمال إرهابية" وذلك بعد مزاعم عن اشتراك بعض موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في هجمات حماس على إسرائيل.
لكن غوتيريش ناشد الحكومات بالاستمرار في دعم الوكالة، بعد أن أوقفت عدة دول تقديم التمويل لها.
وقال غوتيريش، في بيان، إن "أي موظف في الأمم المتحدة ضالع في أعمال إرهابية سيحاسب، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية.. الأمانة العامة مستعدة للتعاون مع سلطة مختصة قادرة على محاكمة الأفراد بما يتماشى مع الإجراءات العادية للأمانة العامة لمثل هذا التعاون".
في الوقت نفسه قال "عشرات الآلاف من الرجال والنساء الذين يعملون مع الأونروا وكثيرون منهم يعمل في بعض من أخطر المواقف بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني لا ينبغي معاقبتهم ويجب تلبية الاحتياجات الماسة للسكان اليائسين الذين يخدمونهم".
وفي أول تعليق مباشر حول هذه القضية، قدم الأمين العام للأمم المتحدة تفاصيل حول موظفي الأونروا الضالعين في "أفعال مزعومة بغيضة".
وأضاف أنه تم إنهاء خدمة 9 من بين 12 من الضالعين في تلك الأعمال، وتأكدت وفاة واحد، ويجري الآن تحديد هوية الاثنين الآخرين.
وقال غوتيريش "في حين أتفهم مخاوفهم، إذ أفزعتني أنا شخصيا هذه الاتهامات، لكنني أناشد بشدة الحكومات التي علقت مساهماتها أن تعمل على الأقل على ضمان استمرارية عمليات الأونروا".
الشتاء يقسو على النازحين
ميدانيا، باتت خان يونس -كبرى مدن جنوب القطاع- في قلب المعركة بعدما كانت ملجأً للنازحين هرباً من الاشتباكات التي تركّزت بداية في الشمال، ما دفع سكانها والنازحين إليها للفرار.
وغمرت المياه شوارع تضيق بمئات آلاف الخيام، بعد ليلة سيئة عاشها النازحون بسبب الأمطار الغزيرة.
ويحتدم القتال في هذه المدينة، خصوصاً في محيط مستشفيَي ناصر والأمل، اللذين يعملان بالحد الأدنى ويؤويان مرضى وآلاف النازحين.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني مقتل نازح يبلغ 28 عاماً، السبت، على مدخل غرفة الطوارئ في مستشفى الأمل بنيران الجيش الإسرائيلي.
يأتي ذلك فيما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أدهانوم غيبريسوس أنّ "الوقود والغذاء والإمدادات تنفد" في مستشفى ناصر، حيث لا يزال هناك "350 مريضاً و5 آلاف نازح"، مجدِّداً دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وعلى بعد نحو 10 كيلومترات جنوب خان يونس يتكدّس أكثر من 1,3 مليون فلسطيني في رفح، محاصَرين في "ظروف يائسة" عند الحدود المغلقة مع مصر، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
جهود للوساطة
وتعقد في العاصمة الفرنسية باريس، في وقت لاحق الأحد، محادثات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في غزة.
ويشارك فيها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيّة (سي أي إيه) ومسؤولون من مصر وإسرائيل وقطر.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الليلة الماضية أن المفاوضين الأمريكيين قد وضعوا مسودة اتفاق مبنية على مقترحات من إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، والتي ستتم مناقشتها في باريس.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إن المفاوضين "لديهم تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي".
وقالت "نيويورك تايمز"، نقلا عن دوائر حكومية أمريكية، إن الصفقة قد تشمل إطلاق حماس سراح لأكثر من 100 رهينة مقابل وقف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة لمدة شهرين تقريبا.
ومقارنة بوقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي تم خلاله تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، فإن الأعمال العدائية سوف تتوقف الآن لفترة أطول بكثير.
ووفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز فإن المرحلة الأولى يجب أن يتوقف القتال لمدة 30 يوما، ويجب على حماس خلالها إطلاق سراح الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى.
وفي الوقت نفسه، على الجانبين التفاوض على مرحلة ثانية يتم فيها إطلاق سراح الرجال والجنود الإسرائيليين المحتجزين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما أخرى.
وأوفد الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى باريس من أجل المشاركة في محادثات اليوم الأحد مع ممثلين عن إسرائيل ومصر وقطر.
ومع ذلك، لا تزال هناك نقاط غير واضحة، مثل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يجب على إسرائيل إطلاق سراحهم.
ضغوط الداخل
وشارك آلاف في مسيرات في إسرائيل مساء السبت، خصوصا في وسط تل أبيب، للمطالبة بإعادة الرهائن واستقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
من جهته، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مجددا في خطاب متلفز أنه "إذا لم نقض على إرهابيي حماس (...) فإن المذبحة المقبلة ستكون مسألة وقت فقط".
وفي وقت تتواصل الحرب بلا هوادة تحاول قطر ومصر والولايات المتحدة التوسط من أجل التوصل إلى هدنة جديدة تشمل عملية إطلاق سراح رهائن وأسرى فلسطينيين.
قرار «العدل الدولية»
وكانت محكمة العدل الدوليّة دعت، الجمعة، إسرائيل إلى منع ارتكاب أيّ عمل يُحتمل أن يرقى إلى "إبادة جماعيّة" في غزّة.
كما دعت الهيئة القضائيّة التي لا تملك أيّ وسيلة لتنفيذ قراراتها، إسرائيل إلى اتخاذ "إجراءات فورية" للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة.
وفي هذا الإطار، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، السبت، المجتمع الدولي إلى اتخاذ كل الخطوات اللازمة كي تنفّذ إسرائيل قرار محكمة العدل الدولية بـ"وقف قتل الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ" إلى قطاع غزة.
وأدّى الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل إلى مقتل أكثر من 1140 شخصاً في إسرائيل، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيليّة رسميّة.
ورداً على ذلك، تعهّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وباشرت عمليّة عسكريّة واسعة خلّفت 26257 قتيلا، غالبيّتهم من النساء والأطفال والفتية، وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وخُطف نحو 250 شخصاً خلال هجوم حماس، أطلِق سراح 100 منهم في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني خلال هدنة، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيّين.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، لا يزال هناك 132 رهينة محتجزين في قطاع غزة من بينهم 28 يعتقد أنهم قتلوا.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز