اليوم الـ113 لحرب غزة.. «التدابير المؤقتة» تنعش الآمال والقصف يجهضها
على وقع «تدابير مؤقتة»، تدخل حرب غزة يومها الـ113 محملة بأمل نسبي بكبح وتيرة الموت بالقطاع المنهك وضمان وصول المساعدات.
ودعت المحكمة التي تتخذ من لاهاي بهولندا مقرا لها، إسرائيل إلى منع ارتكاب أيّ عمل يُحتمل أن يرقى إلى "إبادة جماعيّة" في غزّة، والسماح بوصول مساعدات إنسانيّة إلى القطاع، مع تزايد القلق حيال مصير المدنيّين المُحاصرين جرّاء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
- اجتماع طارئ بمجلس الأمن الأربعاء بعد قرار «العدل الدولية» بشأن غزة
- ترحيب إماراتي بقرارات «العدل الدولية» حول غزة
لكنّ المحكمة لم تطلب وقف إطلاق النار في غزّة حيث يشنّ الجيش الإسرائيلي حملة مدمّرة ردًّا على هجوم غير مسبوق شنّته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويجتمع مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، للنظر في قرار محكمة العدل الدوليّة، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسيّة للمجلس.
ويأتي هذا الاجتماع الذي يُعقد الأربعاء الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش بطلب من الجزائر، "بغية إعطاء قوّة إلزاميّة لحُكم محكمة العدل الدوليّة في ما يخصّ الإجراءات الموقّتة المفروضة" على إسرائيل، حسبما قالت الخارجيّة الجزائريّة.
وقالت المحكمة إنّ "إسرائيل المسيطرة على كلّ معابر دخول المساعدات الدوليّة إلى قطاع غزّة الذي تفرض عليه حصارا تاما، يجب أن تتّخذ خطوات فوريّة لتمكين توفير المساعدات الإنسانيّة التي يحتاجها الفلسطينيّون بشكل عاجل".
غير ملزمة
ولا تملك هذه الهيئة القضائيّة أيّ وسيلة لتنفيذ قراراتها.
وأغرقت الحرب قطاع غزّة في جحيم كارثة إنسانيّة، وتسبّبت في دمار هائل وأجبرت 1,7 مليون فلسطيني على الفرار باتّجاه الجنوب، فيما القتال على أشدّه، ولا سيّما في مدينة خان يونس الجنوبية التي فرّ منها آلاف المدنيّين في الأيّام الأخيرة ويقصفها الجيش الإسرائيلي بلا هوادة.
وفي رفح، على بُعد بضعة كيلومترات جنوبا، يتجمّع عشرات الآلاف من النازحين في ظروف بائسة، في منطقة صغيرة جدا على الحدود المغلقة مع مصر، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس. ويخشى كثيرون من أن يتقدّم الجنود الإسرائيليّون ويُهاجموا المدينة.
ورحّبت حماس التي تتولّى السلطة في غزّة منذ 2007، بقرار محكمة العدل الذي وصفته بأنّه "تطوّر مهمّ يُساهم في عزل إسرائيل وفضح جرائمها".
فيما قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "إنّ القرار المصيري لمحكمة العدل الدولية يذكّر العالم بأنّ لا دولة فوق القانون وبأنّ العدل يسري على الجميع ويضع حدًّا لثقافة الإجرام والإفلات من العقاب لإسرائيل والتي تمثّلت بعقود من الاحتلال والتطهير العرقي والاضطهاد والفصل العنصري".
لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال إنّ "تهمة الإبادة الموجّهة ضدّ إسرائيل ليست كاذبة فحسب، بل إنّها فاضحة".
وأشادت جنوب أفريقيا التي رفعت الدعوى ضدّ إسرائيل، بقرار المحكمة التي لجأت إليها، متّهمة الدولة العبريّة بانتهاك اتّفاقيّة الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعيّة التي أنشئت في أعقاب الحرب العالميّة الثانية والمحرقة.
ومن دون الدعوة إلى وقف لإطلاق النار أو البتّ في ما إذا كانت إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعيّة أم لا، دعت المحكمة إسرائيل إلى بذل كلّ ما في وسعها "لمنع ومعاقبة" التحريض على الإبادة وأيّ أعمال تقع ضمن نطاق الاتّفاقيّة.
اجتماع في باريس
أعلنت وزارة الصحّة في غزّة مقتل 183 شخصا خلال أربع وعشرين ساعة في غزّة، بينما يحتدم القتال قرب مستشفى ناصر في خان يونس، أحد أكبر مستشفيات القطاع.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنّه حاصر خان يونس، مسقط رأس يحيى السنوار زعيم حركة حماس في قطاع غزّة والذي يُعتبر مهندس هجوم 7 أكتوبر.
وأدّى قصف بالدبّابات استهدف ملجأ للأونروا الأربعاء إلى مقتل 13 شخصا حسب الوكالة.
وقال أحمد قطرة الذي أصيب في القصف لفرانس برس إنّ "ثمّة الكثير قُتلوا. حاولنا أن نخرج، لكن رأيت الدبّابة تقصف وأنّ لا مجال للخروج. قصفونا في مكان يقولون عنه إنّه آمن و(تابع) للأمم المتحدة".
وقالت الأمم المتحدة إنّ الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء هذا الملجأ قبل الخامسة مساء الجمعة، وهو ما نفاه الجيش.
يأتي ذلك فيما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس بأنّ اجتماعا سيُعقد في باريس حول هذه المواضيع في الأيّام المقبلة، يشارك فيه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيّة (سي آي إيه) ومسؤولون من مصر وإسرائيل وقطر.
"لم يعد هناك نظام صحي"
وقالت منظّمة أطبّاء بلا حدود الجمعة إنّه "لم يعد هناك نظام صحّي عمليا في غزّة" بعد أن أصبحت معظم الخدمات في مستشفى ناصر "معطّلةً الآن" بسبب النزاع بين إسرائيل وحماس.
وعبّرت المنظّمة في بيان عن أسفها لأنّ "القدرة الجراحيّة لمستشفى ناصر" أصبحت "شبه معدومة"، مشيرة إلى أنّه "يتعيّن على أفراد الطاقم الطبّي القلائل الذين بقوا في المستشفى التعامل مع مخزونات منخفضة جدا من المعدّات الطبّية".
وتحدّثت وزارة الصحّة التابعة لحماس عن "انقطاع كامل للكهرباء" في المستشفى، ما أدّى إلى "توقّف كلّ المعدّات الطبّية عن العمل، بما في ذلك أجهزة التنفّس".
وقالت منظّمة أطبّاء بلا حدود إنّه في حين فرّ معظم موظّفي المستشفى وآلاف الأشخاص الذين لجأوا إليه في الأيّام الأخيرة، فإنّ ثمّة ما بين 300 و500 مريض مصابين بجروح خطرة لم يتسنّ إجلاؤهم "بسبب الخطر ونقص سيّارات الإسعاف" في المرفق الطبّي.