"دبي لأفضل الممارسات الحكومية" يختتم فعالياته بعدة توصيات
توصيات المنتدى حدّدت الأمن والأمان كركيزة رئيسة، لتطبيق مفهوم سعادة المجتمع.
اختتم منتدى "دبي لأفضل الممارسات الحكومية 2015" أعماله أمس الثلاثاء، بإصدار مجموعة من التوصيات للمؤسسات الحكومية والخاصة، من بينها ضرورة أن يكون للقطاع الخاص دور مكمل لدور الحكومة في تحقيق سعادة المجتمع، حتى تكتمل المنظومة.
وأوصى المنتدى الجهات والمؤسسات الحكومية بضرورة تبني الإبداع والابتكار كمنهجية مضمونة لتحسين الخدمات المقدمة للجمهور، وأشارت التوصيات إلى أن التعاون بين الحكومة من جهة، والمواطنين والمقيمين من جهة أخرى، ضرورة من ضرورات تحقيق السعادة في المجتمع.
كما حدّدت الأمن والأمان كركيزة رئيسة، لتطبيق مفهوم سعادة المجتمع، ودور رئيس من أدوار الحكومة بالتعاون مع الجمهور.
وشملت التوصيات ضرورة معرفة احتياجات المتعاملين، وأن تعمل كل جهة أو مؤسسة على تحقيقها بما يفوق توقعاتهم، وألا تفترض المعرفة المسبقة لها نيابة عن الجمهور حتى تتحقق غاية إسعادهم، وأوضحت توصيات المنتدى أن تحقيق السعادة يأتي من خلال سرعة الاستجابة لمتطلبات المتعاملين، والمرونة في التعاطي مع كل فرد بما يناسب خصوصية حالته ليشعر بأهميته.
وشدّدت على ضرورة الاهتمام بالتحول الذكي وتطوير الخدمات الذكية كأداة من أدوات تحقيق راحة الناس وسعادتهم، وتوفير الوقت والجهد والكلفة عليهم، وعرّفت رضا المتعاملين أو الموظفين بكونه تحقيق توقعاتهم، أما السعادة فتتطلب التفوق على توقعاتهم.
وطالبت بتطوير القطاع الصحي والخدمات الطبية والعلاجية بطرق إبداعية، لضمان صحة الأفراد والمجتمع، وزيادة الاهتمام بالمنظومة التعليمية وهيكلها الوظيفي، كونها قاطرة التنمية والتطوير في المجتمع، وممكن من الممكنات المهمة لتحقيق سعادة الناس، ولفتت إلى أهمية عنصر التحفيز، لإسعاد الموظفين والارتقاء بمستوى أدائهم لمهامهم.
وأوصت بضرورة تحقيق التوازن بين الجنسين في مجالات العمل كافة والحياة في المجتمع، لبناء مجتمع سعيد.
ومن جهته أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة الترخيص في هيئة الطرق والمواصلات في دبي "أحمد بهروزيان"؛ أن 900 ألف مركبة مسجلة في دبي مرهونة للبنوك بنسبة 60% من إجمالي عدد المركبات، البالغ عددها مليوناً و500 ألف مركبة، وأن النسبة السنوية لنمو المركبات تبلغ 10%.
وأضاف خلال مشاركته في منصة التميز ضمن منتدى "دبي لأفضل الممارسات الحكومية" التي جاءت تحت عنوان «حكومة متميزة لإسعاد الناس»، أن مبادرة الهيئة «لبيه» ركزت على دراسة ستة محاور، هي: الوضع القائم، والحل، وأبرز الصعوبات، وعوامل النجاح، وأهم النتائج، والاستدامة... لافتًا إلى أن المبادرة إدارية متميزة انطلقت في عام 2011، ويتم من خلالها تقديم خدمات حكومية تعنى بترخيص المركبات، من خلال الوكلاء والموثوقين دون كلفة إضافية على المتعامل أو الهيئة.
وأشار "بهروزيان" إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تبسيط الإجراءات، وزيادة مواقع وقنوات تقديم الخدمة، لتلبية احتياجات المتعاملين وإسعادهم، بما يحقق الغايات والأهداف الاستراتيجية للهيئة، لافتًا إلى أن المؤسسة وفرت مواقع عدة لفحص وترخيص المركبات، موزعة جغرافيًّا على مستوى الإمارة، كما تقدم خدماتها كافة عبر الإنترنت، باستثناء الفحص الفني، ويمكن تجديد المركبات التي لا يزيد عمرها على ثلاث سنوات، من خلال الاتصال الهاتفي بمركز الاتصال التابع للمؤسسة.
موضحا أنه منذ إطلاق «لبيه» عمدت الهيئة إلى زيادة عدد مراكز وفروع تقديم خدمتي تجديد الملكيات ورخص القيادة، من 17 مركزًا إلى 511، مع مراعاة انتشارها جغرافيًّا لتغطي بعض إمارات الدولة، لافتًا إلى أن الهيئة عمدت إلى إصدار رخص قيادة ورقية مؤقتة للذين يجددون رخصهم من خلال وكلاء الهيئة المعتمدين، وتكون صالحة لمدة أسبوعين، إلى حين تسلم الرخصة الدائمة، مؤكدًا أن هذه الرخصة معتمدة من شرطة دبي.
وأشار "بهروزيان" إلى أن إقبال الجمهور على خدمات الهيئة الإلكترونية والذكية مازال ضعيفًا، نظرًا لأن هناك شريحة تفضل زيارة المراكز على استخدام الخدمات الذكية، لافتًا إلى أن الهيئة تعمل قصارى جهدها لتوفير خدمات تواكب التطور، وتسهم في توفير الراحة للجمهور.
إلى ذلك، اتفق متحدثون في جلسة حوارية بعنوان «التوازن بين الجنسين لمجتمع سعيد»، على أن المرأة تعد شريكًا أساسيًّا للرجل في تقاسم هموم الحياة، ولها دور فاعل في بناء المجتمع ومساندة الرجل في الحياة العملية والاجتماعية، مؤكدين أن تحقيق التوازن بين الجنسين سيسهم مستقبلًا في إعداد جيل سعيد فاعل في المجتمع.
وأكدت الشيخة الدكتورة "علياء القاسمي" أن تجربتها في المجتمع مهدت لها حياة أفضل، من خلال المشاركة في مسيرة البناء في القطاع الحكومي الذي عملت فيه 14 سنة، إضافة إلى القطاع الخاص الذي انتقلت إليه قبل عامين، لافتة إلى أنه بحكم عملها طبيبة، كانت تضطر إلى اتخاذ قرارات تحت ضغوط عالية، والحفاظ في الوقت نفسه على مهارات التفاعل والتعامل مع زميلات عملها، موضحة أن دعم زوجها لها في بداية مسيرتها العملية ترك أثرًا كبيرًا في حياتها، وأوضحت أن الصعوبات التي واجهتها في بداية حياتها تمثلت في عدم الأخذ برأي المرأة، خصوصًا في حالات معارضة الأغلبية، وصعوبة ترقيات المرأة، نظرًا للفكر السائد بأن الرجل أفضل من المرأة.
وقال مدير برنامج القيادة والمجتمع في جامعة الإمارات الدكتور "أحمد عبدالله النجار": إن المرأة أساس المجتمع، وتحقيق التوازن لا يأتي إلا بمشاركتها مع الرجل، حيث إن التوازن عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق التناغم من أجل البناء، لافتًا إلى أن دور المرأة مكمل لدور الرجل، والعكس كذلك، مؤكدًا أن المرأة في المستقبل سيكون لها مناصب قيادية أكثر من الآن.
وأضاف أن الدولة استطاعت تحقيق التوازن بين الجنسين على الأصعدة كافة، حيث ضمن دستورها المساواة بين الرجل والمرأة في حقوق كلا الجنسين.
من ناحيتها؛ أشارت مديرة إدارة التصميم في وزارة الأشغال العامة المهندسة "عزة سليمان بن سليمان" إلى أن تجربتها في المشاركة الثانية في المجلس الوطني الاتحادي؛ تعكس أهمية مشاركة المرأة في المحافل الدولية كافة، لافتة إلى أن قيادة الدولة تدعو المرأة إلى المشاركة بشكل مستمر في الأنشطة والفعاليات كافة، لإيمانها بأهمية تمكين المرأة في المجتمع، حيث إن مشاركة المرأة يمهد لمشاركات أخرى، مشددة على أن كفاءة الفرد في أداء المهام الموكلة إليه، والطاقة الإيجابية التي يتعين أن يتمتع بها، أمران في غاية الأهمية لتحقيق النجاح.