قوة من جيش الاحتلال مخيم الجلزون للاجئين شمال مدينة رام الله
استشهدت فتاة وأصيبت أخرى بجراح حرجة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، لدى محاولتهما تنفيذ عملية طعن ضد عدد من المستوطنين، غربي القدس المحتلة، بحسب ادعاءات شرطة الاحتلال.
جاء ذلك بعد ساعات من تصعيد قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية خصوصًا في المنطقة الجنوبية منها.
وزعمت شرطة الاحتلال بأن فتاتين فلسطينيتين تبلغان من العمر (16 و15 عامًا)، حاولتا تنفيذ عملية طعن ضد المستوطنين المتواجدين في سوق "محناه يهودا" الواقع عربي القدس، وتمكنوا من إصابة أحدهم بواسطة مقص.
وأشارت القناة الإسرائيلية السابعة، أن مستوطن طُعن على يد الفتاتين وأصيب بجراح طفيفة، بالتزامن مع تواجد لقوات شرطة الاحتلال التي أطلقت النار على الفتاتين فقتلت إحداهم وأصيبت الأخرى.
وغير بعيد عن القدس، صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية ضد الضفة الغربية في الساعات الأخيرة، خصوصًا في المنطقة الجنوبية التي تضم (الخليل بيت لحم القدس)، بإصدارها قرارًا بتفتيش جميع سيارات الفلسطينيين المارة في الشوارع الرئيسة بمحافظات جنوب الضفة الغربية، التي شهدت بلداتها وقراها حملة دهم واسعة طوال ساعات الليل، أدت إلى اعتقال (25) فلسطينيًّا على الأقل.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن جيش الاحتلال اتخذ قرارًا بتوقيف وتفتيش كافة السيارات التي تحمل لوحة ترخيص فلسطينية وتسير في "شوارع مختلطة" للفلسطينيين والمستوطنين خلال مداولات أمنية عقدت يوم الجمعة الماضي وتم البدء بتطبيقها منذ يوم أمس.
وقالت الصحيفة، إن تعليمات جيش الاحتلال لقواته تقضي بإيقاف أية سيارة تحمل لوحة ترخيص فلسطينية لدى دخولها إلى شارع يسير فيه الفلسطينيون والمستوطنون وتفتيشها بشكل دقيق، بادعاء أن الاحتلال يتخوف من تنفيذ عمليات إطلاق نار كتلك التي وقعت يوم الخميس الماضي شمال مدينة الخليل جنوب الضفة.
وبحسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال يعارض بشدة الفصل الكامل بين الفلسطينيين والمستوطنين في شوارع الضفة، تحسبًا من أن فصلاً كهذا سيؤدي إلى وجود شوارع للمستوطنين فقط، الأمر الذي يمكن أن يدفع إلى تنفيذ عمليات إطلاق نار فيها من دون التخوف من احتمال إصابة فلسطينيين.
وعزز جيش الاحتلال قواته في مفترق التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" الوقع بين الخليل وبيت لحم جنوب الضفة، بعد أن توالت عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار فيه، التي تستهدف المستوطنين.
أجواء حرب
أجواء حرب حقيقية فرضتها قوات الاحتلال في مختلف مدن الضفة خصوصًا في مدن الجنوب، حيث تركزت عمليات اقتحام عسكرية واسعة نفذها الاحتلال، تخللها تفتيش مئات المنازل الفلسطينية، واعتقال أكثر من (25) فلسطينيًّا، حسب الباحث الميداني محمد عياد.
وأفاد عياد لـ"بوابة العين"، أن قوة مشاة كبيرة من جيش الاحتلال قوامها نحو (1000) جندي، اقتحمت منتصف الليل، بلدة إذنا الواقعة جنوب غرب الخليل، وأغلقت البلدة بالكامل وداهمت أكثر من (100) منزل، واعتقلت عددًا من شبان البلدة، قبل أن تنسحب صباح اليوم.
وذكر أن قوات أخرى اقتحمت بلدات بيت أمر، وبني نعيم ومخيم العروب شمال الخليل، وأحياء وسط المدينة، وداهمت مئات المنازل الفلسطينية، وعبثت بمحتوياتها.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت حوالي (18) فلسطينيًّا من مختلف مناطق الخليل خلال الحملات الواسعة التي تطال المدينة ومحيطها حتى اللحظة.
وفي شمال الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال عدة بلدات وقرى، واعتقلت عددًا من الفلسطينيين بعد مداهمة عشرات المنازل في الشمال.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيت فوريك شرق نابلس، واعتقلت ثلاثة من شبانها، كما اعتقلت طفلين من قرية برطعة جنوب جنين شمال الضفة بعد استدعائهما لمقابلة المخابرات الاسرائيلية في معسكر "سالم" التابع لجيش الاحتلال.
واقتحمت قوة من جيش الاحتلال مخيم الجلزون للاجئين شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، واعتقلت شابين بعد دهم منزليهما، فيما اعتقلت قوة أخرى طفلين من قرية دير نظام شمال غرب رام الله.
اجتياح كامل
وأمام فشل الحملة العسكرية الاسرائيلية ضد الضفة الغربية، والمتركزة في مدينة الخليل، دعا وزير التعليم الإسرائيلي، ورئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، رئيس حكومته "بنيامين نتنياهو، للقيام بعملية "سور واقي 2 " على غرار ( عملية السور الواقي التي نفذها إرئيل شارون ضد الضفة عام 2002) في الضفة المحتلة لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية.
وقال بينت خلال مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال صباح اليوم، لا يوجد سوى حل واحد للوضع وهو "سور واقي 2 واجتياح كل الضفة المحتلة"، فيجب الدخول لمدن وقرى الضفة المحتلة بقوات كبيرة لدخول مدينة الخليل والدخول للمدن الأخرى .
ولم تكن عملية السور الواقي 2002 حسب وصفه لطيفة، كوننا دخلنا لعمق المدن في الضفة ولداخل القرى، وقمنا بتنظيفها من المقاومين، حينها انخفض الأعمال العدائية على حد قوله بنسبة 80% خلال شهر.