قصة تيران وصنافير
تبدأ قصة الجزر في عام 1906، بتوقيع معاهدة بين مصر والدولة العثمانية لترسيم الحدود
أعلنت الحكومة المصرية، السبت، أن جزيرتي "تيران وصنافير" الموجودتين في البحر الأحمر تقعان داخل المياه الإقليمية السعودية، وذلك بعد يوم من توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والإعلان عن إنشاء جسر بين البلدين، خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر.
فهل تنازلت القاهرة عن الجزيرتين لصالح الرياض؟ للإجابة على هذا السؤال علينا مراجعة تاريخ تلك الجزر غير المأهولة.
* تبدأ قصة الجزر في عام 1906، بتوقيع معاهدة بين مصر والدولة العثمانية لترسيم الحدود بخط يبدأ من ساحل البحر المتوسط إلى نقطة على خليج العقبة تقع شرق طابا وغرب إيلات الحالية.
*في عام 1950، عقب حرب 1948 اتفقت مصر والسعودية على سيطرة مصر على جزر تيران وصنافير رغم تنازعهما عليها (نتيجة ضعف البحرية السعودية آنذاك).
*وقامت مصر والسعودية بإعلام بريطانيا في 30 يناير 1950 ثم الولايات المتحدة في 28 فبراير 1950 بأنهما وبصفتهما الدولتان اللتان تسيطران على جانبي مدخل الخليج قد اتفقتا على تواجد القوات المصرية في جزيرتي تيران وصنافير دون أن يخل ذلك بأي مطالبات لأي منهما في الجزيرتين.
*وفي 1954، بعثت مصر إلى الأمم المتحدة بما يفيد أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان وليستا سعوديتين، وكانتا في الجانب المصري عند توقيع اتفاقية 1906، وأنه من الثابت من الوثائق أنه كان هناك قوات مصرية فيها في الحرب العالمية الثانية.
*وفي 1956، وعقب العدوان الثلاثي على مصر انسحبت إسرائيل من سيناء وقطاع غزة بعد اشتراط وجود قوات دولية في شرم الشيخ ومضائق تيران لضمان حرية الملاحة البحرية.
*في عام 1957، أرسلت السعودية للبعثات الدبلوماسية في جدة ثم للأمم المتحدة ما يفيد أنها تعتبر جزيرتي تيران وصنافير أراضٍ سعودية.
*في 1979، وعقب توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، عادت سيناء والجزيرتين إلى السيادة المصرية مرة أخرى.
*وفي 1983، تم إعلان رأس محمد وجزيرتي تيران وصنافير محمية طبيعية.
*في 1989، نشرت المملكة العربية السعودية إصدارًا تظهر فيه الجزيرتان ضمن الأراضي السعودية.
*وفي يناير 1990، صدر قرار جمهوري مصري بتحديد خطوط الأساس التي تحسب منها المياه الإقليمية المصرية بإحداثيات واضحة للمرة الأولى، كان هذا قد تم من قبل عام 1951 وتم تعديله عام 1958 ولكن بدون إحداثيات واضحة. وخط الأساس هذا يمر غرب جزيرتي تيران وصنافير مما يعني أنها خارج الحدود الإقليمية المصرية.
*في 8 أبريل 2016، وبتوقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية انتهى تاريخ طويل من النزاع بين البلدين الشقيقين باعتبار الجزر واقعة داخل المياه الإقليمية السعودية.
يذكر أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أعلن، الجمعة، عن إنشاء جسر عبر البحر الأحمر لربط مصر والسعودية بريًّا، فيما طلب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتسمية الجسر "جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز".
ومشروع الجسر العملاق يربط مصر من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، ويبلغ طوله 50 كلم، ومن المخطط أن يتم تنفيذه خلال 7 سنوات بتكلفة تصل إلى 4 مليار دولار.
ومن المقرر أن يمر جسر الملك سلمان من منطقة تبوك إلى جزيرة صنافير ثم جزيرة تيران ثم إلى منطقة النبق، أقرب نقطة في سيناء.