كاتب سيرته الذاتية يكشف: تشرشل "هارب من الضرائب"
رئيس وزراء بريطانيا السابق، استغل الثغرات القانونية، وزور تقاعده بالتواطؤ مع رئيس دائرة الإيرادات الداخلية، بحسب مؤلف سيرته.
رئيس وزراء بريطانيا السابق، السير ونستون تشرشل، "هارب متسلسل من الضرائب" استغل الثغرات القانونية، وزور تقاعده، بالتواطؤ مع رئيس دائرة الإيرادات الداخلية، بحسب ما نشرته صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، نقلًا عن كاتب سيرته الذاتية.
وقال ديفيد لاف، وهو كاتب ومؤرخ، في كتابه "لا مزيد من الشمبانيا"، إن تشرشل تعلم استغلال دائرة الإيرادات الداخلية باعتبارها "الوحش الذي يمكن ترويضه وإحناؤه" بعد أن وجد نفسه يواجه صعوبات مالية.
وتولى تشرشل رئاسة وزراء المملكة المتحدة بين عامي (1945-1940)، إبان الحرب العالمية، وفي عام 1951 تولى المنصب ذاته إلى عام 1955، وكان أحد أبرز القادة السياسيين على الساحة السياسية خلال الحروب التي اندلعت في القرن العشرين.
وأشار الكاتب إلى أن السياسي البريطاني، لم يكتف بادعاء التقاعد من أجل خفض فاتورة ضرائبه، بل أقنع رئيس دائرة الإيرادات الداخلية، الشاب، بمساعدته لمعرفة وسيلة لتوفير مكاسبه لنفسه.
وقال "لوف"، الذي كان يتحدث في "مهرجان أكسفورد الأدبي"، إن السلوك الغريب لسياسيي العصر الحديث وأسرهم يتضاءل بالمقارنة بالمراوغات المالية لتشرشل، وحذر السياسيين أنهم لا يجب أن يخضعوا لمثل هذا الفحص، لأنهم يصبحون مثل "قصاصات من الورق".
وقام "لوف" بمراجعة التفاصيل المالية لتشرشل في كتابه، الذي يعتمد على وثائق الأرشيف الوطني التي رفعت عنها السرية في عام 2004، كما أنها تكشف عن الديون الهائلة التي أثقلت كاهل السياسي البريطاني، وتشمل ديون النبيذ، والقمار، وحساب (فواتير) متاجر هارودز (أحد أشهر المحلات الضخمة في لندن) تراكم على زوجته، فضلًا عن "ملفين سميكين" جمعتهما دائرة الإيرادات الداخلية مخصصين لسجلات تشرشل المالية.
وأوضح "لوف" أن موقف تشرشل من الضرائب، بدأ يتغير بعد الحرب العالمية الأولى، عندما وضعته أرباحه كوزير وكاتب ضمن شريحة 50%. في عام 1924، عندما أصبح وزيرًا للمالية، بلغت فواتيره المستحقة للضرائب ما يعادل 400 ألف إسترليني من قيمة النقود في وقتنا الحالي، وعند هذه النقطة، استدعى تشرشل رئيس مديرية الإيرادات الداخلية آنذاك، ريتشارد هوبكنز، في اجتماع خاص، ووعده بأن يعينه كبير مستشاريه بشأن هذه القضية.
وفي مذكرة مكتوبة بخط اليد، أرسلت بعد أسبوع، كتب هوبكنز لتشرشل، يقول إنه عثر على "مخرج"، أي أنه يمكنه أن يتقاعد كمؤلف في اليوم الأخير من السنة المالية ومن ثم يتعامل مع دخله من إيرادات رؤوس الأموال، باعتبارها معفاة من الضرائب، وفقًا لكاتب سيرته.
وبعد ذلك بعام، عندما احتاج تشرشل للكتابة مرة أخرى، اتصل بالمسؤول نفسه بدافع من مخاوفه أنه سيضطر لبدء دفع أعلى معدلات الضريبة مرة أخرى، وتلقى في المقابل مسودة رسالة يجب أن يرسلها إلى (دائرة الإيرادات الداخلية) لتكون الأمور "على ما يرام".
واعتبر "لوف"، أن "هناك نقطة أكثر خطورة هنا"، هي أن هذه الأفعال "لا تنبئ أنه كان زعيمًا غير عادي في وقت غير عادي".
وأمس الأحد، اتخذ رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، خطوة غير معتادة بنشر سجلات ضرائبه؛ في محاولة لإنهاء عاصفة من الشكوك حول ثروته الشخصية أثارتها الإشارة إلى صندوق ائتماني مملوك لوالده الراحل في "أوراق بنما".
والسبت الماضي، كشفت صحيفة "ديلي تلجراف"، أن رئيس أساقفة كانتربري، جوستين ويلبي، اكتشف أنه ابن غير شرعي للسكرتير الخاص السابق للسير ونستون تشرشل بعد إجراء اختبار الحمض النووي لإثبات أبوته، وحتى ذلك الحين كان يعتقد أن والده هو غافن ويلبي، وهو بائع ويسكي وابن مهاجر يهودي، تزوج لفترة وجيزة والدته، جين.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTkyIA== جزيرة ام اند امز