الإمارات وروسيا يتفقان على رفع علاقاتهما للشراكة الاستراتيجية
رئيسة المجلس الوطني الاتحادي أمل عبدالله القبيسي تناقش مع رئيسة الاتحاد الروسي الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاثة
كشفت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات، أنها ناقشت مع رئيسة الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاثة واحتمال لجوء دولة الإمارات إلى التحكيم الدولي لاستعادتها.
وأعربت القبيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرتها الروسية الزائرة، في مقر المجلس الاتحادي الوطني في أبوظبي، عن شكر دولة الإمارات لروسيا الاتحادية التي عرضت عام 2012 التوسط في القضية وقوبلت مبادرتها حينها برفض طهران.
على صعيد العلاقات الثنائية، نوهت الدكتورة القبيسي، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، على إنشاء لجنة برلمانية مشتركة لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية بين البلدين.
وأشارت إلى أنه جرى الاتفاق خلال المحادثات بين وفدي البلدين، على دعم الإمارات لروسيا الاتحادية في رئاسة البرلمان الدولي، لافتة إلى أن أعضاء المجلس الوطني الاتحادي سيناقشون سبل التحرك في هذا الاتجاه في دورة المجلس المقبلة.
وقدرت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، بأن "زيارة الوفد البرلماني الروسي كانت ناجحة بكل المقاييس"، مشيدة بالأجواء التي سادت المحادثات التي جمعت الثلاثاء، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو.
وأكدت القبيسي، أن "الجانبين ناقشا تكاثف الجهود لمكافحة الإرهاب، والتحالفين العربي والإسلامي، وانضمام دولة الإمارات إلى تحالف حماية الشرعية في اليمن، وفرص حل الأزمات في الخليج العربي والشرق الأوسط، وعلى رأسها فلسطين واليمن والعراق وسوريا وليبيا".
في هذا الشأن، أبرزت القبيسي تأكيد الطرفين الإماراتي والروسي على ضرورة توحيد المواقف لحل الأزمات الحالية.
بدورها أظهرت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، تقديرها لدور الدبلوماسية البرلمانية في تسوية النزاعات في هذا الظرف المتوثر في المنطقة والعالم. وأكدت على أنه من الأهمية بمكان "أن تبنى العلاقات الثنائية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون"، وحرصت على التأكيد، بأن "المواقف الروسية والإمارتية متقاربة أو متطابقة فيما يتصل بالقضايا الإقليمية والدولية وخاصة مكافحة التطرف والإرهاب".
وإذ أبرزت موقف روسيا الداعم لتحالف دولي واسع لمكافحة التنظيمات الإرهابية على غرار "داعش"، فقد أيدت رؤية القيادة الإماراتية، القائلة بأن مكافحة الإرهاب لن تتأتى بالسلاح والقوة العسكرية فقط، ما لم تجفف منابع الإرهاب ويتوقف تزويد المتطرفين بالسلاح.
وشددت فالنتينا موتفيينكو على نجاعة اتباع الآليات الدولية في حل النزاعات، مؤكدة عدم إمكانية الحل العسكري في سوريا واليمن ما لم يهتدي جميع الفرقاء إلى طاولة الحوار.
وأبدت فالنتينا موتفيينكو، إعجابها بتطور العلاقات الثنائية بين موسكو وأبوظبي بشكل متين، والفضل في ذلك برأيها يعود إلى "العلاقات الجيدة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان"، لافتة إلى أن موسكو جاهزة لترقية هذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
ووصفت محادثاتها مع القيادة الإماراتية بأنها "كانت مثمرة جدا"، واعتبرت أن "دولة الإمارات شريك مهم لروسيا"، وأبدت حرص موسكو على استمرار الحوار السياسي وتبادل الزيارات المنتظمة بين قيادات البلدين.
رئيسة الوفد البرلماني الروسي، استشهدت باستثمارات نحو 40 شركة روسية في دولة الإمارات، واهتمام رجال الأعمال الروس بالاستثمار في مجالات النفط والغاز والسياحة والزراعة والطاقة النووية، للدلالة على تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
في هذا السياق، أشارت ماتفيينكو إلى وجود 17 مشروعا مشتركا بين الإمارات وروسيا، مبرزة ما ستشكله اللجنة الاستراتيجية بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، المقرر انعقادها شهر مايو/آيار المقبل، من أرضية لترسيخ شراكة أوسع في مجالات التعاون المتاحة.