وول ستريت عقبة جديدة تواجه هيلاري كلينتون.. فهل تتجاوزها؟
علاقة وطيدة امتدت لسنوات بين كلينتون وول ستريت، وحاليا تضعها في موقف حرج.. فهل تتجاوزها وهي في الطريق للبيت الأبيض؟.
دائما ما تواجه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة الديموقراطية المتوقعة هيلاري كلينتون الفضائح والأزمات. بداية من فضيحة زوجها الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون مرورا الهجوم الإرهابي على السفارة الأمريكية في بن غازي إلى فضيحة تورطها في تداول معلومات سرية بعيدا عن قنواتها الشرعية عندما كانت وزيرة للخارجية.
ويبدو أن مستقبلها السياسي نحو البيت الأبيض يواجه تحديا جديدا وهو علاقاتها بالمؤسسات المالية وعلى رأسها وول ستريت والدعم الذي تقدمه لحملتها الانتخابية.. وهو ما يثير تساؤلا حول إمكانية تخطيها لتلك العقبة الجديدة؟.
وللمرة الأوى يتفق الليبراليون والمحافظون حول هيلاري كلينتون، الليبراليون يوجهون اتهامات لهيلاري بأن لديها علاقات وطيدة مع الشركات الأمريكية الكبرى، كما يتهمها المحافظون أنها أكثر ليبرالية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه.
لكن ورغم ما تثيره هذه العلاقة من شائعات تهدد حملة هيلاري الانتخابية، إلا أنه توجد مجموعة صامدة رغم كل تلك الفضائح والاتهامات تدعم عائلة كلينتون بشكل مستمر في حياتها السياسية، تتكون من رجال أعمال وشركات تشكل مركز الاقتصاد والتجارة الأمريكية، والعالمية في بعض الأحيان، والمعروفة بـوول ستريت.
وتثبت انتخابات الرئاسة الأمريكية لهذا العام علاقة وطيدة امتدت لسنوات بين كلينتون وول ستريت، حيث إن تلك العلاقة، غير المرضي عنها من قبل الرأي العام الأمريكي، وضعت كلينتون في موقف حرج. حيث إنها لا بد أن تختار بين الابتعاد عن مصادر الأموال اللازمة للاستمرار في الترشح أو المخاطرة بفقدان أصوات الناخبين الساخطين على العلاقة المستمرة بين واشنطن وول ستريت
علاقة تاريخية:
الروابط بين هيلاري كلينتون وول ستريت تعود إلى الفترة التي كان فيها زوجها، الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، يمارس الحياة السياسة.
ويقول لاري ساباتو، مدير مركز جامعة فيرجينيا للسياسة، إن هيلاري وزوجها يمارسان الحياة السياسة منذ زمن بعيد، وول ستريت تعتبر ممولا كبيرا للأحزاب والأنشطة السياسة في أمريكا.
وشرح ساباتو أنه كان من الضروري التواصل للحصول على دعم وول ستريت في التسعينيات من القرن الماضي لكي يستطيعا مواصلة حياتهما السياسية. لكن هذه الصورة تغيرت بعد الأزمة المالية التي طالت أمريكا في بداية العقد الأول من القرن الـ 21، حيث أصبحت العلاقات مع وول ستريت- الذي لايزال يعتبره قطاع كبير من الأمريكيين سبب الأزمة الاقتصادية الأمريكية- معقدة للغاية.
وأضاف ساباتو أن هذه العلاقات شهدت طفرة منذ 2008، وقد حصل باراك أوباما شخصيا على الكثير من أموال وول ستريت أثناء وبعد ترشحه للسباق الرئاسي.
الداعمون:
وفقا لمركز السياسات المستجيبة في الولايات المتحدة، حصلت هيلاري كلينتون وحدها على أكثر من 400 مليون دولار في الفترة بين 1999 و 2016 لصالح حملاتها الانتخابية الأربع، اثنان لمجلس الشيوخ واثنان لانتخابات الرئاسة.
وكانت أكبر مجموعة داعمة لكلينتون خلال مشوارها السياسي المحامون، الذين يمثلون البنوك الكبرى أيضا، وهم أكبر الداعمين لكل حملات انتخابات الرئاسة الأمريكية لهذا العام.
تليها مجموعة المتقاعدين، ثم يلي ذلك بنسب متساوية شركات الاستثمار والخدمات المصرفية ثم القطاع التعليمي.
وأكبر 3 ممولين مستقلين لكلينتون هي بنوك وول ستريت، متمثلة في 3 مؤسسات مصرفية رئيسية "جولدمان ساكس، سيتي بانك، وجيه بي مورجان".
وخلال مشوارها السياسي، قام المتبرعون من قطاع السندات والاستثمارات الأمريكي بالتبرع بـ 14 مليون دولار لحملتها الحالية. في حين قام القطاع المالي والمصرفي بالتبرع بـ 7.8 مليون دولار إضافية لحملتها الحالية.
ومن ناحية أخرى، يعتمد منافسها الديموقراطي السيناتور بيرني ساندرز بشكل أكبر على التبرعات الفردية الصغيرة، حيث كانت ثلاثة أرباع التبرعات الفردية لصالح حملة ساندرز أقل من 200 دولار، في حين أن 17% فقط من التبرعات الموجهة إلى كلينتون كانت أقل من 200 دولار.
تكاليف فعاليات الخطابات:
وول ستريت لا تتحمل فقط تكاليف حملة كلينتون، لكنها أيضا تتحمل تكاليف فعاليات خطاباتها في جميع ولايات أمريكا في كل مراحل السباق الرئاسي الأمريكي.
وقد أثار ساندرز في أكثر من مرة قضية رسوم الخطب لمرشحي الرئاسة الأمريكية، حيث يقول ساندرز إن هيلاري تم شراؤها من قبل وول ستريت لتمثيل قضاياهم ومصالحهم في البيت الأبيض.
وقد كشفت تقارير الضرائب الخاصة بكلينتون إنها تحصل على 255 ألف دولار للخطاب الواحد من البنوك، وعند سؤالها عن سبب قبولها لـ 675 ألف دولار عن 3 خطب من قبل مؤسسة جولدمان ساكس المصرفية، والتي علقت عليها هيلاري قائلة: "إن هذا المبلغ هو ما عرضته المؤسسة في نظير إلقائها عددا من الخطب".
دعم فردي:
دعم وول ستريت لا يقتصر فقط على المؤسسات، حيث إن هناك الكثير من الدعم الشخصي لكلينتون من قبل كبار الشخصيات في وول ستريت أيضا.
رئيس مؤسسة جولدمان ساكس، لويد بلانكفين، من أكبر الداعمين لكلينتون، لكنه لم يعلن دعمه لها بشكل علني في الانتخابات الرئاسية الحالية؛ خوفا من أن يؤثر مثل هذا التصريح على فرص هيلاري في الانتخابات.
أحد الداعمين الرئيسيين لكلينتون هو جايمي دايمون رئيس مؤسسة جيه بي مورجان المالية، والذي يدعم الديمقراطيين بشكل أساسي. وقد ساهم في حملة كلينتون الأولي سنة 2008 بشكل كبير وساعد زوجها، بيل كلينتون، خلال حملة إعادة ترشحه في 1996..
وتصر كلينتون على أن تلك التبرعات لم تؤثر على تصويتها في مجلس الشيوخ ولن يؤثر ذلك على توجهها إذا ما أصبحت رئيسة للبلاد. لكن مشكلة كلينتون الكبرى في إنها تزعم عدم تأثر توجهاتها بوول ستريت، لكنها في نفس الوقت تعتمد عليه للحصول على تمويل حياتها السياسية بشكل عام.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز