أعلن السبسي حالة الطوارئ لمدة شهر في تونس وفرض حظر التجول في العاصمة بعد مقتل 14 من عناصر الأمن الرئاسي في انفجار حافلتهم وسط العاصمة.
اعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، مساء اليوم (الثلاثاء)، فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، وحظر تجول ليلي في العاصمة تونس، وذلك إثر مقتل 14 من عناصر الأمن الرئاسي في تفجير استهدف حافلتهم في العاصمة تونس.
وقال السبسي في خطاب توجه به إلى التونسيين عبر التليفزيون: "نظرا إلى هذا الحدث الأليم والفاجعة الكبرى (...) أعلن عن (فرض) حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يومًا (...) ومنع الجولان في تونس الكبرى (العاصمة) ابتداءً من الساعة التاسعة ليلا إلى الغد الساعة الخامسة صباحا".
كان وليد الوقيني، المتحدث باسم وزارة الداخلية، قد قال في وقت سابق من مساء اليوم (الثلاثاء) إن 14 من عناصر الأمن الرئاسي "استُشهدوا"، وإن آخرين أصيبوا في تفجير حافلة كانت تقلّهم في شارع "محمد الخامس" الرئيسي وسط العاصمة تونس، لافتا إلى أن الحصيلة غير نهائية.
وقال معز السيناوي، الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، لـ"فرانس برس" إن "الانفجار" نجم عن "اعتداء".
وفي مكان الحادثة الذي طوقته قوات الأمن بالكامل، شاهدت صحفية "فرانس برس" حافلة متفحمة جزئيًّا وحولها سيارات وعناصر إسعاف.
ونقلت الصحفية عن مصدر أمني في المكان أن "أغلب الأعوان (العناصر) الذين كانوا داخل الحافلة قُتلوا".
وقال موظف يعمل في بنك قريب من المكان إنه "سمع دويّ انفجار قويًّا" ثم رأى النيران تشتعل في الحافلة.
وحل رئيس الحكومة الحبيب الصيد، ووزير الداخلية ناجم الغرسلي، على مكان الحادثة.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الذي يزور واشنطن، إدانته للتفجير. وقال أولاند في بيان صادر عن الإليزيه في باريس "في تونس كما في باريس المعركة هي نفسها من أجل الديموقراطية وضد الظلامية". وأضاف أن "فرنسا تقف أكثر من أي وقت مضى إلى جانب تونس وسلطاتها وقواتها الأمنية في هذه الأوقات العصيبة".
كان وليد الوقيني قد أعلن الجمعة الماضية، أن قوات الأمن ألقت القبض في مدينة سوسة (وسط شرق) على 22 شخصًا من عناصر "خلية إرهابية" قال إنها "كانت تخطط لكارثة بأتمّ معنى الكلمة، كان من الممكن أن تحصل في تونس" من دون تفاصيل.
وفي 26 يونيو/ حزيران الماضي، قتل شاب تونسي مسلح برشاش كلاشينكوف 38 سائحًا أجنبيًّا أغلبهم بريطانيون في هجوم على فندق في سوسة تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف. وقتلت الشرطة منفّذ الهجوم خارج محيط الفندق.
وجاء الهجوم إثر مقتل 21 سائحا أجنبيًّا في هجوم مماثل استهدف في 18 مارس/ آذار الماضي متحف "باردو" الشهير وسط العاصمة تونس وتبناه أيضا تنظيم "داعش".
وتلقى منفّذو الهجومين تدريبات على حمل السلاح في معسكر جهاديين في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، وفق السلطات التونسية.
وبعد الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تصاعد في تونس عنف جماعات مسلحة متطرفة خططت -حسب السلطات- لتحويل تونس إلى "أول إمارة إسلامية في شمال إفريقيا".
ومنذ نهاية 2012 قُتل عشرات من عناصر الأمن والجيش في هجمات وكمائن تبنت أغلبها "كتيبة عقبة بن نافع" الجماعة الجهادية الرئيسية في تونس والمرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
وفي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر ذبح متطرفون في جبل مغيلة (وسط غرب) مبروك السلطاني (16 عاما) الذي كان يرعى الأغنام مع ابن عمه شكري (14 عاما)، ثم وضعوا رأسه في كيس سلموه للأخير وطلبوا منه إيصاله إلى عائلته.
وتبنّت جماعة موالية لتنظيم "داعش" يوم الأحد، في شريط فيديو نُشر على الإنترنت، ذبح الراعي، متهمةً إياه بتزويد الجيش بمعلومات عن تحركات عناصرها مقابل أموال.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز