السعادة تحل محل الناتج المحلى كمقياس للرفاهية
السعادة تخبرنا بمدى تلبية المجتمع لاحتياجات الأشخاص يوميًا، ومقياس الناتج المحلى يقتصر على الجانب الاقتصادي.. كيف؟
لعدة قرون كان علم السعادة أمرًا يشغل فقط العلوم الإنسانية من شأن الفلاسفة والروائيين والفنانين، ولكن خلال الخمس عقود الماضية انتقل إلى مجال العلوم، وبدأت الأبحاث تعطى لنا فرصة النظر للسعادة كمقياس رئيسى للرفاهية لتحل محل الناتج المحلى الإجمالى والناتج المحلى للفرد الواحد، وفقًا للمقال المنشور بموقع "The conversation" لأستاذ الاقتصاد بجامعة جنوب كاليفورنيا "ريتشارد إيسترلين".
وقال إيسترلين: "في مجال العلوم الاجتماعية يتم الحصول على بيانات سعادة الأفراد من استطلاعات رأى واستقصاء بالسؤال المعتاد: هل أنت سعيد في حياتك؟".
وأضاف أن "هناك العديد من البدائل لهذا السؤال، فبدلًا من سؤال عام عن السعادة، من الممكن أن يكون عن درجة رضا الفرد عن حياته، أو يطلب من الشخص تقييم نفسه وتحديد مكانه على "سلم الحياة". ويصبح الهدف المشترك هو الوصول إلى تقييم خلال إجراء عملية الدراسة الاستقصائية، ومن الممكن استخدام مصطلح السعادة أكثر إقناعًا عن باقي المصطلحات".
وأوضح أن لكل مشارك بالاستطلاع مطلق الحرية في إبداء وجهة نظره، في وجود السعادة أو عدم وجودها، وقد يعتبر البعض أن هذا الاستطلاع مضيعة للوقت، إلا أن الأغلبية المشاركة ترى أهمية لهذا الاستطلاع، وربما يكون السبب وراء هذا الإجماع توجيه أسئلة عن أشياء مهمة تحقق لهم السعادة.
وقال ريتشارد إيسترلين بمقاله: "بجميع دول العالم سواء كانت غنية او فقيرة، ديمقراطية أو إستبدادية، تتمثل السعادة في إنجاز الأمور اليومية، مثل كسب أموال، ورعاية الأسرة، والحفاظ على صحة جيدة، والعمل بوظيفة مثيرة للاهتمام. وهى الأشياء التى تسيطر على الحياة اليومية ويعتقد البعض لديه القدرة للسيطرة عليها، وهذا يعنى إمكانية عقد مقارنات بين مجموعات مختلفة من المشاركين بالاستطلاع".
وأكد أن علماء النفس تحققوا من صحة الإجراءات التى قام بها الاقتصاديون في دراسة طبيعة النتائج، ويأتى الدعم من خلال رسم بيانى للسعادة بالعديد بالدول، الذى يؤكد على أن الأفراد أقل سعادة هم العاطلين عن العمل أوالأقل تعليمًا، ومن يعانى من حالة صحية سيئة ويعيش بدون شريك للحياة.
واعتبر إيسترلين السعادة مقياسًا أشمل للرفاهية، تضع في الاعتبار الجانب الاقتصادى والناتج المحلى الإجمالى، مستشهدًا بالصين نموذج في 1990 تضاعفت السعادة مع تضاعف الناتج المحلى. ويشارك في مقياس السعادة الجميع من كبار السن والشباب وأغنياء وفقراء لديهم صوت واحد، سعيًا للمساواة في قياس مجتمع الرفاه.
وأضاف أن السعادة تخبرنا بمدى تلبية المجتمع لاحتياجات واهتمامات الأشخاص يوميًا، ومقياس الناتج المحلى يقتصر على الجانب الاقتصادى، وأذا تم تطبيق القول المأثور" المال ليس كل شيء في الحياة"، فإن هذا يتطابق مع القول بأن السعادة هي مقياس لرفاهية المجتمع لتحل محل الناتج المحلى الإجمالى.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA=
جزيرة ام اند امز