لماذا يقفز الريال السعودي في مصر؟
قفزة جنونية للريال السعودي بالسوق السوداء في مصر تحدث للمرة الأولى.. لماذا؟
قفزة جنونية للريال السعودي بالسوق السوداء في مصر تحدث للمرة الأولى، تزامنًا مع موسم عمرة شهر رجب؛ حيث فوجئ المتعاملون في السوق السوداء بارتفاع غير مسبوق في قيمة الصرف في الوقت نفسه الذي زاد فيه الطلب على تبديل الجنيه مقابل الريال؛ حيث وصل سعر الريال السعودي إلى 2.75 للشراء مقابل 2.85 للبيع بالسوق الموازية مرتفعًا بقيمة 25 قرشًا دفعة واحدة.
وترجع أصول الأزمة إلى تعامل شركات النقل والطيران السعودي بالريال، وهو ما يجبر شركات السياحة المصرية وعملاءها على تحمل نفقات النقل بالريال بدلًا من الجنيه في ظل عدم توفير البنك الأجنبي للعملات الأجنبية، ومن هنا يكون الاتجاه الوحيد للسوق الموازية "السوداء"، وذلك بحسب رؤية عماري عبد العظيم، رئيس شعبة شركات السياحة والطيران.
وأضاف "عماري" أن الدولة أصبحت عاجزة عن فرض سياساتها المالية نتيجة لقرارات خاطئة متراكمة، وهو ما أتاح للسوق السوداء التحكم في قيمة العملات الأجنبية في، وهذا لا يحدث إلا في مصر فقط، ولا بد أن يكون البنك المركزي هو صاحب القرار في قيمة العملات المتداولة وأن يفرض سيطرته على السوق بشكل أو بآخر، وعلى المتحكمين في السوق السوداء أيضًا أن يتخلوا عن النزعات الشخصية وجزء من الربح الذي قد يصل جنيهًا كاملًا في قيمة الريال الواحد، وذلك من أجل إنجاح الدولة في هذه الفترة.
وعن الحلول لمواجهة الأزمة، قال "عماري": يجب أن يتم صرف جميع تحويلات المصريين بالخارج من البنوك المصرية بواقع 60% بالنقد المحلي و40% بالنقد الأجنبي لضمان توافر احتياطي أجنبي بخزينة البنوك.
وبحسب وزارة السياحة المصرية، بلغ إجمالي عدد المعتمرين الذين أدوا مناسك العمرة منذ بداية الموسم، الذي بدأ في منتصف نوفمبر الماضي، 942 ألفًا و700 معتمر، بزيادة قدرها 190 ألف معتمر، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ عدد الشركات المنفذة لرحلات العمرة ما يقرب من 733 شركة سياحية، مع توقعات بزيادة أعداد المعتمرين خلال فترة ذروة العمرة ليصل عدد المعتمرين لنحو مليون و200 ألف معتمر مع نهاية رمضان هذا العام.
واضطر المواطنون إلى اللجوء للسوق الموازية لتوفير احتياجاتهم من الريال قبل السفر للمملكة مع قلة المعروض في البنوك المصرية التي وصل سعر الريال بها إلى 2.35 للشراء مقابل 2.40 للبيع، ويحاول البنك المركزي توفير العملات الأجنبية من خلال رفع الاحتياطي من هذه العملات، مع توقعات بالزيادة خلال الأيام القادمة.
من جانبه، قال باسل السيسي، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، إن ما يثار حول تسبب موسم العمرة وحده في شُح الريال من السوق ليس صحيحًا، فرحلات العمرة قد تشكل من 5 إلى 10% من الأزمة؛ وذلك لأن كل الخدمات المقدمة في المملكة العربية السعودية للمصريين المعتمرين تقدم بالنقد الأجنبي.
وأضاف أن الأزمة لا تتلخص في ارتفاع العملات الأجنبية، فالعملات ثابتة في السوق العالمية، لكن يمكن توصيفها في انخفاض قيمة الجنيه، والمسبب الرئيسي لذلك تدهور حال السياحة ككل والتي كانت كفيلة بإدخال مليارات العملات الصعبة إلى مصر وفجأة توقفت، ومن ثم انخفاض الجنيه مقابل الدولار والريال السعودي منطقي جدًا.