خبير لـ"العين": تفجير حافلة القدس ينقل الانتفاضة لمرحلة جديدة
الخبير المقدسي، راسم عبيدات، يؤكد أن تفجير الحافلة في القدس أدخل الانتفاضة الفلسطينية مرحلة جديدة ورفع من سقف توقعاتها.
رأى الخبير السياسي المقدسي، راسم عبيدات، أن العملية التفجيرية في القدس، الإثنين، تدلل على أن الانتفاضة الشعبية دخلت مرحلة جديدة في المواجهة مع الاحتلال، وأعلت من سقف أدائها، مقابل التصعيد الإسرائيلي الذي وصل إلى حد التحضير لذبح القرابين من جانب المستوطنين والحاخامات المتطرفين في ساحات المسجد الأقصى.
وقال عبيدات -في مقابلة مع بوابة "العين"- إن نمط عملية القدس التي أدت لإصابة 21 مستوطنًا إسرائيليًا بعد تفجير عبوة ناسفة في حافلة إسرائيلية غربي القدس، يستحضر العمليات التفجيرية وسط إسرائيل خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.
ورأى الخبير السياسي، أن ما جرى نتيجة متوقعة ورد فعل طبيعي أمام جرائم الاحتلال والمستوطنين والتي بلغت ذروتها بالإعدامات الميدانية وتصعيد الاقتحامات للمسجد الأقصى وصولًا إلى الإعلان من منظمة الهيكل إقامة "قداس الأضاحي"؛ حيث يعتزمون ذبح القرابين كتدريب لمن يسمونهم سدنة الهيكل على ذبح الأضاحي التي تقدم للهيكل المزعوم بعد إقامته على أنقاض المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن الاحتلال مستمر في إجراءاته القمعية بشكل متصاعد، فالاقتحامات والاعتقالات والاستيطان، وخطط المساس بالمسجد الأقصى تجري بشكل متسارع وخطير، وكل ذلك مقومات لاستمرار الانتفاضة وتصاعدها.
وعن تفسيره لحالة الهدوء التي اعترت الأحداث في الأسابيع الأخيرة، أشار إلى أن هذه طبيعة الانتفاضة تارة تتصاعد وتارة تهدأ، ولكنها عملية مستمرة ومتفاعلة مع حجم التصعيد والعدوان.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي، نشر قبل نحو أسبوعين معطيات تشير إلى انخفاض وتيرة العمليات التي ينفذها الفلسطينيون. وبحسب هذه المعطيات فقد سجل شهر مارس الماضي، أقل عدد عمليات بمجموع 17 عملية، مقارنة بـ44 عملية سجلت خلال أول شهر من اندلاع الهبة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في حين بلغ عدد العمليات الكلي 168.
وذكر موقع "والا" الإسرائيلي، أن التحول في عدد العمليات وتراجعها بدأ في مطلع العام الحالي؛ إذ تراجع عدد العمليات من 35 عملية في نوفمبر/ تشرين الثاني، و36 عملية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى نحو 20 عملية في فبراير/ شباط، و17 عملية في مارس، مع تراجع ملحوظ في عمليات الدهس والطعن. غير أن الخبير عبيدات، رأى أن هذه القراءة سطحية وقاصرة، فطبيعة الانتفاضة في صعود وانخفاض، والمعادلة مرتبطة بالتصعيد والعدوان الإسرائيلي، لافتًا إلى أن العملية جاءت بالتزامن مع تصاعد وتيرة الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون للمسجد الأقصى بحجة عيد الفصح اليهودي، وقبل يوم واحد من استعداد الحاخامات المتطرفين لذبح القرابين في المنطقة الشرقية من المسجد، الأمر الذي يشكل استفزازًا ليس فقط للمقدسيين والفلسطينيين إنما للمسلمين في العالم؛ لأنه يعكس بوضوح الخطط الرامية لتدمير المسجد وبناء الهيكل المزعوم.
وقال: "على الاحتلال أن يفهم، أنه عندما يمارس الجرائم والقمع، فإنه لن يقابل بالورود من الفلسطينيين، الذين لن يكون أمامهم إلا الدفاع عن أنفسهم أمام هذه الهجمة الاحتلالية".
وأضاف "في الآونة الأخيرة، لمسنا تصاعدًا في الجرائم والممارسات المستفزة من إعدامات ميدانية إلى تعرية النساء والفتيات وتصعيد الاعتقال خاصة للأطفال وصولًا إلى اليوم رفض تسليم جثامين الشهداء، والتلاعب القضائي الإسرائيلي في القتلة من جنود الاحتلال كما حدث مع الجندي قاتل الجريح عبد الفتاح الشريف؛ حيث وجهت له تهمة القتل غير العمد، رغم أنها جريمة موثقة بالصوت والصورة".
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز