حلف الأطلسي وروسيا .. حوار على وقع التوتر
سفراء الدول الأعضاء الـ28 في الحلف يلتقون سفير روسيا في مقر الحلف في بروكسل للمرة الأولى منذ يونيو/ حزيران 2014
يستأنف حلف شمال الأطلسي وروسيا اللذان تضررت علاقتهما بسبب الأزمة الأوكرانية، الأربعاء في بروكسل، "حوارا" بين دبلوماسيين فيما التوتر وخصوصا في بحر البلطيق لا يزال على أشده.
ويلتقي سفراء الدول الأعضاء الـ28 في الحلف وسفير روسيا في مقر الحلف في بروكسل للمرة الأولى منذ يونيو/ حزيران 2014 ضمن هيئة حوار هي "مجلس حلف شمال الأطلسي-روسيا".
وكان سفراء حلف شمال الأطلسي وروسيا يجتعون بانتظام في إطار هذه الهيئة إلى حين اندلاع الأزمة الأوكرانية التي أعادت الأجواء إلى ما يشبه حقبة الحرب الباردة.
وسيعقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مؤتمرا صحفيا في ختام الاجتماع عند الساعة 10,00 ت غ.
واحتجاجا على ضم روسيا شبه جزيرة القرم والهجوم الذي شنه الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا في ربيع 2014، علق حلف شمال الأطلسي كل تعاون عملي مع موسكو متهما إياها بدعم المتمردين بالسلاح والعديد.
ولا يزال مستقبل شبه جزيرة القرم غير أكيد حيث يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه لن يتخلى عنها، فيما يشدد حلف شمال الأطلسي في المقابل على عدم الاعتراف بضمها.
ونظريا، بقيت قنوات الحوار السياسي مفتوحة لكن العلاقات بين الطرفين بقيت متوترة ولم يحصل اي تواصل منذ ذلك الحين، باستثناء بعض اللقاءات التي تبعتها تعليقات حادة، بين ستولتنبرغ ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقال ستولتنبرغ الثلاثاء: "أتوقع أن يعرض الروس وجهة نظرهم (...) لا نخشى الحوار بل نعتقد على العكس أن الحوار أكثر أهمية في الأوقات الصعبة والتوتر الشديد".
وأضاف أن سفراء الحلف يأملون في إيجاد "آليات معززة لخفض المخاطر المرتبطة بالنشاطات العسكرية مثل تلك التي شهدناها في بحر البلطيق من حوادث خطيرة في الأيام الأخيرة"، حين حلقت مقاتلات روسية فوق سفينة أمريكية ثم قرب طائرة استطلاع أمريكية.
وأدرجت على جدول أعمال الاجتماع أيضا اتفاقات مينسك الهادفة إلى تسوية النزاع الأوكراني واعتماد الشفافية في المجال العسكري وكذلك الوضع في أفغانستان.
وينشر حلف شمال الأطلسي آلاف الجنود في أفغانستان في إطار مهمة دعم للقوات المحلية في مواجهة تمرد حركة طالبان التي دعيت في المقابل الى محادثات سلام مع السلطة الأفغانية.
وأكد ستولتنبرغ أن "الحلف الأطلسي لا يسعى إلى حرب باردة جديدة ولا يريد سباقا جديدا إلى التسلح"، وذلك ردا على انتقادات روسيا التي تتهم الحلف بتعزيز عسكري "غير مبرر إطلاقا" في دول البلطيق منذ 18 شهرا.
وفي مواجهة الأزمة الأوكرانية والقلق من المناورات الروسية التي حشدت ما يصل إلى مئة ألف جندي، نشر الحلف الأطلسي في الشرق طائرات قتالية وسفنا وقام بتخزين أسلحة وبعمليات تبديل للقوات في تعزيز لـ"دفاعه الجماعي" لا سابق له منذ الحرب الباردة.
وأسف سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي الكسندر غروشكو لأن "العلاقات بين حلف الأطلسي وروسيا سيئة جدا. بالواقع ليس لدينا جدول أعمال إيجابي"، مستنكرا "منطق الردع" لدى الحلف.
من جهته قال ستولتنبرغ "إنه إجراء دفاعي متوازن ورد مباشر على الموقف العدائي لروسيا الذي شهدنا عليه في أوكرانيا".
وقال دبلوماسي ردا على أسئلة وكالة فرانس برس حول النقاشات المرتقبة خلال الاجتماع "لن تكون جيدة، لكننا نتحاور على الأقل".
واعتبر أن الاجتماع هدفه "جس نبض الروس ومعرفة الى أي حد هم مستعدون للمضي في محاولة إدارة التوتر" بين الطرفين.
وفيما علق الحلف الأطلسي التعاون العملي مع روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، شدد ستولتنبرغ على الدوام بأن مجلس الأطلسي - روسيا يجب أن يبقى مفتوحا كقناة تواصل بين الطرفين.