بالأرقام.. تدخل إيران في سوريا يفضح نواياها التخريبية
"العين" ترصد بالأرقام كيف أصبحت إيران تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة العربية بأسرها وخاصة بعد أن تدخلت عسكريا في سوريا
ناقشت القمة الأمريكية-الخليجية، التي انتهت الخميس، في العاصمة السعودية الرياض، تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والولايات المتحدة في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية.
ولمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، شهدت القمة أيضا مباحثات حول تعزيز الجهود العسكرية لمحاربة الإرهاب، وخطر التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية وتحديدا في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وفي الآونة الأخيرة أصبحت إيران تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة العربية بأسرها، الأمر الذي تمت ترجمته فعليا عندما أرسلت طهران آخر دفعة من جيوشها من اللواء 65 إلى سوريا، وتم الإعلان عن ذلك رسميا من قبل المسؤولين الإيرانيين بعد أن كانوا يتجنبون تماما الاعتراف بوجود أي قوة عسكرية لهم داخل سوريا.
واعتبر أحد المواقع الإلكترونية الإيرانية، التابع لقاعدة عمار العسكرية المحسوبة على الحرس الثوري الإيراني، أن الإعلان عن إرسال ألوية من الجيش الإيراني لسوريا يُظهر تصميم إيران على التدخل العسكري بالمنطقة.
كما أن إصرار إيران الكشف عن إرسالها لقوات الجيش الإيراني بصورة رسمية إلى سوريا، يحمل في طياته عدة رسائل من أهمها أن النظام الإيراني ما زال مصرا ومصمما على التدخل العسكري بكافة قواه العسكرية المتنوعة كالحرس والجيش وتغيير موازين القوى ميدانيا سواء كان في سوريا والعراق أو بأي منطقة يتطلب منها ذلك، بحسب الموقع.
وأوضح الموقع أن التدخل العسكري الإيراني وبصورة علنية في هذه الدول، هو مؤشر ضخم على أن إيران لن تتراجع عن مصالحها الإستراتجية لأي طرف بالإقليم، مشيرا إلى أن التغطية والمتابعة لخبر إرسال القوات الإيرانية إلى سوريا على وسائل الإعلام الدولية، يظهر "حجم وأهمية إرسال هذه القوات".
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، اتخذت إيران موقفا مساندا النظام السوري، إضافة إلى الدعم السياسي والمالي والفتاوى الدينية التي تحض على دعم النظام.
كما انخرطت قوات إيرانية بالمعارك ضد المعارضة السورية المسلحة وقتل فيها مئات من الضباط والجنود الإيرانيين.
وفي بادئ الأمر وصف المرشد الأعلى علي خامنئي، ذهاب الإيرانيين للقتال في سوريا بالهجرة والجهاد، كذلك وصفها بالدفاع عن أهل البيت، وقال إن باب الشهادة قد فتح من جديد، ثم اختصر كافة هذه المسميات أخيرا بالحرب على الكفر.
وتعتبر قوات الحرس الثوري الإيراني هي أبرز المنخرطين في العمليات العسكرية في سوريا، والتي يديرها في الخارج ما يسمى بفيلق القدس.
وتتبع لهذا الفيلق عدة ألوية، أهمها لواء الأنصار ولواء الصابرين ولواء محمد رسول الله ولواء المهدي ولواء جعفر الطيار، وسرايا وكتائب الإمام علي.
أيضا تشارك قوات التعبئة المعروفة باسم قوات "الباسيج"، وهي قوات من المتطوعين كان لها دور كبير في قمع محتجي الثورة الخضراء ضد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عام 2009، وقد أعادت هذه القوات التجربة في سوريا من خلال المشاركة بتأسيس مليشيات الدفاع الوطني.
كما أعلن مؤخرا عن إرسال قوات خاصة في الجيش الإيراني، تعرف بـ"القبعات الخضر"، ووصل أكثر من 1366 من هذه القوات المتخصصة في حرب المدن والسيطرة عليها منذ أول نيسان/أبريل الجاري.
وثمة مليشيات أخرى تتبع للحرس الثوري وتقاتل إلى جانبه في سوريا، أهمها لواء فاطميون المخصص للشيعة الأفغان، ولواء زينبيون المخصص للشيعة الباكستانيين، والميليشيات العراقية التي تقاتل تحت مسميات مختلفة، ولواء نبويون المخصص للمقاتلين الإيرانيين من الطائفة السنية.
وأشارت بعض وائل الإعلام الإيرانية -غير الرسمية- عن مقتل أكثر من 500 قتيل منذ تدخلها في سوريا، في حين تشير مصادر غير إيرانية إلى أن الرقم أكبر من ذلك بكثير نسبة إلى حجم المشاركة.
ومنذ بدء التدخل الروسي في سوريا، أصبحت وسائل الإعلام الإيرانية أقل تكتما عن عدد قتلاها من الجنود والضباط، وقد نعت منذ كانون الأول/أكتوبر الماضي حول 229 قتيلا.
وكان من أبرز الضباط الإيرانيين الذين نعتهم وسائل الإعلام رسميا، العميد حسين همداني قائد جبهة سوريا في فيلق القدس التابع للحرث الثوري، والعميد إرشاد حسوني قائد لواء الصابرين، وقائد لواء الفاطميون علي رضا توسلي، والعميد حسن شاطري والعميد محسن قاجريان والعميد إسماعيل حيدري، بالإضافة إلى عشرات الضباط الآخرين برتب عسكرية رفيعة.
وينفي تزايد أعداد القتلى الإيرانيين في سوريا لا سيما في الآونة الأخيرة، ما أعلنت عنه إيران هذا الشهر، أنها أرسلت قوات خاصة من اللواء 65 بالجيش إلى سوريا كـ"مستشارين".