13 عاماً على رحيل عرفات.. أداة القتل ما زالت مجهولة
يستعد الفلسطينيون لإحياء ذكرى رحيل رئيسهم أبو عمار، مجددين اتهامهم لإسرائيل باغتياله بالسم.
يؤمن الفلسطينيون، حد اليقين، بأن إسرائيل هي من اغتالت رئيسهم ياسر عرفات (أبو عمار)، وعلى الرغم من مرور 13 عاماً على رحيله، فإن أداة قتله ما زالت مجهولة.
ويستعد أبناء فلسطين في الأراضي المحتلة والشتات لإحياء ذكرى رحيل أبو عمار، السبت المقبل.
د. ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، يقول: "أعتقد أن هناك سوء فهم كبيراً متعلقاً أساسا بعدم الفصل بين الإجابة على سؤال من قتل ياسر عرفات من جانب، وأية تحقيقات فلسطينية أخرى تجري للبحث عن بعض التفاصيل بما في ذلك تورط عميل أو أكثر في هذه الجهة أو تلك".
القدوة، وهو ابن شقيقة أبو عمار، أكد خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء في رام الله، أن الإجابة على سؤال هل قُتل ياسر عرفات؟، "فهي حدثت وبشكل واضح وقاطع وهناك الكثير من البراهين والدلائل على ذلك، مضيفاً: "الوفاة لم تكن طبيعية وإسرائيل هي من قادت تصفية ياسر عرفات جسديا باغتياله".
وأشار القدوة، بأصابع الاتهام إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: "هذه مسألة منتهية وهي تشكل قناعة لدى الشعب الفلسطيني وكثير من أصدقائنا حول العالم، كما أقر بها بشكل أو بآخر، العديد من المسؤولين الإسرائيليين وهي قصة غير خاضعة للتحقيقات".
وأضاف "هناك لجنة تحقيق تبحث في احتمال وجود اختراق أمني أثناء عملية التنفيذ، تعاون ما مع إسرائيل أو أي شيء آخر في هذا المجال. هذا أمر مهم فالشعب الفلسطيني يرغب في معرفة كل التفاصيل ولكن لا يجب أن يكون الأمر ملتبسا فيما يتعلق بالموضوع الأول وهو المسؤولية السياسية والمسؤولية الجنائية عن اغتيال ياسر عرفات وهذا متعلق فقط بإسرائيل".
وعرفات المولود عام 1929 هو مؤسس حركة (فتح) وقائدها منذ 1959، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية منذ سنة 1969، وأول رئيس للسلطة الوطنية بانتخابات عامة في 1996.
وتوفي عرفات في 11 نوفمبر/ تشرين ثان عام 2004 في مستشفى بيرسي التخصصي الفرنسي بباريس عن عمر 75 عاما، بعد حصار إسرائيلي على مقر الرئاسة (المقاطعة) في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، استمر منذ العام 2001 حتى وقت قصير قبل رحيله.
ويسود اعتقاد فلسطيني بأن إسرائيل استخدمت السم لاغتيال الرئيس عرفات، ولكن سلطات الاحتلال ترفض حتى الآن الإقرار بالمسؤولية، وإن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرئيل شارون، الذي حاصر عرفات في المقاطعة، لم يخف رغبته بالخلاص منه.
وبُعيد الإعلان عن استشهاده تم تشكيل لجنة فلسطينية للتحقيق في ظروف اغتيال عرفات، ولكنها لم تعلن حتى الآن عن أي نتيجة باستثناء التأكيد على مسؤولية إسرائيل عن وفاته.
ودُفن عرفات على مقربة من مقر المقاطعة في مدينة رام الله، بانتظار نقل جثمانه إلى مدينة القدس.
ويزور عشرات آلاف الفلسطينيين والأجانب سنويا ضريح الشهيد عرفات احتراما له.
وعلى الرغم من مرور 13 عاما على استشهاده فإنه ما زال الكثير من الفلسطينيين يحتفظون بصوره في منازلهم ومحالهم التجارية ومكاتبهم باعتباره "الشهيد المؤسس".
وفي الآونة الأخيرة، افتُتح متحف الشهيد ياسر عرفات في رام الله، حيث تُعرض العديد من مقتنياته وكوفيته الشهيرة وملابسه العسكرية التي حافظ على ارتدائها حتى استشهاده.
مهرجان مركزي في غزة
ويستعد الفلسطينيون لإحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات في الأراضي الفلسطينية من خلال عدة مهرجانات.
وقال القدوة: "نحيي ذكراه ليس فقط باعتباره مؤسس حركة (فتح)، ولكن أيضا باعتباره كل الرمزية الكبيرة في الرحلة الفلسطينية والحركة الوطنية".
ولفت إلى أن برنامج فتح في هذا المجال هو أنه لن يكون هناك مهرجان مركزي في الضفة الغربية، وإنما إحياء لهذه الذكرى في العديد من المحافظات.
وبيّن أن المهرجان المركزي سيكون في غزة، معتبرا أن "هذا تطور إيجابي يجب أن ننظر له بتقدير واهتمام".
وتابع في هذا الصدد: "كالعادة تحيي مؤسسة ياسر عرفات الذكرى بأشكال عديدة بما في ذلك الاحتفال السنوي الذي تقيمه في 10 نوفمبر/تشرين ثان، من كل عام في قصر الثقافة في رام الله، ويتضمن الإعلان عن جائزة ياسر عرفات للإنجاز التي لن أكشف الآن عن من حاز عليها".
وأعلنت حركة فتح أن المهرجان المركزي سينظم في وسط مدينة غزة، ظهر السبت المقبل.