شارع ياسر عرفات في إسرائيل.. جدل تأخر 9 سنوات
بعد 9 سنوات من إطلاق اسم ياسر عرفات على أحد شوارع قرية يقطنها أغلبية عربية في إسرائيل، أثار قرار بإلغاء الاسم جدلاً كبيراً
"أمامكم 48 ساعة لإزالة اسم ياسر عرفات".. كانت هذه هي الرسالة التي تلقاها المجلس المحلي لقرية جت بإسرائيل من وزارة الداخلية، بعد 9 سنوات من إطلاق اسم الرئيس الفلسطيني الراحل على أحد شوارع القرية التي تقطنها أغلبية عربية.
القرار الإسرائيلي أثار ردود فعل واسعة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا سيما أن الشارع يحمل هذا الاسم منذ عام 2008، وهو ما يجعل هناك رأياً في فلسطين يذهب إلى أنها ضجة مفتعلة للتغطية على أمور أخرى أكثر أهمية.
محمد وتد رئيس مجلس محلي القرية التي يوجد فيها الشارع، أمسك بالرسالة التي وصلته، وأخذ يقلبها غير مصدق لما تحتويه من قرار، وقال: "الشارع يحمل هذا الاسم منذ عام 2008 وهناك يافطة (لافتة) عليه منذ ذلك التاريخ، فما الجديد الآن؟".
ما يتم ترويجه في هذا الإطار، أن أحد الجنود شاهد اسم الشارع وأثار هذه الأزمة، ولكن السؤال المنطقي الذي يردده وند وآخرون: "وهل إسرائيل كانت تنتظر الجندي ليخبرها، أم أن هناك هدفاً من إثارة القضية؟".
ووفق ما هو معمول به في إسرائيل، يتعين لتسمية شارع أو مبنى وضع لجنة تسمية الشوارع في البلدية لأسماء مقترحة، ويتم الموافقة على اسم ثم رفعه لوزارة الداخلية، وهناك لجنة معينة مختصة تفحص هذه الأسماء تصادق عليها أو لا تصادق، ولا تستطيع هذه اللجنة إجبار المجلس على اسم ولكنها تستطيع أن ترفض اسماً.
ويقول وند: "يبدو أن اللجنة السابقة لتسمية الشوارع في المجلس لم تراعِ الخطوات المطلوبة لتسمية الشارع، فتم التذرع بذلك لإلغاء الاسم"، لكنه أضاف: "ستتخذ الإجراءات المطلوبة لتسمية هذا الشارع باسم ياسر عرفات ضمن النظام المعمول به".
ويبدو أن جهود وند لن تنجح في ظل المواقف المعلنة من هذا الموضوع، والتي لخصتها سلسلة من التغريدات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توتير، بدأها بقوله: "لن نسمح بتسمية شوارع في دولة إسرائيل على اسم ياسر عرفات وحاج أمين الحسيني وآخرين، وسنتخذ الإجراءات المطلوبة لكيلا يحدث هذا الأمر هنا".
ثم قال في تغريدة أخرى: "لن نسمح بتسمية شوارع بإسرائيل على اسم من قتلوا إسرائيليين ويهوداً"، وقال في ثالثة: "أرحب بإزالة يافطة شارع ياسر عرفات من شارع في بلدة جث. لا يمكن تسمية شوارع في دولة إسرائيل على اسم أعداء إسرائيل"، ووجه تغريدة رابعة للعرب في إسرائيل، قائلا: "كل الأبواب مفتوحة أمامكم لتكونوا جزءاً من قصة نجاحنا، ولكن تلك الأبواب لا تشمل تسمية شوارع على اسم أعداء إسرائيل وقتلة إسرائيليين".
ومن جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً، قالت فيه: "ماذا يمكن أن نتوقع من نتنياهو إذا كانت تسمية شارع في جت باسم عرفات تثير حفيظته"، وأضافت الوزارة أن الزعيم "الراحل ياسر عرفات هو من وقّع مع الحكومة الإسرائيلية على اتفاقية أوسلو.. وعليه من المفترض ألا تكون تسمية شارع باسمه إشكالية لدى أحد الأطراف داخل إسرائيل".
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز