محاولة مستوطنين ذبح قرابين في المسجد الأقصى
مستوطنون متطرفون حاولوا ذبح قرابين في المسجد الأقصى ظهر اليوم، ومنعتهم شرطة الاحتلال، في ظل أجواء أمنية متوترة
تنفيذًا لتهديدات سابقة، حاول مستوطنون متطرفون من منظمات الهيكل المزعوم، ظهر اليوم، اقتحام المسجد الأقصى وذبْح قرابين الفصح العبري من جهة باب القطانين أحد أبواب الأقصى، فيما أخطرت قوات الاحتلال بهدم بناية سكنية فلسطينية جنوب المسجد، بينما أطلقت سراح جندي إسرائيلي قتل جريحا فلسطينيا بالخليل.
وأعلنت الناطقة باسم شرطة الاحتلال، لوبا السمري في بيان لها، أن مخبري الشرطة الإسرائيلية أوقفوا 4 شبان يهود، كانون يحملون "جديا" بينما كانوا في طريقهم لتقديمه أضحية كقربان لعيد الفصح، بعد قليل من اعتقال 3 مستوطنين آخرين.
وذكرت أن مجمل عدد المشتبهين الذين تم توقيفهم اليوم بمثل هذا الخصوص إلى 7 مشتبهين مع ضبط 3 من الجديان الذين تمت إحالتهم لممثلي مكتب وزارة الزراعة جنبا إلى جنب التحقيقات الجارية في مركز الشرطة مع كافة المشتبهين الموقوفين للتحقيق.
وقال مصدر مقدسي، إنهم شاهدوا اثنين من المستوطنين يحملون جديا قرب أحد أبواب المسجد الأقصى، قبل أن توقفهم شرطة الاحتلال.
كانت منظمة "عائدون إلى الهيكل" دعت إلى تقديم القرابين، فيما أسمته "جبل الهيكل"، المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى، ودعت لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال الفصح العبري، الذي يصل ذروته خلال الأيام الثلاثة القادمة.
في السياق ذاته، قالت مصادر إسرائيلية، إن قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية أصدرت ليلة أمس الخميس عدة أوامر إدارية تمنع عددا من المستوطنين دخول القدس، حتى انتهاء عيد الفصح العبري، بسبب معلومات تفيد نيتهم تقديم قرابين الفصح العبري خلال الأيام القادمة في المسجد الأقصى.
ويصادف اليوم الجمعة الموافق 22 أبريل، أول أيام "عيد الفصح" وتستمر احتفالات اليهود به على مدار ثمانية أيام، حيث يكون اليوم الأول والسابع من العيد يوميْ عطلة رسمية، لا يجوز فيهما العمل نهائياً، وفقاً للمعتقدات اليهودية.
واعتبر المركز الإعلامي للقدس هذا الأمر "نوعا من أنواع الخديعة الإسرائيلية، للتغطية على ممارسات المستوطنين ضد مئات المقدسيين والمقدسيات وأهل الداخل الذين أصدرت بحقهم أوامر منع دخول القدس والمسجد الأقصى لأسابيع وأشهر، بينما تقوم بترتيب الحماية للمقتحمين والمدنسين للمسجد الأقصى يومياً. وكان اتحاد منظمات "الهيكل" المزعوم قد طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بتوفير الأجواء والترتيبات لتنظيم احتفالية تقديم قرابين "الفصح" في المسجد الأقصى.
وتنشط تلك المنظمات في دعوات أنصارها لاقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي، وأداء الصلوات التلمودية، خلال عيد الفصح العبري، فيما تتسبّب احتفالاتهم في حائط البراق (الذي يطلق عليه الاحتلال حائط المبكى) في التشويش على صلوات المسلمين في المسجد الأقصى.
وبالتوازي مع تسهيل حركة المستوطنين في المسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به وسط القدس المحتلة، تتخذ سلطات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة ضد الفلسطينيين، حيث طالت منذ منتصف الاسبوع الماضي إلى اعتقال أكثر من مائة فلسطيني، من بينهم حوالي 20 مقدسياً اليوم.
وأخلت قوات الاحتلال المعتقلين المقدسيين اليوم بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة 15 يوماً، وهو القرار الذي اتخذه الاحتلال بحق عشرات المقدسيين منذ بداية الشهر الجاري في إطار تهيئة الأجواء لإحياء عيد الفصح في الأقصى.
وحذر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر كسواني من خطورة الأجواء في المسجد الأقصى ومحيطه جراء مخططات جماعات المستوطنين المتطرفين، المدعومين من حكومة نتنياهو المتطرفة.
وقال كسواني لبوابة "العين"، إن أجواء التوتر تسود ساحات الأقصى منذ ساعات فجر اليوم، وارتفعت وتيرتها خلال صلاة الجمعة، بعدما حاولت مجموعات من المستوطنين ذبح قرابين في المسجد، في تحدي سافر للمسلمين.
أوامر هدم
إلى ذلك، علّقت طواقم من بلدية الاحتلال في القدس، اليوم الجمعة، أمر هدم إداري لإحدى البنايات السكنية الفلسطينية في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، شرقي مدينة القدس المحتلة.
وقالت مصادر مقدسية، إن طواقم من بلدية الاحتلال بحماية قوات خاصة دهمت بناية حسين الزير، في ببلدة سلوان، بالقدس، وعلّقت أمر هدم إداري على بوّابتها، بحجة البناء بدون ترخيص.
وذكرت المصادر أن البناية مكونة من 4 طوابق، 2 منها مبنيان من قبل احتلال القدس، والآخران بنيا حديثاً. وكانت مخابرات الاحتلال والقوات الخاصة اقتحمت أمس البناية، وفتشتها وعبثت في محتوياته، واعتقلت أحد أبناء العائلة لاعتراضه على التفتيش.
وتُحاول "سلطة الآثار" الإسرائيلية وبلدية الاحتلال الاستيلاء على أرض المواطن خالد الزير التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 16 دونماً، بادّعاء وجود آثار فيها إلى جانب مخططات استغلالها لبناء حدائق توراتية عليها.
الإفراج عن قاتل الشريف
في سياقٍ آخر، أفرجت سلطات الاحتلال، اليوم الجمعة، عن الجندي ألاور ازيرا قاتل الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، في 24 مارس الماضي، بحجة المشاركة في عيد الفصح اليهودي.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فإن الإفراج عن الجندي القاتل تم صباح اليوم من داخل إحدى معسكرات الجيش الإسرائيلي الواقعة قرب مدينة تل أبيب، حيث كانت عائلته بانتظاره، لافتة إلى أن الجندي توجّه إلى منزل عائلته في مدينة الرملة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وسط استقبال حافل من المستوطنين الذي ردّدوا الشعارات المؤيدة له، فيما امتنع الجندي عن إدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام المتواجدة في المكان.
وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية، قد وجّهت الاثنين الماضي، تهمة "القتل غير العمد" للجندي الإسرائيلي الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف الشهر الماضي، وهو ملقى على الأرض. وجاء في لائحة الاتهام أن الجندي القاتل تقدّم بضع خطوات باتجاه الشريف، الذي كان مصابا على الأرض ولا يمثل أي خطر، وصوّب سلاحه إلى رأس الشريف وأطلق رصاصة من مسافة قصيرة، "دون وجود ضرورة عسكرية". ووثّق ناشط حقوقي فلسطيني قيام الجندي القتل وهو يطلق النار من مسافة قريبة مباشرة على رأس الجريح الشريف وهو ملقى على الأرض، وقتله متعمدا، عقب تنفيذه لعملية طعن برفقة الشهيد رمزي القصراوي، وأصيب خلالها أحد جنود الاحتلال بجراح متوسطة واستشهد الشابان، وسط مدينة الخليل .