زيارة الأقصى.. تسهيلات للمستوطنين قيود على الفلسطينيين
تسهّل سلطات الاحتلال بأجهزتها الأمنية والشرطية اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بينما تفرض قيودا مشددة على الفلسطينيين
اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، المسجدَ الأقصى، في وقتٍ كثّفت فيه قوات الاحتلال تهديداتها لمنظِّمي القوافل والرحلات للمسجد من فلسطينيي الداخل، وأصدرت المزيد من قرارات الإبعاد لآخرين عنه.
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، إن 28 مستوطنًا و48 عنصراً من مخابرات الاحتلال، اقتحموا على دفعات المسجدَ الأقصى عبر باب المغاربة، تحت حراسة مكثفة من قوات الاحتلال.
وذكر كسواني لبوابة "العين" أن المصلين تصدّوا للمقتحمين بهتافات التكبير، لافتا إلى أن هذا الشهر شهد زيادة لافتة في أعداد المقتحمين المستوطنين، حيث سجل اقتحام أكثر من 1114 مستوطنًا منذ مطلع شهر مارس الجاري.
وأشار إلى أن عمليات الاقتحام تتم عادة عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، فيما تكون المغادرة عبر باب السلسلة، فيما تجري عمليات الاقتحام على دفعتين صباحا ومساء، وأحيانا على أكثر من دفعة.
وأكد أن عمليات الاقتحام تحاول فرض الوجود اليهودي كأمر طبيعي مقابل وضوع قيود على وصول المصلين المسلمين من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، إضافة إلى إبعاد المزيد من المقدسيين أو فلسطيني الداخل عنه.
وقال كسواني إنه مقابل التسهيلات للمستوطنين، فإن قوات الاحتلال أبعدت 24 فلسطينيا، فيما وضعت قيودا على وصول من تقل أعمارهم عن 50 عامًا خلال فترة عيد المساخر اليهودي. وبحسب مصدر مقدسي، فإن أخطر ما سجل خلال شهر مارس هو عودة المتطرّف اليهودي الحاخام يهودا غليك، لاقتحام المسجد الأقصى، بحراسة مشدّدة من قبل شرطة الاحتلال والقوات الخاصة الإسرائيلية، عقب إبعاده عنه منذ عام 2014، إلى جانب زيادة أعداد المقتحمين، وتكرار محالة إقامة صلوات تلمودية، إضافة إلى عقد حفلات زفاف لليهود في باحات المسجد.
وفي إطار تضييقها على الرحلات التي ينظمها فلسطينيو الداخل للمسجد، استدعت شرطة الاحتلال خالد مسعود غنايم نجل العضو العربي في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي النائب مسعود غنايم .
وقال غنايم في بيان له، إن شرطة الاحتلال اتهمت نجله بتنظيم حافلات قوافل الأقصى لطلاب الجامعات.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن سلطات الاحتلال وجّهت تهديدات للعديد من أعضاء وناشطي الحركة الإسلامية داخل إسرائيل التي تم حظرها قبل عدة أشهر، من الاستمرار في تنظيم الرحلات والقوافل للمسجد الأقصى.
وأدانت الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي- في الداخل الفلسطيني المحتل، ما وصفتها بـ"الملاحقات السياسية الإسرائيلية الفاشية التي يتعرض لها كادرها الناشط في مشروع "قوافل الأقصى"، لتسيير الحافلات وشد الرحال من الداخل إلى المسجد الأقصى.
وأكدت الحركة في بيان لها اليوم الخمس تكرار الاستدعاءات والتحقيقات للشرطة الإسرائيلية مع عدد من أعضائها واتخاذها إجراءات، تعتبر ملاحقات سياسية ضدهم.
وأوضحت أن الإجراءات تشمل المنع من الوصول للقدس والمسجد الأقصى في الحافلات، فرض الإقامة المنزلية والأبعاد عن البلد والمسكن والتهديد بإخراج مؤسسات للحركة الإسلامية الجنوبية خارج القانون.
وأشارت إلى أن في آخر الملاحقات السياسية تم استدعاء الأخوين عبيدة راشد حسين من دير حنا، وخالد مسعود غنايم من سخنين، وهما طالبان في معهد التخنيون وجامعة حيفا، واللذان ينشطان في جمعية القلم الأكاديمية، ويسيران حافلات للطلاب الجامعيين من جامعتي حيفا إلى القدس والمسجد الأقصى.
وقد تم التحقيق وفرض الإقامة المنزلية على الطالب عبيدة راشد حسين لمدة ثلاثة أيام، وتم تهديده خلال التحقيق بالاعتقال والتلويح بحظر عمل جمعية القلم الأكاديمية وجمعية الأقصى. وأشارت إلى أنه تم توقيف عدد من سائقي الحافلات وتهديدهم بالاعتقال وحجز الحافلات.
يذكر أنه كانت وزارة الأمن قد صادرت أموالًا خاصة من الحساب البنكي لجمعية الأقصى قبل عدة أشهر بقرار من وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون. وطالبت الحركة الإسلامية في بيانها السلطات الإسرائيلية بالكفّ عن الملاحقات السياسية لكوادرها ولكافة القيادات والكوادر العربية في البلاد.
وشددت على أن إجراءات السلطة الإسرائيلية لن تمنعنا عن مواصلة مسيرتنا بالتمسك بحقنا في وطننا وأرضنا والمسجد الأقصى ومدينة القدس.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز