نيران المستوطنين في منزل دوابشة تؤجج غضب الفلسطينيين
جرائم المستوطنين تزيد الحريق المشتعل في الأراضي الفلسطينية وسط مخاوف من تداعياتها الخطيرة
جدد مسؤولون فلسطينيون دعوة المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لتوفير الحماية للشعبة الفلسطيني، خشية من تكرار اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين، خصوصًا في الضفة الغربية التي شهدت جريمةً حرق جديدة طالت منزل فلسطيني فجر اليوم.
وأقدم مجهولون يرجح على نطاق واسع أنهم مستوطنون، على إحراق منزل إبراهيم دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، وهو الشاهد الوحيد في إحراق مجموعة من المستوطنين نهاية شهر تموز الماضي منزل عائلة سعد دوابشة، فاستشهد الرجل وزوجته متأثرين بحروقهما البالغة فيما استشهد طفلهما علي فور وقوع الحريق.
وحمل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزرائه المسؤولية عن جريمة إحراق منزل الشاهد الوحيد على جريمة إحراق عائلة دوابشة.
وأضاف "بات من الواضح أن الاحتلال ماض أكثر في ارتكاب الجرائم، وفي محاولة إظهار أنه الضحية لا الجلاد".
وأشار عريقات في بيان، هذه جرائم حرب ضد مدنيين عزل، تتحمل حكومة الاحتلال مسؤوليتها مباشرة، لتقاعسها عن اعتقال المستوطنين الإرهابيين المستمرين في ارتكاب جرائمهم دون أي حسيب أو رادع.
وأدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، حرق المنزل، وقالت: "إن نظام الأبرتهايد الذي تمثله حكومة التطرف الإسرائيلية ومستوطنيها تتحمل كامل المسؤولية عن هذه الجريمة البشعة، والتي تأتي كنتيجة حتمية لاستفحال ثقافة العنف والتطرف والعنصرية والإرهاب القائمة على رفض الآخر وإنكار وجوده على الأرض وحقه بالحياة".
وأكدت عشراوي في بيان أن تصعيد العمليات الإرهابية المنظمة التي يمارسها المستوطنون المتطرفون تأتي بدعم مطلق من حكومة نتنياهو الفاشية التي توفر لهم الحماية في ظل غياب القانون والنظام القضائي النزيه والعادل وأليات الردع والمعاقبة، وتُعزز منطق الإفلات من العقاب والاستثنائية لمجرميها على حساب الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الجريمة وقالت، إن "عودة المستوطنين الإرهابيين إلى نفس المكان لتكرار تنفيذ جرائمهم، وإحراق منزل أحد أقرباء عائلة دوابشة، تحمل في طياتها عدة رسائل تنطوي على مخاطر حقيقية تهدد حياة الفلسطيني".
وأكدت الخارجية في بيان تلقت "بوابة العين" نسخة عنه، أن "جريمة حرق المنزل اليوم يمكن أن يتكرر وعلى نطاق أوسع، طالما بقي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المختصة في حالة غياب وصمت على تلك الجرائم ومنفذيها".
تحرك المجتمع الدولي
وطالبت حنان عشراوي المجتمع الدولي بسرعة التحرك لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتفعيل آليات إقرار نظام الحماية الدولية في مجلس الأمن الدولي.
ودعت عشراوي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية باتخاذ إجراءات عاجلة لردع قوة الاحتلال ومساءلتها ومحاسبتها على جرائمها، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني.
بدوره عبر عريقات عن أمله بتعجيل المجلس القضائي في محكمة الجنايات الدولية، البت في القضايا التي رفعت إليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي منها جريمة إحراق عائلة الدوابشة.
إحراق منزل سعد دوابشة لم يكن عفويًّا، وتكرار حرق منزل قريبه إبراهيم جاء في إطار تصعيد إسرائيلي ممنهج يقوده المستوطنون بدعم وغطاء واضحين من حكومة نتنياهو وفق المحلل السياسي د. أيمن أبو ناهية.
ويقول أبو ناهية لـ"بوابة العين"، حادثة الحرق اليوم، سيؤدي إلى تأجيج النيران المشتعلة التي اندلعت شراراتها بداية أكتوبر الماضي، على إثر الحرائق التي أشعلها المستوطنون في كل مكان من الضفة والقدس المحتلة.
وأشار المحلل السياسي إلى أن ما سماه "مسرحية محاكمة قتلة عائلة الطفل الشهيد الرضيع علي إثر حرق منزلهم وهم نيام نهاية تموز الماضي" تشجع المستوطنين لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين في ظل الجهاز التنفيذي الداعم، والبرلماني المشرعن، والقضائي المتواطئ مع اليمين المتطرف.
وبحسب أبو ناهية، فإن حرق المنزل سيكون له تداعيات على الموقف الفلسطيني الميداني، لافتًا إلى حالة الغضب العارم التي فجرها الحريق بين الفلسطينيين.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز