في عيد المساخر اليهودي تدفق مئات المستوطنين على الأماكن المقدسة في القدس والخليل ونابلس وسط حراسة مشددة من شرطة وجيش الاحتلال
تسود أجواء من التوتر المسجدين الأقصى، وسط مدينة القدس، والإبراهيمي وسط مدينة الخليل، بسبب اقتحام مئات المستوطنين المسجدين في مجموعات منذ ساعات الفجر الأولى لإحياء عيد "المساخر" اليهودي، وسط دعوات فلسطينية للتواجد في المسجدين والتصدي لاستفزازات المستوطنين.
واقتحم حوالي 90 مستوطناً متطرفاً المسجد الأقصى من باب المغاربة تحت حراسة مشددة من جهازي الشرطة والمخابرات الإسرائيليين.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحموا الأقصى، وطافوا في ساحاته، وحاولوا أداء طقوس تلمودية، قبل أن يتصدى لهم مئات الفلسطينيين المتواجدين داخل الأقصى منذ فجر اليوم.
وأشار المسؤول إلى إجراءات مشددة اتخذتها قوات وشرطة الاحتلال على بوابات المسجد الأقصى، عشية عيد "المساخر" اليهودي" لمنع الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاماً من دخول المسجد، تنفيذا لقرار عسكري اتخذته سلطات الاحتلال أمس.
وأكد المسؤول الفلسطيني، أن الأوقاف الإسلامية تقف على كامل جهوزيتها لأي حدث قد يطرأ في المسجد الأقصى خلال اقتحامات المستوطنين، مشيراً لنشر العشرات من حراس المسجد في ساحاته لمراقبة تحركات المستوطنين واستفزازاتهم في الأقصى.
وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت الإسرائيليين إلى تكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى خلال يومي عيد المساخر (اليوم وغدا).
ودعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين كلَّ من يستطيع شد الرحال إلى المسجد الأقصى وبخاصة من مدينة القدس وما حولها وفلسطينيي 48 إلى القيام بذلك، بهدف المرابطة فيه، وإعماره بالصلاة، "لتفويت الفرصة على من يريدون تدنيسه والاعتداء عليه، في ظل الإجراءات المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال ضده، وضد روّاده".
وأوضح حسين في بيانٍ تلقت بوابة "العين" نسخة عنه اليوم، "أن تلك الإجراءات التعسفية تأتي في سياق الحملة المسعورة لتهويد المدينة المقدسية بشكل مخطط له، وتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، وتغيير معالم المدينة العربية والإسلامية، وفرض أمر واقع جديد يحول دون وصول العرب والمسلمين إليها".
وناشد الأمتين العربية والإسلامية إلى بذل جهودهما لحماية الأقصى والقدس، ونصرتهما، "للحفاظ على طهارة المدينة المقدسة، ومنع محاولات التدنيس، والتزوير، والتهويد التي تجري في هذا الأوان على قدم وساق".
بدوره دعا رئيس الحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح، إلى النفير والرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، في ظل دعوات المستوطنين لاقتحامه بشكل مكثف.
وقال صلاح "عادت تهديدات صعاليك الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى جماعياً في الأيام القريبة القادمة خلال أعيادهم، فماذا نحن فاعلون؟".
اقتحام المسجد الإبراهيمي
ويشهد المسجد الإبراهيمي الواقع وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، هو الآخر عمليات اقتحام واسعة من قبل مئات المستوطنين منذ ساعات فجر اليوم، لإحياء شعائر عيد "المساخر" في المسجد الذي يزعم المستوطنون ملكيتهم لأرضه، ويعتبرونه ثاني أهم الأماكن المقدسة لهم بعد "الهيكل " المزعوم.
وتدفق المئات من المستوطنين إلى الساحات الخارجية للمسجد الابراهيمي، وقاموا بالغناء والرقص ومن ثم البكاء، وصرخوا بترانيم تلمودية تدعو إلى قتل العرب وطردهم من الديار، وبعدها بساعات اقتحموا ساحات المسجد الداخلية المخصصة للمسلمين بعد التقسيمات التي جرت عقب المجزرة عام 1994م.
إلى ذلك اقتحم عشرات المستوطنين، قبر "يوسف" شرق مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وأدوا طقوسا دينية في المنطقة التي يزعم الإسرائيليون أنها تضم قبر "يوسف" وهو ما ينفيه الفلسطينيون.
اقتحامات مجموعات المستوطنين المتطرفين للأماكن الثلاثة تتم بحراسات عسكرية وشرطية إسرائيلية مشددة، وسط غضب فلسطيني في المدن الفلسطينية الثلاثة التي تشهد إجراءات عسكرية مشددة لجيش الاحتلال منذ ساعات مساء أمس الثلاثاء.
وحدة للمستوطنين
وغير بعيد عن تصعيد المستوطنين المتصاعد في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في الضفة الغربية، بادرت مجموعة من المستوطنين لإنشاء وحدة شرطية تطوعية لمكافحة ما أسموه "استيلاء فلسطيني على أراضي مجمع غوش أدوميم" الاستيطاني" الواقع في القدس المحتلة.
يشار إلى أن ما يسمى "منتدى غلاف القدس"، أقامه مستوطنون من مستوطنات "كفار أدوميم، نوفي بورات، ألون ومتسبيه يريحو"، ويهدف إلى "التصدي للبناء الفلسطيني من قبل البدو في جانبي شارع رقم 1، بين معليه أدوميم وأريحا".
ويقول المنتدى، إنه سيتم تشغيل الوحدة الشرطية الجديدة والمباشرة بإجراء جولات ميدانيّة خلال عيد المساخر اليهودي، الذي يحل اليوم الأربعاء، وكذلك في نهاية الأسبوع المقبل، بينما يكون موظّفو "الإدارة المدنيّة" في عطلة الأعياد اليهودية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في عددها اليوم عن الناطق باسم المنتدى، أريك بن شمعون، أن الفلسطينيين استغلوا في العام الماضي، عطلة عيد المساخر لإنشاء 22 مبنى جاهزًا للبدو في عدة مواقع في المنطقة، وأشار إلى أن الجولات الميدانيّة أعدّت خصّيصًا لمنع تكرار مثل هذه الخطوات.
aXA6IDE4LjExOS4xMjEuMjM0IA== جزيرة ام اند امز