الخزافة الأردنية منال النشاش تحدت الصعاب التي واجهتها كمرأة لتمارس فن الخزف الذي تبرع فيه على المستويين المحلي والدولي
"مواقف الكون ينتج عنها مشاعر إنسانية لا نستطيع التجرد منها، والفنان يعكس هذه المشاعر في أعماله، وهو ما يظهر في نماذجي الطينية"، بهذه الكلمات بدأت فنانة الخزف الأردنية منال النشاش حوارها مع بوابة "العين" الإخبارية.
وقالت النشاش، إن لديها موهبة رسم الكاريكاتير وأيضًا كتابة الخط العربي، ولكن ميولها كانت واضحة تجاه فن الخزف الذي خطفها كليًّا لتركز كل جهودها عليه.
وأضافت النشاش "الإنسان هو جزء من هذا الكون العظيم الذي يحمل في طياته مواقف وردود فعل ينتج عنها مشاعر لا نستطيع التخلي عنها أو التجرد منها، والفنان بطبعه حساس لما حوله ومن خلال موهبته بالفن يعكس ما يشعر ويمر به من حالات، وخلال الطين أكون نماذج وأشكال تصف حالتي وتجسد ما يحيطني من أفكار".
وأوضحت النشاش "وجدت نفسي به، فالطين جزء من ذات الإنسان الذي خُلق منه، والعمل به يمنحني شعور رائع وراحة نفسية، وبعدما أنتهي من تكوين الأشكال التي أضع كل خيالي وطاقتي بها، أضعها جانبًا وأتأملها بعد فترة لأكتشف أنها تحمل ما كنت أفكر به من قضايا وهموم وأحيانًا حالات فرح".
وأكدت النشاش أنها اثبتت ذاتها في فن الخزف، وتجاوزت التحدي في كون هذا الفن يقتصر بالغالب على فئة الرجال، قائلة: "أبلغ من العمر 48 عامًا، ولي أكثر من 20 عامًا وأنا أمارس فن الخزف، ولا أجد أنني سأتوقف مع الوقت، فالفنان بعد فترة يصل إلى حالة إدمان مع الفن الذي يمارسه".
ولم تنكر النشاش التحديات التي واجهتها كامرأة في ممارسة فن الخزف، مؤكدة أنها "تأقلمت معها"، ولكن ذلك "بمساعدة اهلي لي وخاصة والدي وتشجيعه الدائم"، موضحة أن "الخزف مكلف ويحتاج إلى أدوات وفرن وحيز، وبالفعل الآن لي مشغلي الخاص".
ومن أهم التحديات التي واجهتها النشاش في مسيرتها الطويلة بفن الخزف، هي أن "أحد خطواته تتمثل في وضع القطعة الطينية داخل فرن تبلغ حرارته 1000 درجة مئوية، كما يوجد هنالك مرحلة انصهار المواد مثل الفضة والذهب وغيره"، معتبرة أنها "خطوات خطيرة، لكن الناتج الأخير يجعلني أنسى كل هذا التعب والخطر الذي يحيطني".
نجاحات
أشارت النشاش إلى أن أكثر ما يسعد الفنان هو رؤية الأعمال التي ابتكرها وأنتجها في معرض جماهيري ليسرد قصة كل عمل، لافتة إلى أنها حتى الآن عرضت أعمالها الخزفية في 15 معرضًا، إضافة إلى مشاركتها في معارض دولية.
وحصلت النشاش على عدة جوائز أهمها هي جائزة "سمبوزيوم" في مؤتمر النحت الدولي الصيني الثالث لعام 2011 من بين 12 فنان تم توثيقهم، حيث كانت الخزافة الأردنية هي المشاركة العربية الوحيدة من بين 122 دولة من العالم، وذلك بجانب حصولها على جائزة الإبداع من وزارة الثقافة الأردنية لعام 2002 في مجال النحت الخزفي.
ومؤخراَ، رشحت مبادرة المجتمعات الريادية "JEDCO"، مبادرة "فنون" التي أطلقتها النشاش على 3 مراحل كأفضل مبادرة تخدم المجتمع المحلي لعام 2016، حيث تسعى لتمكين السيدات عن طريق مجموعة من الورش لتعليم السيدات في المحافظات على فن النحت والخزف والرسم والفسيفساء والأقمشة وغيرهم.
أما عن مستقبل الخزافة الأردنية، تفكر النشاش في تطوير أعمالها والتسويق لها، مشيرة إلى أنها أنشأت مؤسسة "منال النشاش" عام 2007 لإنتاج وتدريب وتسويق الحرف والفنون، ولتكون مظلة لأعمالها الفنية العديدة ومشاركاتها العديدة في المعارض الفنية العربية والدولية.
الإرادة طريق النجاح
ووجهت النشاش حديثها إلى المرأة العربية والعالمية قائلة: "رسالتي لكل امرأة ألا تقف أمام الحدود التي يرسمها لها المجتمع، بل تتخطى العقبات؛ لأن الذات لها متطلبات تنعكس بشكل سلبي ومباشر على الحالة النفسية إذا تم تجاهلها".
وأضافت النشاش "وجدت نفسي في فن الخزف رغم صعوبته، كما أنه لا يوجد نساء في الأردن يمارسن فن الخزف، ولكن سأحاول تغيير الأفكار من خلال تدريب نساء على هذا الفن، وخاصة إن كان لديهن موهبة، حتى أساعد على صقل تلك الموهبة من خلال مبادرة فنون".
واختتمت النشاش حوارها مع بوابة "العين" قائلة: "اليوم المرأة لم تعد عاجزة عن الوصول لما تريد، فقد شاركت الرجل بأصعب المهن والأدوار وقادرة دومًا أن تتطور، ولكن أهم أداة للنجاح هي الإرادة لأنها السبيل الوحيد للوصول لما تريد".
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز