لغة الاقتصاد تهيمن على قمة روسيا الجزائر
قمة روسيا الجزائر تضمنت عشرات الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين مع تمرير عدد من الرسائل الدبلوماسية
غلب الطابع الاقتصادي، على زيارة الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال إلى روسيا، رغم تمرير بعض الرسائل السياسية والدبلوماسية إزاء عدد من القضايا الجهوية والدولية، خاصة ما يتعلق بالملف السوري وقضية الصحراء الغربية.
أجرى الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال محادثات مع نظيره الروسي ديميتري مدفيديف بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها منذ الثلاثاء إلى فيدرالية روسيا.
وشدد سلال في اللقاء على أن الجزائر كانت دائما محبة للسلم عبر العالم، قائلا "نحن اليوم مصدرين للسلم بالنظر إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الجزائر دون هوادة لتسوية النزاعات".
وعلّق سلال على الزيارة التي قام بها وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل والتي خلفت وراءها ردود فعل واسعة، بالقول إنها "تندرج في إطار هذا المنطق الرامي إلى التوصل لحلول سياسية للنزاعات التي تفرض نفسها حاليا عبر العالم".
ويأتي هذا التصريح على خلفية التأويلات التي رافقت زيارة مساهل، حيث اعتبر البعض أن الجزائر "اختارت معسكرها" في دعم المحور المؤيد لنظام بشار الأسد.
لكن مساهل نفسه أوضح عقب الزيارة أن علاقات بلاده جيدة مع كل الدول العربية بما فيها السعودية التي أشيع أن خلافات صامتة تجمع بلاده بها في الفترة الأخيرة.
وبعيدا عن الدبلوماسية، أبرز الوزير الأول الجزائري، استعداد الجزائر "لتعزيز الشراكة الاقتصادية" بين الجزائر وموسكو، لافتا إلى أن الجزائر تعتزم "تنويع الاقتصاد الوطني" للتحرر "نهائيا" من المحروقات.
أوضح سلال في هذا السياق، أن الجزائر تتوفر على "طاقات هامة في مجال الفلاحة"، داعيا في هذا السياق الطرف الروسي إلى "المشاركة في ترقية الشراكة في هذا القطاع".
وأشار إلى أن الجزائر "سطرت أولوياتها و هي الفلاحة و الصناعة"، مؤكدا على أن الجزائر تتوفر على "طاقات هامة كفيلة بتمكينه من تحقيق نتائج اقتصادية".
ويرافق الوزير الأول الجزائري في الزيارة حوالي 200 رجل أعمال جزائري موجود بموسكو حاليا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي.
اتفاق نووي بين الجزائر وروسيا
وبحسب وثيقة لوزارة الصناعة الجزائرية، حصلت بوابة "العين" الإخبارية على نسخة منها، فإن الجزائر وروسيا قد وقعتا على بروتوكول اتفاق في مجال الطاقة النووية للاستعمالات السلمية.
كما تضمن الاتفاق مشروع شراكة في الصناعة الميكانيكية لإنتاج عربات القطار بولاية عنابة أقصى شرقي البلاد، بالإضافة إلى إقامة شراكة في إنتاج رؤوس الحفارات التي تدخل في مختلف عمليات التنقيب.
وفي قطاع الصناعية الغذائية، ستتمكن الجزائر من تصدير خضار وفواكه طازجة لروسيا. كما تم التشاور على إقامة مشاريع شراكة في صناعة الأدوية والنسيج أيضا.
كما اتفق الجانبان على إقامة مشروع لإنتاج الحمض الفوسفوري بولاية سوق أهراس، والأسمدة الفوسفاتية بولاية سكيكدة، وكلاهما تقع شرق البلاد.
عدا عن ذلك، اتفقت روسيا والجزائر على إقامة مشروع إنتاج حمض الأمونياك بمنطقة الشرق الجزائري، إلى جانب التوقيع على اتفاقيات تعاون وشراكة في قطاعات المناجم و الجيولوجيا.
وفي مجال التكوين، خصصت روسيا 60 مقعدا لتكوين المهندسين الجزائريين على مستوى المعهد الروسي لموسكو وجامعة سانت بيترسبورغ.
كما تم التوقيع على عقود مساعدة و تقديم الدعم التقني و تبادل الخبرات في قطاع المناجم و الشراكة في البحث المنجمي وإعداد الخرائط الجيولوجية .
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA= جزيرة ام اند امز