كي مون يذكر أوروبا بالقانون الإنساني في أزمة المهاجرين
الأمين العام رأى أن "هذه السياسات تؤثر سلبا على واجبات الدول الأعضاء بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الأوروبي".
انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الخميس، تشديد البلدان الأوروبية سياساتها تجاه المهاجرين، في كلمة ألقاها أمام البرلمان النمساوي.
وقال بان "أنا قلق إزاء تبني البلدان الأوروبية اليوم سياسات تزداد تشددا تجاه الهجرة واللاجئين"، وذلك غداة تشديد فيينا قانون اللجوء على خلفية تصاعد شعبية اليمين المتطرف في البلاد.
ورأى الأمين العام أن "هذه السياسات تؤثر سلبا على واجبات الدول الأعضاء بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الأوروبي".
لكنه عبر من جهة أخرى عن "الإعجاب الكبير" بالموارد التي وفرتها الدولة والمؤسسات والمتطوعون في النمسا لاستقبال المهاجرين في الخريف الماضي.
وأضاف "أود الاعتقاد بأن النمسا ستواصل المساهمة في جهود الاتحاد الأوروبي في سبيل مقاربة تعاونية" في هذا الملف، مذكرا بأنه اضطر هو أيضا إلى الفرار عندما كان في السادسة إبان حرب الكوريتين.
وتاتي تصريحاته بعد يوم على تبني البرلمان النمساوي أحد أكثر قوانين اللجوء الأوروبية تشددا، فيما يجتهد قادة البلاد لوقف تصاعد اليمين المتطرف الذي يتصدر استطلاعات الانتخابات الرئاسية.
ويسمح مشروع القانون المثير للجدل، والذي حظي بتأييد 98 صوتا مقابل 67 صوتا، للحكومة باعلان "حالة الطوارئ" بشأن أزمة اللاجئين، ويتيح لها أيضا رفض معظم طالبي اللجوء حتى من دول تشهد نزاعات مثل سوريا، وذلك مباشرة عند الحدود.
وأدانت جماعات حقوقية وزعماء دينيون وأحزاب المعارضة هذا القانون، وهو الأحدث في سلسلة إجراءات متشددة ضد المهاجرين، مؤكدين أنه ينتهك مواثيق حقوق الإنسان الدولية.
وتلقت النمسا الواقعة بين طريقي المهاجرين الرئيسيين -- البلقان وايطاليا - نحو 90 ألف طلب لجوء في 2015، وهو الأعلى في الاتحاد نسبة إلى عدد السكان.
ووصل أكثر من مليون شخص فر معظمهم من العنف في سوريا والعراق وافغانستان، إلى أوروبا العام الماضي، ما تسبب بأسوأ ازمة مهاجرين في اوروبا منذ 1945.
وقام العديد منهم برحلة بحرية خطرة من تركيا إلى اليونان قبل أن يعبروا دول البلقان سيرا باتجاه شمال اوروبا. ولخفض تدفق المهاجرين أبرم الاتحاد الاوروبي مؤخرا اتفاقا مثيرا للجدل مع أنقرة يقضي بإعادة جميع المهاجرين "غير الشرعيين" الذين يصلون إلى اليونان بعد 20 مارس/آذار، إلى تركيا.
ورغم أن الاتفاق قاد إلى انخفاض كبير في أعداد الواصلين، إلا أن منظمة الهجرة الدولية حذرت الأسبوع الماضي من أن العدد "بدأ يرتفع مرة أخرى".
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg
جزيرة ام اند امز