النعيمي: الأزهر يقدم الخطاب الصحيح للإسلام ولا نقبل المزايدة عليه
الدكتور علي راشد النعيمي يؤكد أن مجلس حكماء المسلمين لا يصحح خطابًا دينيًّا، بل يقدم من خلال الأزهر، الخطاب الصحيح للإسلام
قال الدكتور علي راشد النعيمي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين إن "المجلس لا يصحح خطابًا دينيًّا، بل يقدم، من خلال الأزهر وفضيلة الإمام أحمد الطيب، الخطاب الصحيح للإسلام، والذي لا يُقبل المزايدة عليه".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده الدكتور علي راشد النعيمي، مع وكيل الأزهر دكتور عباس شومان، الخميس، عقب انتهاء اجتماع مغلق مع فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، بمقر مشيخة الأزهر، شرقي العاصمة القاهرة، بحضور الوفد المرافق للأمين العام لمجلس حكماء المسلمين ومستشار شيخ الأزهر محمد عبد السلام.
وقال الدكتور علي راشد النعيمي: "نحن لا نصحح خطابًا دينيًّا.. نحن نقدم من خلال الأزهر وفضيلة الإمام أحمد الطيب، الخطاب الصحيح للإسلام والذي لا نقبل المزايدة عليه، ونؤديه ونقوم به التزامًا بواجبنا الديني وليس استجابة لطلب من أحد".
وكشف الدكتور علي راشد النعيمي خلال المؤتمر الصحفي عن مجموعة من الجولات التي سيقوم بها شيخ الأزهر، ضمن جهود مجلس حكماء المسلمين، حيث تم اعتماد جولات الإمام الدكتور أحمد الطيب، منها زيارة إفريقية إلى نيجيريا ومالي والسنغال، يلتقي فيها القيادات السياسية والدينية وطلبة وأساتذة الجامعات في هذه الدول لتصحيح المفاهيم وتبني الخطاب الصحيح للإسلام.
وأضاف "ثم ستكون هناك أيضًا زيارة لفضيلة الإمام مع مجلس الحكماء إلى فرنسا".
وردًا على سؤال لبوابة "العين" حول دور مجلس حكماء المسلمين في مواجهة مساعي داعش لتجنيد عناصر جديدة من المقيمين في أوروبا، قال الدكتور علي راشد النعيمي إن "تنظيم داعش يختلف في عمله الإرهابي وتخطيطه عن الجماعات الأخرى، كما أنه اعتمد نهجًا غير مسبوق؛ حيث استخدم التكنولوجيا واستراتيجية الذئاب المنفردة، مستغلًا مشكلاتهم وأزماتهم فيعرض عليهم مبدأ "ضع الحزام الناسف هذا وستكون في الفردوس الأعلى مع الحور العين".
وأضاف "عندهم فراغ روحي وديني، لذا قد تُحدث هذه الأفكار تجاوبًا ويتم التجاوب معها، لكن الحمد لله تم تحجيم داعش، وهو لا يقدم فكرًا حتى نتحدث عنه.. نحن كنا في موقف الدفاع فيما يتعلق بالجماعات الإرهابية وكان هناك تقصير في المرحلة السابقة، لكن الحمد لله أصبح هناك وعي".
وتابع: نحن يجب أن نبادر ونقوم بعمل دور تحسيني بمجتمعاتنا.. ومجلس الحكماء أداة من الأدوات التي تخدم المسلمين في ذلك ومعه الأزهر الشريف وعدة مؤسسات في دول مختلفة تقوم بطرح موازٍ لداعش.
وشدد الدكتور علي راشد النعيمي على أن تنظيم داعش الإرهابي لا يقدم فكرًا ولكنه يقدم جرائم ما يسمى بإدارة التوحش ونقله فيما بعد إلى جماعات مثل بوكو حرام، واصفًا هذا الأمر بأنه "غير مسبوق وغير مبني على فكر".
وأوضح أن دور المجلس وقائي قائلًا: دورنا وقائي ونطرح فكرًا نحصّن به أبناء الأمة من الانخراط أو الاقتراب مما تطرحه داعش أو غيرها.
وحول تفاصيل اللقاء الذي جمعه بشيخ الأزهر لقرابة الـ 45 دقيقة، قال الدكتور علي راشد النعيمي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين: "لدينا مجموعة من القضايا المشتركة تم مناقشتها مع الإمام وأخذ توجيهاته، وسنرى ثمارها خلال الأشهر القادمة، وكلها تقع ضمن الأولويات فيما يتعلق بنشر قيم السلام وإبراز سماحة الإسلام ورحمته بين المسلمين، وتعريف غير المسلمين بهذه القيم والمبادئ الإسلامية".
وأوضح أنه تم "استعراض ما يقوم به مجلس الحكماء المسلمين من مشروعات ومبادرات، وبالذات ما سيتم خلال الفترة المقبلة".
ومشيدًا بالأزهر، قال الدكتور علي راشد النعيمي إن "الأزهر يعد منارة العلم وقلعة الإسلام، كما أن وقائع التاريخ ومستجدات العصر أثبتت أن الإسلام ينطلق في قوته من الأزهر، وأن المسلمين أينما أصابتهم مصيبة أو واجهتهم صعوبات وتحديات دائما كان الأزهر، وشيخ الأزهر، في مقدمة من يتولون الصدارة في مواجهتها وتبصير الأمة والعمل على جمع كلمتها والقيام بدور ريادي في تحصين الأمة".
وحول زيارته لمرصد الأزهر، أشاد الدكتور علي راشد النعيمي بالمرصد، قائلا إن "هذا المرصد متميز جدًّا، وما يقوم به متميز، فنحن كنا نعاني من أننا نقدم مبادرات وخطابًا ونتحدث وننظم مؤتمرات وندوات من دون أن نعرف ما يحدث في المحيط حولنا أو المحيط المؤثر علينا البعيد عنا، لكن ميزة المرصد أنه يرصد كل ما يتعلق بالإسلام ويقدم تصورًا واضحًا لفضيلة الإمام ولهيئة العلماء في الأزهر، ونستفيد في النهاية، ونكون على بينة مما يتم طرحه في الساحة فيما يتعلق بالإسلام، كي نستطيع توظيفه التوظيف الأمثل في بناء مبادراتنا ومشروعاتنا لخدمة الإسلام".
وأكد أهمية المرصد، قائلا إن "المنظمات الإرهابية وداعش استطاعت أن تقدم مبادرات سبقت الأجهزة الرسمية للدول في تبنّيها للطرح الإلكتروني واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت لتقديم خطابها بصورة متطورة ومتسارعة، لذا يمثل هذا المرصد سابقة؛ حيث استطاع أن يرصد كل ما يصدر من هؤلاء، وأن يتبنى أفكارًا وتوصيات ومقترحات قادرة على التعامل مع هذا التحدي التي عجزت كثير من الدول الرسمية عن مواجهته".
وعن القوافل التي أطلقت المرحلة الأولى منها قبل أيام، أوضح الدكتور علي راشد النعيمي أن شيخ الأزهر هو من ارتأى أن يسميها قوافل السلام لتصحيح المفاهيم والفكر، وهي تحمل فكرًا جيدًا مستنيرًا للدول التي تزورها، تحمل قيم التسامح والرحمة التي زرعها الإسلام في المسلمين، نافيًا أن تكون قوافل دعوية.
وكشف عن أن القافلة ستغطي 16 دولة من مختلف قارات العالم وفق برنامج محدد لاحتياجات المسلمين في هذه الدول، وكذلك وفق ما يشاع عن الإسلاموفوبيا.
وموجهًا حديثه للمصريين، قال الدكتور علي راشد النعيمي "أتشرف أن أنقل لكم تحية قيادة وشعب الإمارات لفضيلة الإمام الأكبر ولمشيخة الأزهر وكل أزهري، ولمصر قيادًة وشعبًا.. نحن في قارب واحد وجسد واحد نحمل نفس الهموم والتحديات.. سنكون معًا صفًا واحدًا في مواجهتها في كل عمل.. قادرين بتكاتف أن نصنع مستقبلاً مشرقًا".