لاجويا.. ظاهرة عكسها "الإيطاليون في المرآة"
في ندوة نقاش حول "العبقرية الإيطالية" في الأدب، قدم الكاتب نيكولا لاجويا، مقاربة نقدية لتطور الإبداع الأدبي في بلاده.
تحت شعار "الإيطاليون في المرآة"، نظمت جلسة حوارية، الخميس، على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة من 27 أبريل/نيسان الحالي إلى 3 مايو/أيار المقبل.
استضافت الجلسة شخصية شابة تقدمت الموجة الجديدة في الأدب والإعلام الإيطالي، ويتعلق الحدث بالكاتب والمعلق الإذاعي والناشط الفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، نيوكلا لاجويا، أحد الوجوه التي برزت ضمن إرهاصات السنوات الأخيرة من الأدب الإيطالي الحديث.
أدار النقاش الصحفي الإيطالي ستيفانو فيريتي، وكان يراد للجسلة أن تكون أكثر ثراءً لو لم يغِب عنها الكاتب والإعلامي الآخر، باولو دي باولو، في اللحظة الأخيرة لظروف خاصة.
نيكولا لاجويا الذي ولد في باري عام 1973، تحدث عن "العبقرية الإيطالية" في الأدب، وأبرز رغبة الجيل الجديد من المثقفين والكتاب في البلد المتوسطي، في ترقية وإثراء المشهد الثقافي على الرغم من إحجام أو تلكؤ الجهات الحكومية.
في رؤيته لتطور الأدب في بلاده، اعتبر أن إيطاليا فرخت أدباء موهوبين اجتمعت عندهم ملكات الشعر والكتابة الأدبية والصحفية والإخراج السينمائي، وضرب مثالًا على هذه الفئة الاستثنائية بالأديب الشهير بيير باولو بازوليني، غير أنه يعترف بأن الأدب الإيطالي سقط في التشاؤم منذ نحو 20 سنة خلت.
لا يخفي نيكولا لاجويا، الذي بدأ الكتابة الروائية في 2001، أن بلاده شهدت استفاقة أدبية في التسعينيات، لكنها كانت أقل غزارة مع بداية عام 2000، ويبدي ابتهاجه بما تعيشه إيطاليا اليوم من حركية وديناميكية أدبية جديدة.
يؤمن بضرورة دعم المكتبات المستقلة أو الخاصة التي تروج للكتاب والقراءة في إيطاليا، ويرى منافع لا حصر لها في زيادة انتشارها، ليس لأنها تساهم في تنامي المجتمعات القارئة فحسب، ولكن لإيمانه كذلك بوجود فرق بين المضمون الذي يوفره الإنترنت والخطاب الذي يتضمنه الكتاب المطبوع.
وذكر نيكولا لاجويا بالقانون الفرنسي الذي تفتقده روما، والذي يحمي المكتبات ويضمن أن تفتح مكتبة في المحل نفسه الذي أغلقت فيه أخرى، لكيلا يتحول مقر المكتبة ذاك، تحت أي ظرف، إلى متجر لبيع الأجهزة الإلكترونية أو الموبايلات على سبيل المثال.
لدى المتحدث قناعة مفادها، أنه لا يمكن أن يحب إيطاليا ولا ينتقدها في الوقت نفسه، لكنه يؤمن بضرورة أن يكون النقد بناء، ويعتقد أن مضمون النقاش الأدبي على الإنترنت، نقدي أكثر مقارنة بمستواه في الصحف المطبوعة، وهو ما أسهم برأيه في تراجع العنف الشفهي على الإنترنت، عما كان عليه قبل 4 أو 6 سنوات، كما أن النص أصبح من وجهة نظره أكثر تحررًا في الصحافة الإلكترونية.
ويرجع الكاتب الزخم الهائل الذي تفخر به اليوم المكتبة الإلكترونية، من أفلام وموسيقى ومدونات وقنوات للفنانين والسياسيين، إلى مستوى الحرية التي يشعر بها الناشر والمدون على الإنترنت مقارنة بقيود ربما يشعر بها في وسائل الإعلام المطبوع.
نيكولا لاجويا ختم جلسته الحوارية بالإجابة على أسئلة بعض الحاضرين، فانحرف بعضها بالنقاش نحو فوارق الكتابة الأدبية والسينمائية، روى على إثره الكاتب قصة الكاتب والمخرج السينمائي الشهير فيديروكو فيليني، الذي كتب قصة "دي ميراكل" أو المعجزة وعندما شاهدها وقد أخرجت فيلمًا سينمائيًّا، صاح غاضبًا: هذه ليست قصتي.
كان ذلك المثال الواقعي دليلًا، من وجهة نظر الكاتب، على مستوى التحريف الذي قد يطال الرواية الأدبية في حال جرى تحويلها إلى سيناريو فيلم سينمائي، ورأى بالمناسبة أن الكتابة للسينما قد تستغرق 6 أشهر لكن تأليف كتاب قد يستغرقه شخصيًّا 6 سنوات.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز