"تحديات كتاب الطفل" في ندوة بمهرجان الشارقة القرائي
كتاب متخصصون في أدب وثقافة الطفل يؤكدون خلال ندوة ثقافية بالشارقة القرائي أهمية ترجمة كتب الطفل العربية ودعمها نحو الانتشار عالمياً
أكد أدباء ومتخصصون في شؤون أدب وثقافة ومسرح الطفل أهمية العمل على قيام مؤسسات وطنية "فكرية ثقافية بحثية" فاعلة تأخذ على عاتقها مهمة طباعة وترجمة وتوزيع الكتب الموجهة للطفل لضمان انتشار متميز لهذه الكتب خارج المنطقة العربية، ودعمها على مستوى يتناسب مع تداوله على نطاق واسع.
جاء ذلك خلال ندوة "كتاب الطفل، تحديات الإنتاج والتداول» التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل 2016 في قاعة ملتقى الأدب، وذلك بمشاركة الدكتورة صباح عيسوي، والكاتبة الألمانية كريستينا فرنانديز، وأدارت الندوة الأديبة الإماراتية الهنوف محمد، بحضور عدد من متخصصين وكتاب أدب ومسرح الطفل، وجانب من الإعلاميين وضيوف المهرجان.
وبينت الدكتورة صباح عيسوي في حديثها أن أبرز التحديات التي تواجه صناعة كتاب الطفل تتمثل في 3 مجالات، أولها: طبيعة إنتاج الكتاب نفسه، من حيث التصميم، ورسوم الكتاب، والطباعة، والمجال الثاني فهم المجتمع لطبيعة الإنتاج وأهمية حضور الكتاب في حياة أبنائهم، والتفكير الجدي بحاجة الأسرة إلى الكتاب بقدر حاجتها إلى المستلزمات الضرورية الأخرى من طعام وشراب، والمجال الأخير هو اختلاف الرؤى بين المؤلف والناشر وما يترتب عليه.
وبينت الكاتبة الألمانية كرستينا فرنانديز أن المشكلات التي تثور مع دور النشر شكلت التحدي الأكبر أمام انتشار الكتب، لذلك، فكر الكثير من كتاب أدب الطفل بنشر كتبهم من خلال تكوين دور نشر صغيرة، يستطيعون بموجبها التحكم بنوعية الإنتاج، إضافة إلى -وهو الجانب الأهم- التحكم بالمحتوى وعدم الرضوخ لرغبات الناشر التي تتحكم أحياناً كثيرة بالرؤى، من أجل الموافقة على طباعة الكتاب للمؤلف.
وفي مداخلة لها على الندوة، قالت الكاتبة والشاعرة القطرية حصة العوضي تتوسع مشكلة الكتاب بعد الانتهاء منه إلى عدة أمور منها: أنه لا يوجد حرص على ترجمة الكتاب ونقله إلى لغة أخرى، بحيث يبقى حبيساً داخل البلد الأم، ويفوت فوائد كثيرة على المؤلف والناشر والحراك الثقافي كله، ومنها أن دور النشر الخارجية لا تطبع للمؤلف العربي، إضافة إلى عدم وجود جهات ثقافية كبرى تتوسط من أجل تقريب وجهات النظر، ولابد من قيام جهات فاعلة بتبني الموضوع، وسيعود بفائدة كبيرة على الجميع.
وتميزت الندوة الثانية التي أقيمت في قاعة ملتقى الكتاب بعنوان «تغذية الرضيع» بمعلومات صحية وطبية كبيرة في مجال تغذية الطفل، شارك فيها كل من: الدكتورة سندس العجرم، وفاطمة لينيد، وأدار الندوة الفنان محمد غباشي، تناولت الطرق الصحيحة لتغذية الرضيع ورضاعته، والمفاهيم الخاطئة حول التغذية، وعزوف الطفل عن الرضاعة، وأخطار ترك الرضاعة الطبيعية على تكوين الطفل مستقبلاً.
وبيّن المشاركون في الندوة ضرورة العمل على بذل الجهود من أجل قيام وعي كبير من قبل الأمهات قبل وبعد الحمل بأنواع وطرق تغذية الأطفال الرضع، وعدم قصْر ذلك على المعلومات المأخوذة من الأقارب أو الشبكة العنكبوتية، وأهمية استشارة الطبيب في حال عزوف الطفل عن الرضاعة لوجود مشكلات قد تكون جسمية، أو متعلقة بطريقة الإرضاع وتحتاج إلى توعية وتوجيه الأم، كما شهدت الندوة استفسارات كثيرة حول التربية والتغذية والوقاية من الأمراض والصحة العامة.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز