معركة الألعاب التعليمية وكتب الأطفال.. مَن المنتصر؟
أطفال يتهافتون على الألعاب وكأنهم في عرس، حاملين حقائب وأكياساً ملونة مكدسة بالألعاب الإلكترونية التعليمية.
يترك طفل في حوالي السابعة من عمره يد والدته، متوجهاً إلى صاحب إحدى المكتبات التعليمية ليسأل عن سعر لعبة تركيبية ملونة مليئة بالصور والحركة، فيما تحاول والدته شراء كتاب قصص مصورة له، إلا أنه يرفض باكياً.
هذا المشهد بطله طفل في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 26، حيث الإقبال على الألعاب على حساب الكتب، في الركن المخصص للأطفال والمليء بكل ما هو بديع.
أطفال يتهافتون على الألعاب وكأنهم في عرس، حاملين حقائب وأكياساً ملونة مكدسة بالألعاب الإلكترونية التعليمية.. ولكن لماذا كل هذا الإقبال وتنحية الكتاب الورقي جانباً؟
في "قرطاسية الخيمة"، وهي شركة وطنية إماراتية، يعتقد علي محمد ناصر، مسؤول الفرع في المعرض، أن تهافت الأطفال على الألعاب يبلغ ذروته، ولا سيما من عمر الـ 6 إلى 10 سنوات، كونها (الألعاب) أكثر إقناعاً، ومن الطبيعي أن يقبل الطفل على ما هو مختلف وملون وملموس، وهذا ليس خطأً طبعاً.
ويضيف علي لبوابة العين: "نركز في مناهجنا على تعليم القيم الإسلامية الصحيحة، ومراعاة السلوكيات العامة، عبر وسائل تعليمية مدروسة جيداً، ولجان أكاديمية، علماً أن روضات ومدارس الدولة تستعين بمنتجاتنا أيضاً".
فيما يقول محمد محيي، صاحب إحدى مكتبات الأطفال في معرض أبوظبي للكتاب، إن الألوان والحروف النافرة والشخصيات المحببة الكرتونية الشهيرة، كلها وسائل تساعد على تنمية معارف ومدارك الطفل.
ويبيع محيي في مكتبة "المنارة لتجارة المستلزمات التعليمية / عالم التعليم المرح"، العديد من الألعاب التي تعلم الطفل اللغة العربية والإنكليزية والعلوم والرياضيات وغيرها، وسواها من الكتب القليلة، كونها تُباع بنسبة أقل، كما هو ملاحظ.
وفي "دار ربيع للنشر" يرى المشرف عليه في المعرض أن مهمة المنتجات إنشاء جيل جديد، عبر دمى تفاعلية لتقوية شخصية الطفل، وتنمية مهارات التحدث والإنصات والتحدثة والتواصل.
ويضيف أمجد ترجمان لبوابة العين: "قراءة الكتب مفيدة للطفل، لكن يجب تقديم القراءة بطريقة مختلفة نوعاً ما، وإدخال الصور عليها والكثير من الحركة، نتيحة سيطرة التكنولوجيا ووسائل التواصل على المشهد".
ويمكن التركيز على الشخصيات التي تعلم سلوكيات تجمع كل دول العالم، ولا تتعلق ببلد معين دون سواه، أو تقديم منتجات ثنائية اللغة مواكبة للعصر الرقمي تفتح شهية الطفل على كل ما هو جديد عبر وسائط حديثة.
وتتعدد ألعاب الطفل التي قد تهدد الكتب بشكل أو بآخر، ويمكن الاستعانة بفنون أخرى مثل اللعب بالرمل والمسرح التفاعلي وسينما الطفل، بحسب مصطفى صالح، مسؤول مكتبة "طيور الجنة".
مشهد الطفل نفسه يتكرر في دور نشر ومكتبات تعليمية أخرى في المعرض، مع عشرات الأطفال الآخرين، الذين يبدون غير مهتمين بأوراق الكتب رغم ألوانها الباهية.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA= جزيرة ام اند امز