فنزويلا .. دولة على شفير الانتحار
حدة الأزمة السياسية التي تعيشها فنزويلا، تصاعدت على نحو سريع بشكل بات يهدد الدولة اللاتينية بالفوضى، بل وربما شفير الانتحار.
تصاعدت حدة الأزمة السياسية التي تعيشها فنزويلا، على نحو سريع، بشكل بات يهدد الدولة اللاتينية بالانزلاق نحو الفوضى، بل وربما شفير الانتحار.
وتحول التذمر جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية إلى غضب عارم يجتاح مختلف أنحاء البلاد، ووصل إلى جمع أكثر من مليوني توقيع للدعوة للاستفتاء على الرئيس "نيكولاس مادورو".
سيناريو نشر الفوضى في فنزويلا، بات متوقعًا في ظل الأوضاع الميدانية المتفاقمة، إذ تحولت شوارع العاصمة كاراكاس إلى ما يشبه ساحة حروب شوارع، تقام فيها المتاريس وتشتعل فيها النيران في إطارات السيارات، فضلًا عن أعمال سلب ونهب طالت عددا من المحال والمراكز التجارية والبنوك.
ودفعت وزارة الداخلية بالآلاف من قواتها إلى الشوارع في المدن الملتهبة للسيطرة على الوضع الأمني المتدهور، فيما تم اعتقال العشرات من مرتكبي أعمال الشغب.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من ألف شخص، من مرتكبي أعمال السلب والنهب في "كاراكاس"، "ماراكايبو"، "كورو"، "ميريدا" و"كوروني" بعد ليلة أعمال الشغب التي تضررت فيها عشرات الشركات والمحال والمراكز التجارية.
وبين ليلة وضحاها تحولت الأزمة الاقتصادية التي كانت تعاني منها فنزويلا، والمتمثلة في هبوط قيمة البوليفار، العملة الرسمية للبلاد، وارتفاع التضخم بشكل كبير، إلى أخرى سياسية، تهدد الأمن القومي للبلاد، إذ استمر التصعيد في الشارع، والمواجهة بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وتواجه البلاد أزمة كهرباء، اتخذت الحكومة الفنزويلية، على إثرها عدة إجراءات، من بينها تخفيض أيام العمل في الأسبوع إلى أربعة أيام فقط، إضافة إلى تخفيف الأحمال الكهربائية على المدن المختلفة بواقع 4 ساعات يوميا لكل مدينة.
لكن الأزمة الاقتصادية، التي تفاقمت عقب هبوط قيمة البوليفار بنحو 98% مقابل الدولار في السوق السوداء، لم تكن وحدها الدافع وراء خروج الفنزويليين، فهناك سيناريو آخر يدور خلف الكواليس، كشف عنه الرئيس مادورو، وهو محاولات الخصوم السياسيين تأجيج غضب الشعب، وإقناعه أن الحكومة عاجزة عن السيطرة على مقاليد الأمور.
ورغم دعوات "مادورو"، التي وجهها للشعب الفنزويلي إلى التحلي بالصبر والصمود والتكاتف حتى تتجاوز البلاد أزمتها الحالية الخانقة، وعدم السماح لأعداء فنزويلا باستغلال الوضع لنشر الخراب والفوضى وأعمال القتل والدماء، غير أن المعارضة الفنزويلية وجدت مبتغاها، في تلك التظاهرات.
وأعلنت المعارضة الفنزويلية، أمس، في تصريحات صحفية، أنها قدمت مليونا و850 ألف توقيع إلى السلطة المشرفة على الانتخابات في البلاد، الاثنين، في إطار محاولة للدعوة لاستفتاء على بقاء الرئيس نيكولاس مادورو.
ويتعين على الهيئة الانتخابية الآن التحقق من صحة التوقيعات قبل السماح للمعارضة بجمع 20 % أخرى أو نحو أربعة ملايين توقيع لتتم الدعوة رسميا لاستفتاء.
وأقسم مادورو أن أحدا لن يجبره على ترك منصبه قبل انتهاء ولايته في 2019، ويتهم المعارضة بالسعي بتأجيج التضخم وإخفاء السلع النادرة.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، رفع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ليل السبت - الأحد الأدنى للأجور 30%، وهي الزيادة الثانية عشرة منذ انتخابه رئيسا للبلاد في أبريل/ نيسان 2013 بعد وفاة سلفه هوجو تشافيز.
وبداية من أول مايو/ أيار سيقفز الحد الأدنى للأجور إلى 15051بوليفار شهريا وهو ما يساوى 1505 دولارات بأقوى سعر صرف رسمي.
يأتي هذا في ظل وضع اقتصادي صعب تمر به فنزويلا، وربما تدفع هذه المحاولة الشعب للاستمرار في رفع سقف مطالبه، بينما تستمر مساع الرئيس الفنزويلي في احتواء الموقف، مما يزيد الأعباء الاقتصادية على البلاد، ويجعلها على شفا انتحار فعلي.