والفنانة نيروز الطنبولي كانت من بين العارضين الذين أثبتوا فرادة فكرتهم التي تعكس الثقافة والهوية ودعم عام القراءة.
نخبة من المبدعين والفنانين والكتاب وجدوا في الدورة الأخيرة لمعرض أبوظبي للكتاب مساحة حرة لتقديم أعمالهم وابتكاراتهم.
وكما حرصت دور النشر والمؤسسات الثقافية بمختلف توجهاتها على التواجد في دورة هذا العام، حرص كثير من الفنانين على التواجد لعرض أعمالهم الفنية المميزة، والتي دائماً ما نجد بينها أفكاراً تعكس الثقافة المجتمعية المبنية على ثقافة العطاء.
وكانت الفنانة نيروز الطنبولي من بين العارضين الذين أثبتوا فرادة فكرتهم التي تعكس الثقافة والهوية ودعم عام القراءة، فحرصت على توفير كتاب مخصص للأطفال المكفوفين من أجل أن ينضموا لقافلة القراءة.
وقامت الرسامة والكاتبة نيروز الطنبولي بابتكار فكرة جديدة هدفها جمع الطفل المبصر والطفل الكفيف للتعلم معاً، وعلى الكتاب نفسه، فيشاهد المبصر بداعة ألوانه ويلامس الكفيف تفاصيل قصته.
ألوان وملامح ملموسة
قامت الفكرة الجديدة من نوعها على أعمال الكولاّج بخاماته المختلفة التي تستخدمها الطنبولي لإنتاج الكتب بالإضافة إلى استخدام لغة "برايل" الخاصة بالمكفوفين، بالألوان والخامات المحببة للأطفال.
وتقول الطنبولي في حوارها مع "بوابة العين" إنها وجهت أعمالها في بادئ الأمر للأطفال العاديين، لكن استخدامها للخامات المحسوسة في الأعمال جذبت الأطفال المكفوفين ليشعروا بالقصة ويعيشوا أجواءها تماماً كما الأطفال العاديين، ومن هنا انطلقت فكرتها في محاولة توفير قصص وكتب تجمع المكفوفين والمبصرين في مكان واحد للقراءة والتعلم والمرح.
وشاركت الطنبولي في معرض أبو ظبي للكتاب أربعة مرات متعاقبة على مدار السنوات الماضية في قسم الفنانين محاولة أن تلفت أنظار الجهات والمؤسسات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين، لتثبت أن قصص المكفوفين لا تنحصر على صفحات بيضاء مليئة بالنقاط لا تفاعل فيها.
كما أوضحت الطنبولي التي تحث على تعليم لغة "برايل"، أن المكفوفين مستويات، ومنهم الطفل ضعيف الرؤية والذي يستطيع أن يقتفى أثر الألوان في بعض الأشياء، وهو يستحق أن يشاهد قصصاً مليئة بالألوان وإن كان غير مبصر بنسبة كاملة.
وتشارك الطنبولي بورشات عمل للأطفال في زاويتها الخاصة بمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب لتعلمهم كيفية التعايش مع الطفل الكفيف، فتغمض أعينهم في محاولة أن يعيشوا دور الكفيف ويشعروا بالأعمال دون رؤيتها.
كما وضحت أن هذه الفكرة تنمي من القدرات العقلية للطفل العادي، الذي يتخلى عن قدرته على الإبصار في هذه التجربة ليستخدم حواس أخرى وقوة تركيز أكبر خاصة إن تعلق الأمر بالعدد والمسافات.
من جهة أخرى، قالت الطنبولي إن بعض الأطفال والشباب أصّروا على تعلم لغة برايل بعد أن خاضوا معها هذه التجربة وأحبّوا فكرة التعلم مع الكفيف ليشعر بأنه على نفس المستوى من العاديين، وذلك ليستطيعوا مساعدة الكفيف ومن أجل نشر الوعي بأهمية اللغة وأهمية المساواة في إنتاج الأعمال الإبداعية للفئتين.
وأنجزت الطنبولي 18 عملاً نشر منها عمل واحد فقط، وتحاول أن تنشر فكرتها أكثر من خلال ورش تقدمها في المدارس آملة أن يقبل عام 2020 الذي سيكون عاماً للسعادة، محققاً السعادة للجميع من بينهم الأطفال المكفوفين في العالم.
مشروع يحتاج إلى رعاية
من جهته، قال "محمد نور الدين" المدير العام لدار نبطي للنشر، الذي أشرف على نشر مؤلف نيروز الطنبولي بالتعاون مع "مطبعة الأمل" التي يذهب ريعها لذوي الاحتياجات الخاصة، إن عمل الطنبولي ليس مجرد قصة يشترك في قراءتها طفل مكفوف وآخر مبصر، بل هي مشروع ناشئ يحتاج إلى رعاية أكبر ليظهر في طليعة المشاريع التي تدعم القراءة وتدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
والفكرة جاءت تماشيا مع عام القراءة وغرس القراءة في الجيل الجديد، في محاولة تحقيق ذلك للجميع، من بينهم المكفوفين. ولكن المشروع مازال يحتاج لدعم أكبر من جهات أخرى مختلفة، وذلك لتعدد أبعاده وتنوعها.
وختمت الطنبولي صاحبة فكرة مشروع القراءة سوياً بين المكفوف والمبصر، بأن معرضها هو تحية لكل أطفال العالم، وأضافت إليه فكرة التقبل للآخر مهما كانت ثقافته مختلفة أو حالته، لهذا اختارت اسمه وفقا لذلك " معرض – تحية لأطفال العالم".
واستطاعت الطنبولي من خلال معرضها أن تعبّر عن التسامح والحب والعطاء الذي يبدأ منذ الصغر، باحتواء الآخر مهما كانت حالته تبدو مختلفة عنه.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OSA= جزيرة ام اند امز