عمدة لندن.. معركة نجل ملياردير يهودي وابن سائق مسلم
فوز حزب "العمال" سيشكل ضربة لحزب "المحافظين"، ولكن ربما يساعد في حملة رئيس الوزراء لإبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي
يتوجه سكان لندن، الخميس، إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب عمدة جديد في سباق شرس، يتبارى فيه ابن ملياردير يهودي ضد ابن سائق حافلة مسلم، يمثل اختبارا انتخابيا لحزب "المحافظين" الحاكم قبيل الاستفتاء على بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي.
فخسارة مرشح حزب "المحافظين"، زاك غولدسميث، ستشكل نكسة لحزب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، إلا أنها ربما تساعده أيضا في حملته لإبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، قبل أقل من شهرين من الاستفتاء المقرر في 23 يونيو/ حزيران المقبل، بالنظر إلى أن غولدسميث، وهو واحد من أغنى السياسيين في المملكة المتحدة، يؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد، ويقول إنه سيفيد لندن.
أما صادق خان، مرشح حزب "العمال"، المعارض الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه المفضل لدى لناخبين، فيؤيد وجهة نظر كاميرون بأن مغادرة الاتحاد الأوروبي، ربما تهدد اقتصاد لندن.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوجوف" لاستطلاعات الرأي أواخر إبريل/ نيسان الماضي، تقدم خان عن أقرب منافسيه غولدسميث بفارق 20%، مدعوما بتراجع شعبية الحزب الحاكم، وزيادة حظوظ زعيم حزب "العمال" الجديد، جيريمي كوربين.
وعلى نحو تقليدي، كانت لندن معقلا لحزب "العمال"، حيث يمثل نواب الحزب ما يقرب من ثلثي الدوائر الانتخابية في المدينة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ازدادت المعركة ضراوة بين غولدسميث (41 عاما)، وهو من أصل يهودي، ومنافسه خان، (45 عاما)، وهو مسلم، وكلا الرجلين من أعضاء البرلمان عن دوائر انتخابية في لندن.
وهاجم غولدسميث خان، واتهمه بالظهور مع من وصفهم بالمتطرفين، وحذّر في مقال نشرته صحيفة "ديلي ميل" من انتخاب مرشح العمال المسلم صادق خان وتسليم أعظم عواصم العالم إلى من يرى أن الإرهابيين أصدقاؤه المقربون، على حد وصفه، واضعًا صورة من تفجيرات لندن عام 2005.
ودعم كاميرون، اتهامات غولدسميث، إذا قال أثناء حديث له في مجلس العموم (البرلمان البريطاني)، إن "خان شارك منصة الحديث ذاتها مع رجل دين متشدد يدعى سليمان جاني، لتسع مرات"، متهما الأخير بدعم تنظيم "داعش".
وفي المقابل، رد خان، بالقول إنه قضى سنوات محاربة التطرف، واتهم خصمه بإدارة حملة سلبية تركز على الهجمات الشخصية، بدلا من مشاكل ساكني لندن التي ركزت عليها حملته الانتخابية، كانخفاض عدد العقارات وارتفاع الإيجارات وقلة فرص العمل وتحسين وسائل المواصلات، إضافة إلى خفض مستوى الجريمة.
وينحدر خان من أسرة باكستانية مسلمة هاجرت إلى بريطانيا في ستينيات القرن الماضي، وعمل والده سائق حافلات، وتلقى تعليمه بالمدارس الحكومية وحصل على منحة دراسية لتفوقه الدراسي حيث درس القانون ليصبح محاميا لحقوق الإنسان.
وتمكن خان خلال انتخابات 2005 من الفوز بمقعد في مجلس العموم البريطاني عن دائرة "توتيتج"، كما شغل منصب وزير المواصلات في حكومة حزب العمال السابقة.
ووفقا لاستطلاعات الرأي، يعتقد الناخبون أن القضايا الرئيسية هي السكن والنقل، أما مسألة بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي ذات أهمية أقل للناخبين، باستثناء مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في لندن، ويحق لهم التصويت في الانتخابات البلدية، على الرغم من أن معظمهم لا يحق له التصويت في الاستفتاء.
ويبدو أن "الكل يخضع للرهان"، حسبما يعتقد جو تويمان، رئيس قسم الأبحاث السياسية لمنطقة أوروبا في مؤسسة "يوغوف"، الذي أجرى استطلاع للرأي في أواخر إبريل/ نيسان الماضي، أظهر أن أكثر من نصف سكان لندن يفضلون البقاء في الاتحاد الأوروبي.
بينما يرى تيم بيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "الملكة ماري" بلندن، أنه "فيما يتعلق باستفتاء الاتحاد الأوروبي، ليس بالضرورة أمرا سيئا بالنسبة للكاميرون ألا ينتصر متشكك تجاه الاتحاد الأوروبي".
ورغم تصدر خان استطلاعات الرأي في لندن، ربما يتكبد حزب "العمال" خسائر في العديد من الانتخابات المحلية الأخرى التي ستجرى في نفس اليوم.
ومن الواضح أن المقاعد ستكون متاحة للجميع غدا الخميس، في أكثر من 100 مجلس محلي، وانتخابات بلدية في العديد من المدن الأخرى وفي الدوائر الانتخابية البرلمانية الأسكتلندية.
ومن شأن أي خسارة كبيرة لحزب "العمال"، أن تضر بموقف زعيمه جيريمي كوربين، الذي أثار انقساما في صفوف الحزب، منذ تولى قيادته في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وبينما قال كوربين الثلاثاء، إنه يتوقع أن حزبه لن يخسر مقاعد في الانتخابات المحلية، قال كاميرون عن انتخابات عمدة لندن، إن التصويت الوحيد الذي يهم هو الذي سيجري يوم الخميس.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز