السياحة المصرية تواجه الظروف الإقليمية والمنافسة العالمية
بعد تراجع الدخل السياحي 60% في الربع الأول
السياحة العالمية عامة، والمصرية بشكل خاص تواجه تحديات عدة، متمثلة في الظروف الإقليمية التي ألحقت بالقطاع السياحي أضراراً كبيرة
تواجه السياحة العالمية عامة، والمصرية بشكل خاص تحديات عدة، متمثلة في الظروف الإقليمية التي ألحقت بالقطاع السياحي أضراراً اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي الذي ألقى بظلاله على القوة الشرائية للعديد من مواطني كل الدول.
وأيضا ظروف الحرب على الإرهاب في سيناء، والأحداث الأخيرة الخاصة بسقوط الطائرة الروسية.
وقال يحيى راشد، وزير السياحة المصري، إن الدخل السياحي انخفض بنسبة 60% في الربع الأول، من العام الحالي 2016، مؤكدا على العمل وفق خطة طموحة لجذب السياحة مرة أخرى.
وأضاف راشد في مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء، أن الوزارة تتجاوب مع الصحافة الأجنبية، لشرح الصورة المصرية والسياحة المصرية، قائلا: "لا يوجد موعد محدد لعودة السياحة الروسية، وسنطرق كافة الأبواب لتعديل مسار السياحة بصفة عامة. "
وأشار وزير السياحة إلى أن الوزارة تحاول أن تفتح على أسواق سياحية لا يوجد حظر عليها، حتى يتسنى أن يكون هناك قدرة تنافسية أكبر، لافتا إلى خطة عودة السياحة مدعمة بخطة طيران، مضيفاً أن هناك خطة سياحة للخليج العربي وتم الإعلان عنها بالتعاون مع بعض شركات الطيران لجذب أكبر عدد ممكن من السياحة العربية خلال فترة رمضان وما بعد رمضان.
وكانت مصر استقبلت في عام 2010 أكثر من 14.7 مليون سائح قبل أن يتراجع العدد إلى 9.8 مليون في 2011، وفي عام 2012 زاد عدد السياح إلى 11.5 مليون سائح قبل أن يتراجع مجددًا في 2013
وتلقت السياحة في مصر ضربات قاسية العام الماضي، كان أبرزها حادث مقتل سائحين مكسيكيين في الواحات في سبتمبر/ أيلول، وتحذيرات بعض الدول من السفر عبر سيناء، وحادث إسقاط طائرة ركاب روسية في أكتوبر/ تشرين الأول.
وكان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل قد أعلن في مارس آذار الماضي في مقابلة تلفزيونية، أن إيرادات السياحة المصرية تراجعت نحو 1.3 مليار دولار منذ تحطم الطائرة الروسية في سيناء العام الماضي.
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد وقتها، أن من أسقطوا الطائرة الروسية التي تحطمت بسيناء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانوا يهدفون إلى تدمير السياحة والعلاقات مع روسيا.. ولقي 224 شخصًا كانوا على متن الطائرة حتفهم.
وقال إسماعيل وقتها : "تأثرنا بحوالي 1.2 أو 1.3 مليار دولار إيرادات لم تأت".
وتعد مصر من أبرز الوجهات والأماكن السياحية في العالم، وتتركز المنتجعات السياحية في مصر على شواطئ البحر الأحمر بمدن الغردقة والجونة وشرم الشيخ ودهب وخليج نعمة ورأس سدر وسهل حشيش والعين السخنة، بينما تنشط المنتجعات على سواحل البحر الأبيض المتوسط في مناطق الساحل الشمالي والإسكندرية ومرسى مطروح، التي تتنوع أنشطتها السياحية بين الترفيهية والرياضية وسياحة المهرجانات والحفلات الغنائية لكبار نجوم الوطن العربي والعالم أحيانا.
وقال ماجد القاضي مستشار غرفة السياحة وعضو مجلس إدارة المجمع السياحي بالبحر الأحمر في حديث لبوابة " العين" الإخبارية، إن منتجعات البحر الأحمر تعمل على قدم وساق للاستعداد لاستقبال أكبر عدد من الزائرين المحليين هذا الموسم، عن طريق البرامج الجاذبة من حيث الأسعار والمنتجعات، متوقعا عدم زيادة نسبة إشغالات السياحة القادمة من أوروبا عن 40% في ذروة الموسم السياحي.
ويرى بعض الخبراء والمرشدين السياحين أن مصر تحتاج إلى أفكار مبتكرة لتنشيط السياحة وجذب نوع مختلف من السياح، وأكد المرشد السياحي الطيب عبدالله في حديث سابق له لبوابة " العين" الإلكترونية أنه لا بد من تغيير الفكر القديم لشركات السياحة المصرية، وتطوير البرامج المقدمة للسياح، ووضع أفكار جديدة لجلب الأجانب من كل دول العالم.
وتطرق قائلا إن مصر تفتقد للسياحة الريفية، فمن الممكن أن نجلب السياح ونوفر لهم مقرات للإقامة في قرى ريفية بالأقصر أو أسوان على سبيل المثال لمشاهدة التراث المصري، ومن ثم جذب السياح الأجانب
وتحدث الطيب عن فكرة التنوع في البرامج كواحد من أهم عوامل جذب السياح، إذ أن هناك أكثر من 150 موقعا أثريا على مستوي الجمهورية، لكن شركات السياحة لا تستغل ذلك الاستغلال الأمثل