وزير الدولة لشؤون الدفاع: قواتنا باليمن تدافع عن العدل والشرعية
وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع، يؤكد أن القوات المسلحة تتواجد في اليمن للدفاع عن العدل والشرعية ضد محاولة اختطاف الدولة اليمنية
وجّه وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع، محمد بن أحمد البواردي، كلمة عبر مجلة "درع الوطن"، بمناسبة الذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة، تناول فيها عدد من المواضيع.
.. وفيما يلي نص الكلمة:
"لقد كان يوم توحيد القوات المسلحة ولا يزال، يوما مشهودا في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ففي هذا اليوم السادس من مايو عام 1976، التقت إرادة الإمارات السبع على توحيد قواتها المسلحة، تحت قيادة واحدة من منطلق إيمان الآباء المؤسسين، بأن عقد الاتحاد لا يكتمل إلا بوجود قوات مسلحة موحدة، تتجه نحو هدف واحد وترفع راية واحدة، وتمثل قوة ردع تحمي المكتسبات وتصون أمن الوطن وتدافع عن حياضه أمام أي محاولة للنيل منه أو تهديد مسيرته إلى الأمام.
وعلى مدى السنوات الماضية، أثبتت قواتنا المسلحة أنها حصن الإمارات الحصين، ومصنع الرجال الأقوياء المستعدين دائما للدفاع عن وطنهم بكل غال ونفيس، والقوة التي تصنع الاستقرار والسلام وتدافع عن الحق، ليس في منطقة الخليج العربي أو المنطقة العربية فحسب، وإنما في العالم كله أيضا، ولذلك فقد اكتسبت قواتنا المسلحة تقدير العالم وإعجابه في كل المهام التي قامت بها خارج الوطن، بما تميزت به من أخلاق سامية وكفاءة عالية وقدرة على العمل في كل الظروف والبيئات.
وهذا لم يأت من فراغ، وإنما من رؤية ثاقبة لقيادتنا الرشيدة، التي لم تدخر جهدا في دعم القوات المسلحة على كافة المستويات وتوفير كل ما من شأنه رفع كفاءتها وقدراتها القتالية والعملياتية، سواء من خلال تزويدها بأحدث ما أنتحت مصانع الأسلحة الحديثة في العالم أو من خلال إجراء التدريبات والمناورات المشتركة مع جيوش من مدارس عسكرية مختلفة، ومن دول صديقة وشقيقة، أو التوسع في بناء المعاهد والأكاديميات العسكرية المتطورة التي تقوم بتدريس العلوم العسكرية والاستراتيجية الحديثة، أو إرسال البعثات العسكرية إلى أرقى المعاهد العسكرية في العالم، لنقل قدرات قواتنا المسلحة على المستويين العلمي والعملي.
لقد آمن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن امتلاك القوة هو الضمانة الأساسية لنهضة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقدمها إلى الأمام دون خوف من تهديد أو عدوان، ولذلك كان تطوير هذه القوات أولوية قصوى لديه، حيث كان يعتبر رحمه الله، أن "جيش الإمارات هو درعها الواقي للحفاظ على التراث الوطني وصيانة الأرواح وحماية ثروة هذا البلد وهو أيضا لمساندة الأشقاء إذا احتاجوا إلينا".
وقد سار سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، على هذا النهج في دعم وتقوية وتحديث قواتنا المسلحة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم واحترافية، بمساندة كريمة من قبل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله وسيدي صاحب السمو، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الأربعين لتوحيد قواتنا المسلحة، يتواجد ضباطنا وجنودنا البواسل على أرض اليمن الشقيق، مدافعين عن العدل والشرعية ضد محاولة اختطاف الدولة اليمنية من قبل قوى وميليشيات تخدم مصالح وأهداف أجنبية، وعن حق الشعب اليمني الشقيق في العيش في سلام في وطنه، بعيدا عن التدخل في شؤونه الداخلية، أو تهديد هويته العربية أو النيل من وحدته وتماسكه.
إن مشاركة قواتنا المسلحة في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستعادة الشرعية في اليمن، إنما تؤكد على المبادئ الإماراتية الثابتة منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كان يؤكد باستمرار على أن القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، هي إضافة للقوة العربية الشاملة، ضد أي اعتداء على الأمن القومي العربي، أو تهديد المصالح العربية العليا، في أي منطقة من مناطق العالم العربي، وأن قوة الإمارات العسكرية ليست للعدوان أو الغزو، وإنما هي للدفاع عن النفس والحق والعدل، وهي أقوال جسدتها الأفعال على مدى السنوات الماضية، بدءا من المشاركة في تحرير الكويت من الغزو العراقي، ومرورا بدعم استقرار مملكة البحرين الشقيقة في عام 2011، والمشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، وانتهاء بالانخراط القوي في تحالف استعادة الشرعية في اليمن.
إن روح البطولة والشجاعة والفداء، التي ميزت أداء قواتنا المسلحة على أرض اليمن الشقيق منذ بداية عملية "عاصفة الحزم" في مارس 2015، هي منبع فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب الإماراتي، فقد سطر ضباطنا وجنودنا البواسل ملاحم بطولية في المعارك ضد الميليشيات المتمردة في اليمن، سوف يسجلها التاريخ في أنصع صفحاته بمداد من نور، وسوف تظل تضحيات شهدائنا الذين سقطوا وهم يدافعون عن الحق في معركة عادلة محفورة في ذاكرة الوطن وفي وجدان كل مواطن إماراتي عبر التاريخ، خاصة أن قيادتنا الرشيدة عملت على تخليد ذكراهم سواء من خلال "يوم الشهيد" الذي أمر سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله بالاحتفال به، في يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام، أو النصب التذكاري للشهداء الذي أمر بإنشائه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أبو ظبي، ليكون شاهدا على تضحياتهم وبطولاتهم ورمزا لضريبة الدم التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، دفاعا عن الأمن القومي العربي في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة العربية، بل ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.
في ظل الأخطار والتحديات الكبرى التي تحيط بمنطقتنا العربية، خلال المرحلة الحالية من تاريخها، أثبتت قواتنا المسلحة الباسلة، أنها درع الوطن القوي وسيفه المشهور في وجه أعدائه، وصمام الأمان لدولة الإمارات العربية المتحدة، وركن أساسي من أركان القوة العربية في الدفاع عن استقرار المنطقة، في مواجهة من يريدونها ساحة للفوضى والتخريب والحروب الأهلية والعرقية، أو من يسعون إلى التدخل في شؤونها الداخلية لتحقيق طموحات إقليمية على حساب مصالح شعوبها وأمنها ووحدة أوطانها وتعايش أبنائها.
إن التفاف شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، حول قواته المسلحة وتقديره لدورها ورسالتها السامية، في حماية الوطن ومكتسباته التنموية وفخره بها وبانجازاتها التاريخية، عبر ويعبر عن نفسه في الكثير من المظاهر، لعل أهمها ما ظهر من دعم شعبي كبير لأسر الشهداء، وحرص على التفاعل معهم والشد على أيديهم والفخر بهم وبأبنائهم، والتسابق نحو الانضمام إلى الخدمة الوطنية، من قبل شبابنا من الذكور والإناث، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أبناء الإمارات يلتفون حول قيادتهم ويؤمنون بأنها القيادة المؤتمنة على الوطن، وصاحبة الرؤية الثاقبة في التعامل مع المخاطر والتحديات، ويدركون بوعي عميق، طبيعة الأوضاع الإقليمية والدولية المحيطة بوطنهم، ومسؤوليتهم التاريخية في صيانة أمانة الآباء والأجداد، والحفاظ على نموذجهم التنموي الرائد الذي يحظى بتقدير العالم كله، وأن أمن دولة الإمارات العربية المتحدة، مسؤولية كل مواطن إماراتي يرد الجميل إلي بلده التي لم تبخل عليه يوما، في أي مجال من مجالات التنمية، وفتحت أمامه أبواب التقدم والتحديث على كافة المستويات، حتى أصبح شعب الإمارات من أسعد شعوب الأرض، وأكثرها طمأنينة في الحاضر، وثقة في المستقبل بشهادة التقارير والدراسات الصادرة من قبل المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة.
إن ثقة القيادة الرشيدة بقواتنا المسلحة، والتفاف الشعب الإماراتي الأصيل حولها، ودعمه لها في كل مهامها، يفرض على كل ضابط وجندي فيها مسؤولية مضاعفة، يشعر بها ويعمل بقوة على الوفاء باستحقاقاتها، من خلال بذل المزيد من الجهد والعرق سواء في ميادين التدريب والتعليم أو في جبهات القتال، حتى يكون جيشنا الباسل مستعدا دائما لتنفيذ تكليفات القيادة، والقيام بالمهام الموكلة إليه بكل ولاء ووطنية وكفاءة، كما كان دائما على مدى العقود الماضية، وكما تنتظر القيادة الرشيدة والشعب الإماراتي منه أن يكون.
إنني باسم كل ضباط وجنود قواتنا المسلحة، نعاهد القيادة الرشيدة على أن نكون أوفياء للعهد الذي قطعناه على أنفسنا، بأن نضع أرواحنا على أيدينا فداء لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودفاعا عن أمنها واستقرارها ومكتسبات ومصالح شعبها الوفي، وأن يكون ولاؤنا للوطن والقيادة الرشيدة البوصلة التي نتحرك على هديها، وتكون الشهادة في سبيل الوطن أغلى ما نتمناه ونسعى إليه ونعتبره وساما على صدورنا وفخرا لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا.
وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، الذكرى الأربعين لتوحيد قواتنا المسلحة، يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات، إلى سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، وإلى أبناء القوات المسلحة وإلى شعبنا الوفي، أعاد الله هذه الذكرى الغالية على دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتنا الرشيدة بالعزة والقوة والتمكين.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4yNiA= جزيرة ام اند امز