لوحات فنية بخرامات الورق.. تعرفوا إلى صليحة سالم
عندما يجتمع التفكير الخلاق، ويتلاقح مع تقدير قيمة الأشياء، تُبنى معادلة الإبداع الفني في استثمار ما متاح من مواد أولية.
عندما يجتمع التفكير الخلاق، ويتلاقح مع تقدير قيمة الأشياء، تُبنى معادلة الإبداع الفني في استثمار ما متاح من مواد، قد تبدو ثانوية ولها وظيفة عملية فقط. هكذا قررت طالبة كلية الفنون والإعلام بجامعة طرابلس صليحة عمران سالم، أن تبتكر بوسائل غير تقليدية أعمالاً فنية بوسائل ارتقت لتصل مصاف الاحترافية في درجة التنفيذ، وحس الجذب، ومستوى الإبهار.
المتأمل لأعمال سالم سيظن أنها مصنوعة من مواد غريبة مبتكرة خصيصاً للرسم وقد يعجز عن تحديد نوع المواد الأولية، لتطل الفنانة عند قراءتها لعلامات التعجب الظاهرة على وجه الزائر، وتجيب عن تساؤلاته: "إنها خرامة الورقة" تقول..
لوحات سالم مصنوعة من مختلفات خرامات الورقة المكتبية، التي استثمرتها ووظفتها لتخلق جسر التواصل بين ما يجول في خاطرها ويلامس أحاسيسها، وبين ما متاح بجوارها من أشياء.
عن الفكرة أو سبب استخدام مخلفات الورق الناتجة عن "الخرامة المكتبية" في إنتاجها الإبداعي أجابت تقول سالم في حديث لبوابة "العين" الإخبارية بأن اختيارها لهكذا أنواع من المواد جاء نتيجة لعدم استخدامه من قِبل فنانين آخرين، سواء هواة أو مُحترفين في لوحاتهم، وحتى من استخدم مخلفات الورق سابقاً اعتمد على الأشكال الهندسية المُختلفة بعد قصها، وأضافت أنها أرادت أن تختار شيئا يمكن من خلاله إبداع أعمال فنية، تحمل قيمة التميز بأن تكون الوحيدة أو الأولى استخدماً.
من جهة أخرى ترى الفنانة أن استخدام مخلفات الورق في أعمال فنية يسهم بشكل أو بأخر في الحفاظ على البيئة والاستفادة من إعادة تدوير المواد المُستهلكة واستخدامها في أعمال أخرى حتماً ستكون مفيدة، وهي تعتبر أن الفن التشكيلي إبداع يتعاطى معه الإنسان بدرجة عالية من الوجدانية عبر ارتباطه بواقعنا المعاش.
تركز الفنانة في أعمالها الفنية على تقديم لوحات تعكس الظل والضوء لأن ذلك ترى بأنه يعطي حياة أكثر للوحة ويجعلها أقرب لنفس الناظر إليها.
وصلت الفنانة صليحة لهذا المستوى من الدقة في الإنجاز باستخدام مواد من نوع غير مألوف وهي لم تكد تُنهي عامها الثاني في هذا النوع من الرسم، وعلى الرغم غزارة أعمالها النسبية مقارنة بمدة ممارستها لهذا الفن، إلا أنها حتى الأن لم تُقِم أي معرض فني خاص بها، عدا مشاركات خجولة في الجامعة، أو مشاركتها في دورة هذه السنة من "معرض طرابلس العالمي".
تشكو سالم من انعدام الدعم والمساندة لها من أي مؤسسة من الدولة ولا من منظمات المجتمع المدني، ولكنها تشعر بتفاؤل كبير بعد مشاركتها بأعماله بالمعرض في هذه السنة وبعد أن تفاجأت بحجم الإقبال الكبير جداً من الزوار على معرض لوحاتها، واهتمامهم باختيارها لهذه المواد في الرسم، كذلك تعتقد أنها بهذه المشاركة وجدت من يتبنى أعمالها ويدعمها من إحدى القطاعات الخاصة.
تقول سالم إنها الآن تستعد لرسم أكبر لوحة من نوعها باستخدام هذه المواد ولكن التحدي الأكبر في هذه اللوحة من وجهة نظرها هو حساب عدد جميع القطع التي ستستخدمها فيها من مخلفات "خرامة الورق" المكتبية.
هكذا فتاة، بهذا المستوى الإبداعي سواء في اختيارها لمواد رسومها، أو لمواضيع لوحاتها، تحتاج من الجميع وقفة يجول فيها النظر حول ما يحيط بنا من مواد وأشياء لا نرغبها ولا نريد بقائها حولنا، علّنا نكتشف ما بداخلنا من مواهب لتوظيف هذه المواد في إبداعات مدفونة بداخلنا تحتاج فقط لأشياء لا نريدها لإخراج ملكاتنا.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز