إشراقة أمل .. سجينات فلسطينيات يُحولن العتمة للوحات فنية
إشراقة أمل ترسمها معروضات الإنتاج اليدوي لمعتقلات فلسطينيات في قضايا جنائية ومدنية بمركز تأهيل وإصلاح النساء بسجن أنصار غرب غزة.
مطرزات ومشغولات يدوية، تتداخل فيها قلوب الحب، مع خريطة فلسطين .. هكذا بدا جزء من معروضات الإنتاج اليدوي للمعتقلات على قضايا جنائية ومدنية في مركز تأهيل وإصلاح النساء بسجن أنصار غرب غزة.
ووقفت النزيلة راوية (اسم مستعار) داخل المعرض الفني الذي جاء تحت عنوان "إشراقة أمل" وافتتح اليوم السبت، في مبادرة غير معهودة، لتعرض مع رفيقاتها في السجن منتوجات عملن خلال الفترة الماضية على إنتاجها.
وبتحفظ قالت راوية (23 عامًا) إنها تحاول أن تفتح صفحة جديدة في حياتها، بتعلم شيء مفيد يمكن أن تستثمره بعد خروجها المرتقب من السجن، متأملة أن يمنحها المجتمع فرصة جديدة في استكمال حياتها، مشيرةً إلى أنها تعمل في مجال المنتوجات والأشغال اليدوية.
بدورها، تمنَّت النزيلة سهام (اسم مستعار) أن تجد مَن يتبنَّى أعمال ومنتوجات النزيلات، وقالت: "هذا فن يجب أن يحتضنه المجتمع حتى لا نعود للظروف القاسية التي فُرضت علينا".
ويحتوي المعرض على زاوية المطرزات والتي تضم أثوابًا نسائية وشالات وحقائب مطرزة إلى جانب براويز وأشكال فنية وساعات وخرائط وغيرها من المشغولات اليدوية، كما يضم زاوية خاصة للملابس الصوفية وزاوية أخرى للمأكولات والحلويات.
وأوضحت الرائد أمل نوفل مدير مركز إصلاح وتأهيل النزيلات، أن معرض "إشراقة أمل" يهدف إلى تعزيز مفهوم إعادة إصلاح وتأهيل النزيلة"، وقالت: "نعمل على إعادة تأهيلهن دينيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا ومهنيًّا".
وأضافت: "الجميع ينظر للنزيلة على أنها مجرمة، لكنها إنسانة من هذا المجتمع يوجد بداخلها خير كثير ممكن أن نعيد تأهيلها ليصب ذلك في استقرار المجتمع".
ورأت أن "هذا المعرض هو فرصة للنزيلات ليعملن بعد خروجهن من مراكز الإصلاح والتأهيل على سد احتياجاتهن الأساسية".
وأشارت إلى أن أعداد النزيلات محدودة رغم ما تتعرض له المرأة الفلسطينية من ضغوط في ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي الذي لا يفرق بين رجل وامرأة.
النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، أكد أن الشعب الفلسطيني يُريد إصلاح وتأهيل النزيلات ليخرجن بعد انتهاء محكومياتهن من أجل بناء وتطوير المجتمع، مشيرًا إلى أن للمرأة الفلسطينية باعًا طويلًا في خدمة المجتمع.
وثمَّن بحر في كلمة له خلال افتتاح المعرض، الجهود التي بذلتها النزيلات من خلال أعداد المنتجات التي تضمنها المعرض، آملًا أن تعود النزيلات إلى خدمة وطنهن وأبناء شعبهن، لكي يكون معول بناء في مجتمعنا الفلسطيني بدلًا من معول هدم.
إعجاب بالإبداع:
بدورها، أعربت المحامية صبحية جمعة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عن دهشتها من كمية العمل والمهارة والاحتراف في المنتجات والمشغولات اليدوية التي صنعتها النزيلات، موضحةً أن عمل النزيلات داخل مراكز الإصلاح والتأهيل أمر كفله القانون لهنَّ.
وقالت جمعة: "أتمنى أن يجد هذا المعرض الفني صدى، ويكون له مردود نفسي ومعنوي على النزيلات؛ بحيث يُشجعهن على تخطي الفترة السابقة".
وأعدت مديرية الإصلاح والتأهيل في داخلية غزة أكثر من برنامج عمل للنزلاء في سجونها، من بينها عدة مشاريع مدرة للدخل.