مكتبة أغسطس الإيطالية تهدي القاسمي مخطوطة تعود للقرن الـ 16

خلال مشاركته في فعاليات أيام الشارقة الثقافية في مدينة بيروجيا بإيطاليا التي اختتمت الأربعاء قدم الوفد الإماراتي عروضا تراثية وفنية

بمسيرة ثقافية فنية، اختتم وفد إمارة الشارقة، الأربعاء، زيارة رسمية لمدينة بيروجيا في جمهورية إيطاليا، شارك فيها رئيس الوفد عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وصقر الريسي سفير الدولة لدى جمهورية إيطاليا وأعضاء الوفد المرافق، انطلقت من أمام مقر إقامة الوفد باتجاه مبنى بلدية بيروجيا، تتقدمهم فرقة الشارقة للتراث الفني بعروضها المتميزة.

عمدة مدينة بيروجيا وجّه الشكر للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على تفضله بقبول أن تحل أيام الشارقة الثقافية ضيفا كريما لديهم في بيروجيا، الأمر الذي ينم -وبحسب تعبيره- عن وعي وفكر سليمين يقودان دائما لتحقيق الهدف الأسمى للإنسانية وهو التقارب والتآلف ما بين الشعوب.
وأشار روميتسي إلى أن ما قدمته أيام الشارقة الثقافية، أعادت الروح وجددتها في بيروجيا، وهي رسالة لنا جميعاً بأن دولة الإمارات العربية بشكل عام وإمارة الشارقة تحديدا استطاعت أن تضع لها بصمة مؤثرة على خريطة الثقافة العالمية.
بدوره نقل العويس تحيات وشكر حاكم الشارقة على هذه الاستضافة الكريمة، قائلا "إنه لمن دواعي السرور أن تختتم زيارتنا لمدينة بيروجيا في هذا المبنى الذي انطلقت منه الفكرة الأولى لقيام أيام الشارقة الثقافية، فلكم ولجميع أهالي بيروجيا خالص الشكر والتقدير. لقد أسعدنا التعايش معهم عبر ثقافتنا العربية على أمل أن تتجدد اللقاءات الودية بيننا".

وأعقب المسيرة الفنية، تجول الوفد في مبنى بلدية قاعات المجالس البلدية وقاعات الأرشيف والوثائق إلى جانب قاعة المعرض الدائم للفنون، حيث يحتفظ المعرض بلوحات فنية ومنحوتات تعود إلى العصور الوسطى. وتبادل الجانبان الهدايا التذكارية والدروع، حيث قدم العويس مجسما لسفينة القواسم كإهداء لعمدة مدينة بيروجيا ووصفها بأنها رمز من رموز الثقافة في الإمارات.

ثم انتقل الوفد لزيارة مكتبة أغسطس التي تعد أقدم مكتبة في أوروبا، وتحوي أندر وأغنى المصادر التاريخية لمختلف حضارات العالم، وعرض القائمون على المكتبة أمام أعضاء الوفد مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة في مختلف مجالات العلوم والفنون ومن بينها نسخ من القرآن الكريم. وتلقى رئيس الوفد إهداء من مكتبة أغسطس مقدم للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تمثل في مخطوطة لخارطة توضح معالم منطقة شبه الجزيرة العربية وسواحل الخليج العربي تعود للقرن السادس عشر للميلاد.

وكان معهد الشارقة للتراث، خلال مشاركته في فعاليات أيام الشارقة الثقافية في مدينة بيروجيا بإيطاليا التي اختتمت الأربعاء، قدم عروضا تراثية تحتوي على مجموعة من أدوات الزينة والحلي والملابس التقليدية والأطعمة والفنون الشعبية والحرف اليدوية ومعارض مجسمات السفن والمباني الأثرية والتراثية.

وقال عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث إن هذه المشاركة تحظى بدعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشيرا إلى أن مشاركتهم شملت عناصر ومكونات التراث الإماراتي سواء عرض مجسمات ونماذج لمواقع تراثية وتاريخية أو حرف وأزياء شعبية وذلك لتقديم أفضل صورة عن الواقع الثقافي والتراثي للشارقة خاصة ودولة الإمارات عموما.

وذكر المسلم أن زوار أيام الشارقة تعرفوا على المعارض الفنية للوحات تشكيلية ولوحات الخط العربي إلى جانب معارض إصدارات ومؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة والخرائط التاريخية والمقتنيات النادرة، بالإضافة إلى العروض التراثية التي تضم أدوات الزينة والحلي والملابس التقليدية والأطعمة والفنون الشعبية والحرف اليدوية ومعارض مجسمات السفن والمباني الأثرية التي يقدمها المعهد.

وأشار إلى عرض نماذج من سفن البوم المشهورة في الإمارات ونموذج لحصن الشارقة الذي كان خط الدفاع الأول عن الشارقة والتصدي للغزاة والذي بني عام 1820 ويتكون من ثلاثة أبراج ويعتبر من أهم المعالم التاريخية والتراثية في الشارقة، إضافة الى نموذج لمسجد عبيد بن عيسى النابودة وهو من أقدم المساجد في منطقة المريجة القديمة يسمى أحيانا مسجد البحر ونموذج مسجد خورفكان أحد أقدم المساجد على مستوى الدولة إذ يعود بناؤه إلى أكثر من 500 سنة والذي طبعت صورته على فئة 5 دراهم من العملة الإماراتية.